ارتفعت أسعار النفط نحو 2% اليوم الثلاثاء، بدعم من خفض الإنتاج بقيادة "منظمة الدول المصدرة للبترول" (أوبك) والذي قالت السعودية إنها ستتجاوزه بما يزيد على نصف مليون برميل يومياً، إضافة إلى تأثير العقوبات الأميركية على إيران وفنزويلا.
وخلال صعدت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت 1.17 دولار، بما يعادل 1.9%، إلى 62.68 دولاراً للبرميل بحلول الساعة 11.35 بتوقيت غرينتش، فيما زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 89 سنتاً، أو 1.7%، إلى 53.30 دولاراً.
ولاحقاً عند التسوية، أغلقت عقود الآجلة لخام برنت مرتفعة 1.48% إلى 62.42 دولاراً، وعقود الخام الأميركي 1.32% إلى 53.1 دولاراً.
وتعاني الأسواق من شح الإمدادات نظراً لتخفيضات الإنتاج الطوعية، التي سرت منذ أول يناير كانون الثاني، بقيادة أوبك وحلفاء من بينهم روسيا لتصريف تخمة المعروض العالمي.
وقالت السعودية، أكبر بلد مصدر للنفط في العالم، إنها ستخفض إنتاجها من النفط الخام إلى نحو 9.8 ملايين برميل يومياً في مارس/ آذار، وهو ما يزيد على تعهدها الأصلي بأكثر من نصف مليون برميل يومياً.
واعلنت "أوبك" اليوم أنها خفضت إنتاج النفط بقوة بموجب اتفاق عالمي للإمدادات، على الرغم من أنها أشارت إلى عوامل معاكسة تشكل تحدياً لمساعيها لمنع حدوث تخمة في المعروض هذا العام، بما في ذلك ضعف الطلب وارتفاع إنتاج المنافسين.
وفي تقريرها الشهري، قالت أوبك إن إنتاجها النفطي انخفض قرابة 800 ألف برميل يومياً في يناير/ كانون الثاني إلى 30.81 مليون برميل يومياً. ويزيد ذلك بقليل عن الطلب الذي تتوقعه المنظمة على نفطها في 2019.
كانت "أوبك" وحلفاؤها، بما في ذلك روسيا، القلقون من هبوط أسعار النفط وزيادة الإمدادات، اتفقوا في ديسمبر/ كانون الأول على القيام بتخفيضات للإنتاج. وبموجب الاتفاق، تقلص أوبك الإنتاج بمقدار 800 ألف برميل يومياً من أول يناير/ كانون الثاني.
وفي التقرير، قلصت أوبك توقعاتها لنمو الاقتصاد العالمي في 2019 بمقدار 0.2 نقطة مئوية إلى 3.3%، وألقت الضوء على مجموعة من العوامل المعاكسة مثل تباطؤ التجارة العالمية.
وقالت "أوبك" في التقرير "قد تدعم بعض التطورات الإيجابية التي حدثت في الآونة الأخيرة الاقتصاد العالمي عند مستواه الحالي، بما في ذلك تعافي أسعار النفط، والتقدم الإيجابي في المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وانحسار طموحات تشديد السياسة النقدية من قبل مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي)".
أضافت أنه "على الرغم من ذلك، فإن هذا لن يدفع الاقتصاد العالمي ليتجاوز النمو المتوقع".
وكان خفض الإمدادات عودة في السياسة بعد أن اتفق تحالف المنتجين المعروف باسم أوبك+ في يونيو حزيران 2018 على تعزيز الإنتاج في ظل ضغوط مارسها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لخفض الأسعار ولتعويض تراجع متوقع في الصادرات الإيرانية.
وغيرت "أوبك" المسار بعد نزول الأسعار من 86 دولاراً للبرميل في أكتوبر/ تشرين الأول، ما أثار قلق المنتجين من حدوث تخمة جديدة. وتخلصت تخفيضات نفذها تحالف أوبك+ من فائض في وقت سابق.
وفي مؤشر على فائض الإمدادات، قال تقرير "أوبك" إن مخزونات النفط في الاقتصادات المتقدمة زاد عن متوسط خمس سنوات في ديسمبر/ كانون الأول.
قيود سعودية
التقرير أظهر أن أكبر انخفاض في إنتاج "أوبك" الشهر الماضي جاء من السعودية وبلغ 350 ألف برميل يومياً. ومع خفض الإمدادات المُنفذ في يناير/ كانون الثاني، يكون أعضاء "أوبك" المُتوقع أن يخفضوا الإنتاج بموجب الاتفاق وعددهم 11 دولة، حققوا امتثالاً نسبته 86%، وفقاً لحسابات رويترز، وهو مستوى مرتفع بالمعايير السابقة للمنظمة.
وقد يرتفع هذا المعدل في الأشهر المقبلة مع خفض السعودية طوعاً للإنتاج بمعدل أكبر مما اتفقت عليه.
من جهته قال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح لـ"فايننشال تايمز"، إن المملكة تخطط لضخ نحو 9.8 ملايين برميل يومياً في مارس/ آذار وهو ما يقل عن المستوى المستهدف لإنتاجها بموجب الاتفاق بأكثر من 500 ألف برميل يومياً.
وقد تتلقى التخفيضات الدعم من انخفاضات أخرى في إيران وليبيا وفنزويلا، فيما قالت "أوبك" في التقرير إن الطلب العالمي على نفطها في 2019 سيتراجع إلى 30.59 مليون برميل يومياً بانخفاض قدره 240 ألف برميل يومياً بالمقارنة مع تقريرها السابق، في الوقت الذي يزيد فيه منافسون مثل الولايات المتحدة الإنتاج، ويكبح تباطؤ الاقتصاد للطلب.
ويشير هذا إلى أن السوق العالمية ستشهد فائضاً طفيفاً بنحو 200 ألف برميل يومياً في 2019 إذا واصلت "أوبك" ضخ النفط عند المعدل المسجل في يناير/ كانون الثاني، على الرغم من أن خطط السعودية لتعزيز خفض الإنتاج ستقلص من أثر هذا الفائض مع ثبات العوامل الأخرى.
وتتوقع "أوبك" نمو الطلب العالمي على النفط 1.24 مليون برميل يوميا في 2019 بانخفاض قدره 500 ألف برميل يوميا، مقارنة مع الشهر السابق. وسيعزز المنتجون من خارج المنظمة الإنتاج بمقدار 2.18 مليون برميل يوميا بزيادة 80 ألف برميل يوميا عن التوقعات السابقة.
توقعات إدارة الطاقة الأميركية
في غضون ذلك، توقعت إدارة معلومات الطاقة الأميركية في توقعات شهرية اليوم الثلاثاء، ارتفاع إنتاج الولايات المتحدة من النفط الخام 1.45 مليون برميل يومياً هذا العام، ثم 790 ألف برميل يومياً في العام المقبل، ليصل إجمالي الإنتاج إلى 13.2 مليون برميل يومياً.
كما توقعت الإدارة أن يبلغ الإنتاج الأميركي هذا العام مستوى قياسياً عند 12.41 مليون برميل يومياً، علماً أن إنتاج البلاد زاد بدعم من التكنولوجيا التي أسهمت في استخراج الخام من التكوينات الصخرية.
(رويترز، العربي الجديد)