دولة الفضيلة، التي ألقت القبض على المجاهرين بالإفطار، هي نفس الدولة التي قامت من قبل بإلقاء القبض على الروائي الصحافي أحمد ناجي، والحكم عليه بالحبس لمدة عامين بتهمة خدش الحياء العام لما ورد في أحد فصول روايته "إستخدام الحياة".
وعلى الرغم من أن "الرواية الخادشة" يقرؤها القارىء بمحض إرادته، إلا أن الدولة قررت أن تفرض وصايتها وتحبس الكاتب، لكن حين يصل الأمر إلى مواد إعلانية تعرضها كبريات الشركات على شاشات التلفزيون خلال شهر رمضان، ويتعرض المشاهد، رغماً عنه، لتلك المواد الإعلانية التي تحوي إيحاءات جنسية واضحة، تتجاهل الدولة الأمر خوفاً من رأس المال المحرك لسوق الإعلانات. وإن كان فرض رقابة على اي مضمون إعلامي أو أدبي أو إعلاني، جزء من التعدي على حرية التعبير، لكن الدولة المصرية اختارت تطبيق حرية التعبير على قطاع دون آخر من المجتمع.
وكان من أبرز الإعلانات التي أثارت الجدل، خاصة على مواقع السوشيال ميديا التي اتخذت منه مادة للسخرية، إعلان عن أحد منتجات الألبان، يظهر فيه مجموعة من الأطفال الحديثي الفطام، ليقول أحدهم "مش قادر أنسى الدوندو"، فيجيبه الطفل الآخر "مش هتقدر تنسى الدوندو" إشارة إلى "صدر المرأة" أو بمعنى آخر "الرضاعة الطبيعية".
وكذلك، إعلانان لمنتج إحدى شركات الملابس الداخلية، أحدهما اعتمد على أغنية كلاسيكية قديمة، مع تغيير كلماتها، لتعطي إشارات وإيحاءات جنسية واضحة، كما أن الإعلان الآخر كان أكثر إباحية، حين أشار إلى شكل "القعدات" المريحة بفضل المنتج.
والإعلان الآخر الذي لفت الانتباه، وأثار الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، هو إعلان عن أحد المشروبات الغازية الذي تميز بعنصريته في تقديم كل إعلاناته القديمة، اعتمد هذا العام على إيحاءات جنسية فجة.