إعلانات التبرع للمرضى خلال رمضان تثير الجدل بين المصريين

08 مايو 2019
انتُقد التقصير الحكومي (محمد الشاهد/فرانس برس)
+ الخط -

طالب عدد من خبراء الإعلام في مصر بضرورة وقف إعلانات التبرع للمستشفيات الحكومية على القنوات الفضائية التي تزداد بشكل مبالغ فيه خلال شهر رمضان، ولفتوا إلى أنها تدل على التقصير الحكومي داخل المستشفيات، واعتبروها "وسيلة رخيصة لجلب الأموال عبر الزكاة".

وركز الخبراء على استخدام مشاهد المرضى في مستشفيات "المعهد القومي للأورام" و"مستشفى بهية" و"معهد القلب"، و"مستشفى الحروق"، و"مستشفى الطوارئ" التابعة لـ "القصر العيني"، و"مستشفى الكبد"، و"مستشفى أحمد ماهر التعليمي"، و"الحسين الجامعي"، و"مستشفى أبو الريش للأطفال"، و"المعهد القومي للكلى والمسالك البولية"، و"حميات العباسية"، وغيرها من المستشفيات الحكومية.

ورأى محاضر الإعلام في "جامعة بني سويف"، الدكتور محمد عيسى، أن إعلانات شهر رمضان التي تحث على التبرع لمرضى المستشفيات أصبحت "أسلوباً رخيصاً ومستفزاً للمشاهدين، ولا يوجد له مثيل في أي دولة حول العالم". واعتبر أن هذه الحملات الإعلانية حرمت الفقراء والمحتاجين من أموال الزكاة، لعدم وجهتها نحو المستشفيات.

وقال عيسى إن الحكومة المصرية وصل الأمر بها أخيراً إلى تسخير علماء دين بارزين في حثّ المواطنين على صرف الزكاة في دعم المستشفيات، لشراء الأجهزة الطبية والأدوية والمستلزمات والأسِرّة وغيرها من الاحتياجات، علماً أن من واجباتها تأمينها.

ولفت إلى أن تلك الإعلانات التي تتكرر عشرات المرات يومياً على شاشات التلفزيون تعكس الوضع الصحي داخل البلاد، مشيراً إلى أن "التبرعات خلال شهر رمضان تصل إلى المليارات من الجنيهات، ولو صحت تلك الأموال لغيّرت حال المستشفيات الحكومية الى الأحسن، ولكن نتيجة لحالة الفساد والفوضى في البلاد، الكثير من الملايين تتوجه إلى جيوب عدد من القائمين على تلك المستشفيات".

ومن بين حالات الفساد فضيحة مستشفى سرطان الأطفال "57357"، بعد الكشف عن دخول ملايين التبرعات إلى جيوب المسؤولين، وهو المستشفى الذي تبلغ ميزانيته السنوية مليار جنيه تعتمد حصراً على التبرعات عبر الإعلانات. ووصل الأمر إلى قرار من "المجلس الأعلى للإعلام"، في يوليو/تموز الماضي، بوقف النشر في كل ما يتعلق بالمستشفى، وهو القرار الذي أثار الرأي العام حينها.

كما أثارت هذه الإعلانات غضب عدد من الناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبرها البعض "وسيلة جديدة من وسائل التسول"، مطالبين بضرورة منعها فوراً.

المساهمون