إعلاميو التسريبات: نريد دماً... نريد دماً

31 يناير 2015
محمود سعد خائف على السياحة (يوتيوب)
+ الخط -

"الدم كلّه حرام"، مقولة يؤمن بها معظم المصريين، ويرفعونها عند كل حدث يقتل فيه رفاقهم في الوطن، بغض النظر عن موقفهم السياسي. لكن يبدو أن "إعلاميي التسريبات"، لا يؤمنون بهذه المقولة، بل يؤمنون بأن مَن يعارضهم دمه حلال.

وفور وقوع هجمات سيناء الأخيرة، هاجم الإعلام المصري ومقدمو برامج "التوك شو" بشدة كل معارضي الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، واتهموهم بعدم مبالاتهم بدماء المصريين. وقاموا بتوزيع اتهامات الخيانة والعمالة على كل مختلف في الرأي، لقطع الطريق على أي حديث عن مسؤولية قيادات الجيش في حماية الجنود، وتقصيرها في أداء واجبها، رغم أن جميع المعارضين لم يصدر عنهم سوى الأسى والتعزية لضحايا الجيش، وإن اتهموا قياداته بالتقصير في حماياتهم.

فطبقاً لمحمود سعد ـ المؤيد والمحب، حسب تسريب مكتب السيسي ـ "بضعة سياح يأتون لمصر، أهم وأولى من دماء مصريين تراق على الأرض". فقد تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لسعد قال فيه: "متظاهرو المطرية لا يساوون شيئاً، ولكن أنا خايف على سمعة مصر الدولية عند قتلهم فقط"، وأنه يدعو لعدم قتلهم ليس لأنهم "صعبانين عليه"، لكن خوفاً من تصدّر أنباء قتلهم لوكالات الأنباء والنشرات الدولية، وهذا قد يتسبب في امتناع السائحين الأجانب من زيارة مصر، والبلد في حاجة لدولاراتهم، فالدم، اذاً، حسب سعد، رخيص، لكن دولارات السائحين غالية.

وليست هذه أول مرة يعبّر فيها أحد إعلاميي التسريبات عن استحلاله لدم معارضي السيسي، وعدم مبالاتهم بقتلهم من قبل قوات الأمن. فقبل أيام، دعت لميس الحديدي النظام "لسن السكاكين" لذبحهم، فنحن في معركة من وجهة نظرها "يا إما إحنا يا هم"، والكل يذكر الإعلامي "الأمنجي وفقاً لاعترافه"، أحمد موسى، الذي قالها على الهواء دون مواراة "عاوز دم، عاوز بحور دم". ورغم كل ما سبق، لا يتوانى هؤلاء عن اتهام المعارضين بالشماتة في الدماء.

المساهمون