حازت المرشحة الديمقراطية الخاسرة، هيلاري كلينتون، على تأييد معظم وسائل الإعلام الأميركية في الحملة الانتخابية الأخيرة، لكن منافسها الجمهوري، دونالد ترامب الذي وُصف بـ"عدو الصحافة" مرات عدة، كسب تأييد شبكة إعلامية بديلة.
وشهد تواجد المجموعات الأميركيّة المعارضة للهجرة والصواب السياسي، مثل النازيين الجدد والقوميين البيض، نمواً كبيراً على شبكة الإنترنت في السنوات الأخيرة.
وأشارت دراسة نشرتها جامعة "جورج واشنطن" الأميركية، في سبتمبر/أيلول الماضي، إلى أنّ "الحركات المتطرفة والمتعصبة للعرق الأبيض جذبت 22 ألف متابع على موقع تويتر منذ عام 2012، أي بارتفاع بنسبة 600 في المائة"، بالإضافة إلى أن متابعي هذه المجموعات تداولوا اسم الرئيس الأميركي المنتخَب، دونالد ترامب، والمواضيع المتعلقة به "أكثر من أي موضوع آخر".
وكان تعيين اليميني المتطرف، ستيف بانون، الذي كان يرأس تحرير موقع "بريتبارت نيوز" في منصب كبير المستشارين والمخططين الاستراتيجيين لترامب أخيراً، قد أثار جدلاً واسعاً في البلاد واستنكاراً لدى الديمقراطيين الذين اعتبروا أن "اليمين المتطرف العنصري والفاشي صار ممثلاً على أعلى مستوى في البيت الأبيض".
وكان صحافي في قناة "فوكس نيوز" شبّه بانون بوزير دعاية زعيم النازية في ألمانيا، أدولف هتلر، جوزيف غوبلز، ووصفته صحيفة "نيويورك تايمز" بـ"صوت العنصرية".
ويقدّر جمهور "بريتبارت نيوز" بنحو 37 مليون زائر شهرياً. ونجح بانون في تسخيره من أجل نشر أفكار ترامب، متصدراً اهتمامات شريحة واسعة من القرّاء طوال فترة الحملة الانتخابية الأخيرة، على الرغم من المقالات العنصرية والنازية، وترويجه لأفكار "اليمين البديل"، فضلاً عن الأفكار القومية وتفوق العرق الأبيض ومعاداة النظام السياسي القائم.
لا يقتصر الأمر على "بريتبارت" وبانون، بل هناك مواقع إلكترونية أميركية متطرفة أعلنت عن تأييد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية هذا العام، هنا أبرزها.
"دايلي ستورمر"
أعلن موقع "دايلي ستورمر" التابع لحركة النازيين الجدد عن تأييده ترامب على لسان الناشر، آندرو أنغلن، الذي قال، إن "ترامب مستعدّ لقول ما يفكر به الأميركيون كلهم: حان الوقت لترحيل هؤلاء الناس". وأضاف: "وهو مستعدّ لوصفهم بالمجرمين المغتصبين، القتلة، وتجار المخدرات"، في يونيو/ حزيران في عام 2015.
وكان أنغلن قد كتب على الموقع في يوليو/ تموز الماضي، تزامناً مع انعقاد مؤتمر الحزب الجمهوري، أن "القصة الأكبر عند وسائل الإعلام القذرة هي بضعة أسطر من خطاب ميلانيا ترامب، والتي يدّعي هؤلاء اليهود أنها سرقتها من القردة ميشيل"، وأضاف: "إن طريقة تناول هؤلاء الوحوش قاتلي المسيح لميلانيا مقرف فعلاً، ويعكس كرههم جمال النساء من العرق الآري".
فانغارد نيوز نَتْوورك
أسس أليكس ليندر موقع "فانغارد نيوز نَتْوورك" في عام 2000، وهو موقع يروّج لمعاداة اليهود، انفصالية البيض، وحركة النازيين الجدد.
وأعلن ليندر تأييده ترامب في فبراير/ شباط الماضي، وكتب: "ترامب وحده يمكنه وقف الامتداد البني، وأعتقد أن البيض يعرفون ذلك". وأضاف: "هل ترامب الرجل المثالي؟ كلا، لكنه سيقوم بما عليه، بانتظار وصول الرجل المثالي. ووصف ترامب بـ"الأمل الأخير للبيض في أميركا، قبل أن تتحول البلاد إلى لون بني".
وكان ليندر قد كتب في عام 2015 مقالاً في صحيفة "The Aryan Alternative" التابعة للنازيين، جاء فيه: "نحن الأشخاص البيض الطبيعيون نبتعد عن مخلوقات الغابة هؤلاء كلما استطعنا، لكن القتلة يتحكمون بالحكومة، ويتبعون إرشادات اليهودي الكبير، ويدفعوننا باستمرار إلى الوراء مع الهمجيين".
ستورمفرونت
يروّج موقع "ستورمفرونت" لسيادة البيض والنازيين الجدد، وأسسه العضو السابق في حركة "كلو كلوكس كلان" العنصرية، دون بلاك.
أعلن بلاك تأييده ترامب في أكتوبر/ تشرين الأول في عام 2015 في مقابلة له مع صحيفة "نيويورك"، وقال: "ترامب يلقى صدىً واسعاً بين أبناء شعبنا، وطبعاً بين البيض في أميركا الوسطى التي تغلي منذ سنوات عدة بسبب قضية الهجرة". وقال في فيديو نشره موقع "بيزنس إنسيدر": "تمت شيطنة هتلر لأنه خسر فقط"، في ديسمبر/ كانون الأول في العام الماضي.
فيداير دوت كوم
يختصر موقع "فيداير دوت كوم" مهمته الأساسية بنشر الوعي حول فكرتين: "عدم استدامة سياسة الهجرة الحالية في الولايات المتحدة الأميركية والمسألة القومية التي تشكل استمرارية الولايات المتحدة كأمة".
وأعلن مؤسس الموقع، بيتر برايملو، تأييده ترامب بتدوينة صوتية في أغسطس/ آب في العام الماضي، ووصف فيها اقتراحات ترامب حول سياسات التعامل مع المهاجرين بـ"الرائعة".
وكان برايملو قد كتب على موقعه في عام 2009: "إذا أظهر حزب سياسي جديد تأييده الواضح والعلني لقومية البيض، يبدو لي أن ذلك سيكون ردّاً مشروعاً تماماً على التحول العرقي الذي تسببه الهجرة والصعود السياسي للأقليات".
بوليتيكال سيسبوول
أنشأ الناشط السياسي، جايمس إدواردز، برنامجه الأسبوعي، "بوليتيكال سيسبوول" في عام 2004، ويضمّ البرنامج بين رعاته "مجلس المواطنين المحافظين" الذي ينادي بانفصالية البيض، و"معهد المراجعة التاريخية" وهي مجموعة تروج لمعاداة اليهود وإنكار رواية المحرقة.
وقال إدواردز في إحدى حلقات برنامجه في مارس/ آذار الماضي إن "شعبنا كان بحاجة إلى مرشح قوي، ووجدوا هذا المرشح في شخص دونالد ترامب"، وأضاف: "ليس هناك أي شك أن شعبوية ترامب وقوميته تستقطبان أمتنا، ويمكنهما أن تغيرا مجرى التاريخ الأميركي إلى الأفضل أمام أعيننا".
وكان قد كتب إن "مؤيدي ترامب لديهم مناعة ضد الصراخات الهستيرية على ما يسمى بالعنصرية وتفوق البيض.. ولا يمكن إنكار وجود خاصية معدية في تصرفات ترامب الرجولية".
أوكسيدنتال ديسينت
يعدّ موقع "أوكسيدنتال ديسينت" من المروّجين لتفوق البيض. وقال مؤسسه، براد غريفين، في إعلان تأييده ترامب: "جاءتنا الإشارة من أجل الانضمام لحملة ترامب، والمشاركة علانية في التنظيم تحت راية المرشح الجمهوري الأوفر حظاً للقضاء على النظام القائم الحقير".
أوكسيدنتال أوبزرفر
تغطي صحيفة "أوكسيدنتال أوبزرفر" الإلكترونية المواضيع السياسية والاجتماعية من وجهة نظر متعصبة للبيض ومعادية للسامية. ويتولى رئاسة تحريرها البروفيسور، كيفين ماكدونالد، المعروف بمعاداته لليهود، إذ كتب مقالاً في عام 2012، قال فيه إن "قوة اليهود تتناقض بشدة مع مصالح البيض في أميركا وغيرها من البلاد".
وأعلن عن تأييده ترامب، معتبراً إياه "الفرصة الأخيرة لتحقيق مصالح البيض في البلاد" على موقع "فيسبوك" في عام 2015.
راديكس جورنال
يرأس تحرير "راديكس جورنال" رئيس "معهد السياسة القومية" المتعصب للعرق الأبيض، ريتشارد سبنسر. عبّر الموقع عن تأييده لترامب عبر سبنسر الذي قال في مدونة صوتية إن "ترامب يقول أشياء دنيوية باستمتاع وصلابة".
وكان سبنسر كتب مقالات عدّة على الموقع، وهاجم فيها المسلمين قائلاً: "نحن لا نحتاج إلى المسلمين. نحن نحتاج إلى أشخاص بيض أذكاء ومثقفين يمكنهم استيعاب ثقافتنا"، واتبع موقع "أميريكان رينيسانس" النهج نفسه.
كما كتب مقالاً آخر، جاء فيه أن "مارتن لوثر كينغ الابن غشاش ومنحط، وتحول إلى رمز لتجريد البيض من ممتلكاتهم وتفكك الحضارة الغربية، وعلينا أن نتغلب على الأمر".