توجد صورتان للسجون السعودية: صورة أولى تُدلي بها المنظمات الحقوقية والتقارير الدولية، بناءً على شهادات الناجين من هذه المعتقلات أو من قبل أهالي المعتقلين. أما الصورة الثانية، فهي تلك التي يروّج لها الإعلام السعودي عبر البرامج التي تذاع على القنوات الممولة من النظام السعودي مثل MBC و"روتانا" التي توحي أن سجون مثل بريمان، وذهبان، والحاير، سيئة السمعة، هي منتجعات وفنادق.
الأسبوع الماضي خرجت الصحافية والمذيعة السعودية سمر المقرن في تسجيل مصوّر، بثّت هي بنفسها أجزاءً منه على حسابها على "تويتر"، وعلى "يوتيوب"، يظهر زيارتها لسجن بريمان في جدة أثناء تصويرها لحلقة من البرنامج النسائي "كلام نواعم" الذي يُذاع على قناة "إم بي سي". وقالت المقرن في مقطع الفيديو المنشور: "جئت على أساس أنه سجن، لكنني لم أجد أي نوع من أنواع السجن، بل إنني أرى فندقاً ومنتجعاً". وعرضت المقرن صوراً لقاعات فاخرة، وغرف نوم على الطراز الفندقي، وقالت إن هذه الأجنحة تستخدم للزيارات العائلية للمعتقلين، وهي دلالة على جودة السجون في السعودية، في إيحاء بعدم وجود حالات تعذيب.
وجرى التركيز على العنصر النسائي في هذه الحملة الأخيرة لتلميع السجون، في محاولة لدحض التقارير التي تسربت عن التعذيب الذي تعرضت له المعتقلة لجين الهذلول وأخريات على يد فرق التحقيق التابعة للديوان الملكي برئاسة المستشار سعود القحطاني الذي هددها بالقتل وفق شهادة عائلتها أمام الكونغرس الأميركي.
وأثارت هذه الحملة غضباً على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً من المعتقلين السابقين، وأهالي المعتقلين الحاليين الذين طالبوا المقرن بالعيش في السجن إن كانت معجبة به. وقال الناشط والمعارض السعودي الشهير سعيد بن ناصر الغامدي، معلقاً على الفيديو الذي نشرته المقرن: "لك الفال بهذا المكان، ورزقك الله في هذا النعيم عشراً من السنين لتنعمي بمنتجعي بريمان وذهبان".
فيما قال مغرد آخر: "لا أحد يصدق يا جماعة دخلت سجن في محافظة من المحافظات لفترة بسيطة الحياة فيه قطعة من العذاب وإهمال للوضع الصحي وفرش مقطعة ومتسخة والحشرات بكل مكان، الله يفك أسر كل مسجون".
وقالت الناشطة والمعارضة السعودية أميمة النجار للمقرن: "لماذا سجن بريمان الذي يصوره السجناء مختلف عن السجن الذي ذهبتي له سياحةً؟".
وسبق للسلطات السعودية أن أرسلت الكاتبة والصحافية حليمة مظفر لزيارة سجن المباحث العامة في ذهبان في يوليو/تموز هذا العام (أحد السجون السيئة السمعة في البلاد). وقامت مظفر بتغطية لمرافق السجن و"الفعاليات الترفيهية والثقافية والاجتماعية" التي تقوم بها إدارة السجن للنزلاء، وعلى رأسهم المساجين السياسيون من كتّاب وصحافيين معارضين.
اقــرأ أيضاً
وتشرف الأجهزة الأمنية على الزيارات الإعلامية للسجون، حيث تنتقي المساجين الذين يحق للإعلاميين مقابلتهم، كذلك فإنها تتحكم بالأسئلة الصادرة عن الإعلاميين، والأجوبة الصادرة عن المعتقلين، وكانت هذه الزيارات تجري غالباً بواسطة إعلاميين مخضرمين، لكنّ الطابع النسائي بات غالباً عليها اليوم ضمن التوجهات الجديدة من الحكومة السعودية.
وغالباً ما ينقل الإعلاميون والإعلاميات صوراً غير حقيقية عن السجون التي تعجّ بضحايا التعذيب وسوء المعاملة، إضافة إلى تكدس الكثير منهم في العنابر، وانتشار الحشرات والأمراض، وخصوصاً في السجون الكبيرة مثل بريمان، وذهبان، والحاير.
وقالت كاتبة سعودية اسمها هدى السالم في مقال قديم لها في جريدة "الرياض" إن السجينات يعانين من كثرة الأكل المعطى لهنّ، الذي يسبب سمنتهن وسمنة قطط السجن معهن.
فيما قال الإعلامي عبد العزيز القاسم في يناير/ كانون الثاني عام 2018 إنه زار سلمان العودة في السجن ووجده في "مشتل السجن" يزرع الورود، مخالفاً روايات عائلة العودة حول سوء حالته الصحية وتعرضه للتعذيب وحرمانه النوم.
الأسبوع الماضي خرجت الصحافية والمذيعة السعودية سمر المقرن في تسجيل مصوّر، بثّت هي بنفسها أجزاءً منه على حسابها على "تويتر"، وعلى "يوتيوب"، يظهر زيارتها لسجن بريمان في جدة أثناء تصويرها لحلقة من البرنامج النسائي "كلام نواعم" الذي يُذاع على قناة "إم بي سي". وقالت المقرن في مقطع الفيديو المنشور: "جئت على أساس أنه سجن، لكنني لم أجد أي نوع من أنواع السجن، بل إنني أرى فندقاً ومنتجعاً". وعرضت المقرن صوراً لقاعات فاخرة، وغرف نوم على الطراز الفندقي، وقالت إن هذه الأجنحة تستخدم للزيارات العائلية للمعتقلين، وهي دلالة على جودة السجون في السعودية، في إيحاء بعدم وجود حالات تعذيب.
Twitter Post
|
وأثارت هذه الحملة غضباً على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً من المعتقلين السابقين، وأهالي المعتقلين الحاليين الذين طالبوا المقرن بالعيش في السجن إن كانت معجبة به. وقال الناشط والمعارض السعودي الشهير سعيد بن ناصر الغامدي، معلقاً على الفيديو الذي نشرته المقرن: "لك الفال بهذا المكان، ورزقك الله في هذا النعيم عشراً من السنين لتنعمي بمنتجعي بريمان وذهبان".
Twitter Post
|
وقالت الناشطة والمعارضة السعودية أميمة النجار للمقرن: "لماذا سجن بريمان الذي يصوره السجناء مختلف عن السجن الذي ذهبتي له سياحةً؟".
وسبق للسلطات السعودية أن أرسلت الكاتبة والصحافية حليمة مظفر لزيارة سجن المباحث العامة في ذهبان في يوليو/تموز هذا العام (أحد السجون السيئة السمعة في البلاد). وقامت مظفر بتغطية لمرافق السجن و"الفعاليات الترفيهية والثقافية والاجتماعية" التي تقوم بها إدارة السجن للنزلاء، وعلى رأسهم المساجين السياسيون من كتّاب وصحافيين معارضين.
وأبرزت لقطات الفيديو التي التقطتها حليمة مظفر، التي تصنف نفسها على أنها إعلامية نسوية، الكاتب والصحافي السجين صالح الشيحي الذي اعتقل مطلع عام 2018 وحكم عليه بالسجن خمس سنوات بسبب انتقاده للفساد المالي والإداري في الديوان الملكي في وقت يعاني فيه الشعب السعودي فيه من العوز. وقالت مظفر حينها:" خرجت من سجن المباحث العامة بذهبان التابع لرئاسة المباحث العامة وكلي فخر بهم وبوطني الحبيب لجهودهم الكبيرة والإنسانية مع السجناء. تحدثت مع الكثيرين وكانوا سعداء بتنمية إبداعهم الذي أسهم فيه التعامل الإنساني الراقي من منسوبي المباحث العامة، فما يقومون به لا تراه بأي بلد بالعالم".
وتشرف الأجهزة الأمنية على الزيارات الإعلامية للسجون، حيث تنتقي المساجين الذين يحق للإعلاميين مقابلتهم، كذلك فإنها تتحكم بالأسئلة الصادرة عن الإعلاميين، والأجوبة الصادرة عن المعتقلين، وكانت هذه الزيارات تجري غالباً بواسطة إعلاميين مخضرمين، لكنّ الطابع النسائي بات غالباً عليها اليوم ضمن التوجهات الجديدة من الحكومة السعودية.
وغالباً ما ينقل الإعلاميون والإعلاميات صوراً غير حقيقية عن السجون التي تعجّ بضحايا التعذيب وسوء المعاملة، إضافة إلى تكدس الكثير منهم في العنابر، وانتشار الحشرات والأمراض، وخصوصاً في السجون الكبيرة مثل بريمان، وذهبان، والحاير.
وقالت كاتبة سعودية اسمها هدى السالم في مقال قديم لها في جريدة "الرياض" إن السجينات يعانين من كثرة الأكل المعطى لهنّ، الذي يسبب سمنتهن وسمنة قطط السجن معهن.
فيما قال الإعلامي عبد العزيز القاسم في يناير/ كانون الثاني عام 2018 إنه زار سلمان العودة في السجن ووجده في "مشتل السجن" يزرع الورود، مخالفاً روايات عائلة العودة حول سوء حالته الصحية وتعرضه للتعذيب وحرمانه النوم.