وكان من المفروض أن تحسم الجلسة العامة لمجلس نواب الشعب اليوم في قانون المجلس الأعلى للقضاء، ولكن الوزير تغيب ليتم إرجاء النظر في المشروع، وهو ما أثار عدداً من النواب الذين حملوه مسؤولية تأخير المصادقة على المشروع، وزيادة التشنج مع الهياكل المهنية للقضاة.
وبحسب المعلومات المتوفرة، فإن خلافاً برز في الفترة الأخيرة بين وزير العدل ورئيس الجمهورية حول قضية المثلية، والفصل المتعلق بمرتكبي الفاحشة (الفصل رقم 230) من المجلة الجزائية (المادة الجنائية)، حيث كان موقف الرئاسة رافضاً بشكل تام مراجعة هذا الفصل لأن لتونس ثوابت دينية لا يمكن التراجع عنها، وهو الموقف الذي سانده فيه زعيم حركة النهضة، راشد الغنوشي.
لكن الأخبار التي توصل إليها "العربي الجديد" تؤكد أيضاً أن محمد صالح بن عيسى كان على قائمة المغادرين في التعديل الحكومي القادم، مع مجموعة من الوزراء غير المنتمين للأحزاب.
وعرف بن صالح باستقلاليته بما شكّل نوعاً من الخروج عن الانضباط الحكومي، وكان الجمعة الماضي صرح على هامش حضوره في جلسة استماع للجنة الحقوق والحريات في المجلس بأن السفير الأميركي استفزّه، في إشارة لضغوطات على الوزارة للمصادقة على قانون تحريم الاتجار بالبشر.
اقرأ أيضاً: السلطات التونسية ترفع حراسة الأمن الرئاسي عن المرزوقي
من جهة أخرى، قررت كتلة نواب حزب الاتحاد الوطني الحر، أحد الأحزاب المشكلة للائتلاف الحكومي الرباعي، تجميد دعمها للحكومة، إلى غاية النظر في موضوع أزمة التعيينات الأخيرة في سلك المعتمدين (نواب للمحافظ بالجهات)، وعدم تعيين بعض الأسماء اقترحهم الحزب.
محسن حسن رئيس الكتلة البرلمانية قال لـ"العربي الجديد" إن هذا الموقف يعبر عن غضب نواب الحزب من تهميش حزبهم في التعيينات الأخيرة والتي سبقتها (تعيينات المحافظين) حيث لم تقع مراعاة تمثيلية الأحزاب المشكلة للائتلاف، مؤكداً أن التعيينات الأخيرة من لون واحد (في إشارة إلى نداء تونس)، مضيفاً أنه كان من المفروض مراعاة تمثيلية الأحزاب المشكلة للائنلاف الحاكم مثلما هو الشأن في كل الديمقراطيات.
وكان الحزب عبر عن غضب قواعده منذ تعيينات المحافظين.
وشدّد حسن على أن هناك استياء لم يعد بالإمكان إسكاته في صفوف مناضلي الحزب وقواعده وقياداته أيضاً، وقال إن الحزب بذل جهوداً كبيرة لمحاولة إقناعهم بمواصلة تأييد الحكومة والالتزام بالخيار الاستراتيجي للحزب، ولكن هذا لم يعد ممكناً بحكم تصاعد هذا الاستياء، ونحن كنّا دائماً متصفين بالرصانة في التعاطي مع كل الشأن الحكومي ودعم الحكومة الذي لم نتراجع عنه في الأساس إلى الآن.
وقال حسن إن كل النواب سيشاركون مساء اليوم في اجتماع الحزب، ونحن نحترم رأي الكتلة النيابية وسنبحث الموضوع بعمق لاتخاذ قرارات واضحة، مشيراً إلى وجود مؤشرات إيجابية في هذا الخصوص حيث سيلتقي بنفسه وزير الداخلية غداً الأربعاء، وسيزور رئيس الحكومة الحبيب الصيد مقر الحزب يوم السبت القادم للقاء قياديّيه، مثلما فعل يوم السبت الماضي مع حزب آفاق تونس، الذي لم يكن بدوره راضياً على التعيينات الأخيرة، وأشار قياديون من آفاق أن رئيس الحكومة وعد بإعادة النظر في بعض هذه التعيينات التي اتصفت بالمحاصصة الحزبية، مع غياب عنصر الكفاءة لدى كثير من الأسماء المعينة.
وتلقى مسألة التعيينات الأخيرة انتقادات واسعة من داخل الائتلاف الحاكم ومن خارجه، وعبرت حركة النهضة بدورها عن عدم رضاها عن هذه التعيينات، عبر تصريحات بعض قيادييها وإن كان بشكل غير مباشر.
اقرأ أيضاً: أزمة "نداء تونس" من الانتخابات لجربة: وحدة الحزب مهددة