الشرطة الفرنسية تحدد هوية المشتبه بتنفيذه اعتداء ستراسبورغ وتطلق عملية بحث لاعتقاله
وحددت الشرطة هوية المشتبه به وهو شريف شيخات (29 عاما)، المولود في ستراسبورغ، والمعروف لدى أجهزة المخابرات بأنه يمثل خطرا أمنيا محتملا.
من هو شريف شيخات؟
وعلى الرغم من حضور مئات من رجال الشرطة، إلا أن المهاجم الذي جرح في كتفه أثناء تبادل إطلاق النار مع الشرطة، استطاع الإفلات من الشرطة، ولا تزال تتعقبه قوات أمنية تصل إلى 420 فردا.
وتورط المشتبه فيه بأعمال إجرامية "جرائم الحق العام"، بينها السرقة والعنف، وأدين لنحو 25 مرة، كلفته الاعتقال في فرنسا مرتين، لفترة سنتين وثلاثة أشهر، قبل أن يعتقل في ألمانيا حيث ارتكب جريمة أخرى فسجن فيها لسنة، قبل أن يتم طرده إلى فرنسا سنة 2017.
وكانت السلطات الأمنية تشتبه في نزوع لدى شريف للتطرف أثناء فترة السجن، إذ كان يوجد تحت مراقبة الاستخبارات، ولكنها لا تملك دلائل على علاقات بالأوساط المتطرفة، كما لم يعرف عنه أنه سافر إلى سورية، ولم يحاول ذلك.
وقد كان للمشتبه فيه موعد، صباح الثلاثاء، مع رجال الأمن في إطار تحقيقات، بسبب ضلوعه صيف 2018 في اعتداء كاد أن يتسبب في مقتل أحد المواطنين، الذي أصيب إصابات خطيرة. ولدى تفتيش المنزل عثرت الشرطة على سلاح وقنبلة.
ويسود الانطباع لدى قوات الأمن بأن عمليات تفتيش الشرطة لبيته هي التي تكون قد دفعته لهذا الردّ الدموي.
وفي انتظار إلقاء القبض على المهاجم أو تصفيته، وضعت مدينة ستراسبورغ تحت حالة طوارئ من مستوى "استعجال اعتداء".
دوافع إرهابية؟
إلى ذلك، أكد ريمي هيتز مدعي الجمهورية في باريس، بعد ظهر الأربعاء، أن "الإرهاب ضرب فرنسا مرة أخرى".
واعتمد المسؤول الفرنسي لتأكيد موقفه بـ"صيحات الله أكبر" كان المُهاجمُ قد تلفظ بها، وأيضا ما تحدّث به المهاجم إلى سائق تاكسي من أنه هاجم عسكريين وقتل عشرة منهم، وأنه كان على حق في ذلك.
وأضاف ريمي هيتز بأن المهاجم هاجم العسكريين مرتين، قبل أن يستطيع الإفلات منهم.
وفي إطار مطاردة المهاجم بادرت السلطات الأمنية، منذ أمس، إلى اعتقال أربعة مقربين منه، من بينهم اثنان من إخوته، ولا يزالون تحت الاعتقال، من أجل معرفة احتمال وجود فاعلين آخرين أو متواطئين معه.
ولا يزال مجلس الوزراء لحد الساعة منعقداً، في انتظار انعقاد مجلس الدفاع، الذي ينتظر عودة وزير الداخلية كريستوف كاستانير من ستراسبورغ.
استنفار ومطاردة
من جهته، قال نائب وزير الداخلية الفرنسي لوران نونيز لراديو "فرانس إنتر" صباح الأربعاء، إن البحث عن المشتبه به في اعتداء ستراسبورغ "ما زال جاريا".
وأضاف ردا على سؤال عما إذا كان المشتبه به قد غادر فرنسا، "لا يمكن استبعاد ذلك".
وأبرز نونيز أنه من المعتقد أن قوات الأمن أصابت المهاجم، إلا أنه لا يمكن تأكيد ذلك، مضيفا أنه يجري استجواب 5 أشخاص في ما يتعلق بالهجوم.
وأوضح نائب وزير الداخلية الفرنسي أنه "من غير الواضح ما إذا كان للمشتبه به دوافع إرهابية"، مشيرا إلى أن السلطات تحظر التظاهرات في منطقة ستراسبورغ اليوم، ولكن لا تحظر احتجاجات "السترات الصفراء" في بقية أنحاء البلاد.
وطالبت معظم الأحزاب السياسية الفرنسية السترات الصفراء بإلغاء تظاهرة السبت، وهو ما عارضه ممثلون من حركة "فرنسا غير الخاضعة".
وليل الثلاثاء، قال وزير الداخلية الفرنسي إن 350 شخصا، بينهم مئة من أفراد الشرطة القضائية وعسكريون، ومروحيتان، يقومون بالبحث عن المهاجم.
وأوضح أن المهاجم "كان معروفا بوقائع في قضايا للحق العام، صدرت أحكام عليه بسببها في فرنسا وألمانيا وأمضى عقوباته".
وقال كاستانير إن "المهاجم تبادل إطلاق النار مرتين مع قوات الأمن قبل أن يلوذ بالفرار".
وأضاف أن المهاجم "قتل ثلاثة أشخاص وجرح 12 آخرين، بينهم ستة إصاباتهم خطيرة".
أما شرطة با-ران فنشرت حصيلة مؤقتة، تشير إلى أن الهجوم أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة خمسة بجروح خطيرة، وستة بجروح طفيفة.
وبعد الهجوم، رفعت الحكومة مستوى التأهّب الأمني في البلاد، في إطار خطة "فيجيبيرات" الأمنية.
وأعلن وزير الداخلية: "نحن الآن في فرنسا عند مستوى "فيجيبيرات" مشدّد". وأضاف أن الحكومة "قرّرت الانتقال إلى مستوى هجوم طارئ مع فرض إجراءات رقابة مشدّدة على الحدود، ورقابة مشدّدة في كل أسواق عيد الميلاد في فرنسا، وذلك بهدف تجنّب خطر حدوث هجوم يقلّد" هجوم ستراسبورغ.
وتابع: "ستكون هناك أيضا تعبئة إضافية أقوى لعملية "سانتينيل" على كل الأراضي الفرنسية".
وعلى الضفة الأخرى لنهر الراين، قال مسؤولون إن الشرطة الألمانية شددت المراقبة على الحدود. وتعزز التأمين حول البرلمان الأوروبي المنعقد في ستراسبورغ هذا الأسبوع بعد الهجوم.