إصدارات.. نظرة أولى

17 ابريل 2018
سوزان بويرس - القسم الثقافي
+ الخط -

في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.

هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.

مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الدراسات السياسية والتاريخية والفكرية والسينما والرواية والقصة والقصيرة والموسيقى.

■ ■ ■

ضمن سلسلة كتب "النظرية الدستورية"، صدر عن "دار أوكسفورد للنشر" كتاب "القانون والثورة: الشرعية والدستورانية بعد الربيع العربي" للأكاديمي الفلسطيني المقيم في لندن نمر سلطاني. يهدف الكتاب الى تحليل ونقد دور القانون في مسار وتعرّجات الثورات العربية منذ 2010، ومن ثمّ محاولة فهم العلاقة بين القانون والثورة بشكل عام من خلال نماذج للتغييرات الدستورية عاشتها بلدان عربية كثيرة مثل تونس ومصر وليبيا والبحرين وعمان والأردن والجزائر والمغرب، كما يرصد الكتاب في هذا التحليل الصعوبات التي واجهت هذه التطورات والنتائج التي أدت إليها.


بترجمة محمد الأسعد قريعة، صدر مؤخراً عن منشورات "سوتيميديا" كتاب "الموسيقى العربية" للمستشرق الفرنسي البارون رودولف ديرلانجي (1872-1932). العمل مثّل لفترة طويلة المرجع الأساسي في الغرب عن الموسيقى العربية، خصوصاً وأن ديرلانجي وقف الجزء الأخير من حياته على دراسة الفنون الموسيقية في البلاد العربية، وقد أقام في بلدة سيدي بوسعيد بالقرب من تونس العاصمة، وكان إلى جانب التأليف يجمع الآلات الموسيقية الشعبية ويرسم مشاهد الحياة اليومية. يذكر أن ديرلانجي بنى قصراً في سيدي بوسعيد (النجمة الزهراء) تحوّل لاحقاً إلى متحف للآلات الموسيقية.


"الفراديس الاصطناعية للسياسي" (منشورات "سونس إي تونكا") عنوان كتاب جديد يصدر للمفكر الفرنسي الراحل جان بودريار (1929-2007). يجمع العمل ثلاثة نصوص نشرها بودريار في مجلّة غير رسمية بعنوان "كرّاسات اليوتوبيا" (كانت تصدر في ثمانينيات القرن الماضي وتسعينيّاته في حلقات مضيّقة من المثقفين)، ويبدو أنه لم يكن يريد نشرها في كتاب خاص نظراً لكونها تذكر أسماء شخصيات عامة، بالإضافة إلى أنها تحمل نبرة سياسية مباشرة وقريبة من أقصى اليسار. من جهة أخرى، تقدّم النصوص الثلاثة مجموعة وضعيات من الحياة العامة طبّق فيها بودريار عدداً من نظرياته.


صدرت مؤخراً عن منشورات "الجمل" طبعة جديدة من رواية "الكهف" للكاتب البرتغالي الراحل جوزيه ساراماغو وقد نقلها إلى العربية المترجم الفلسطيني صالح علماني. يحيل العنوان ومقدّمة الرواية إلى أمثولة الكهف التي ذكرها أفلاطون في كتاب "الجمهورية"، لكن ساراماغو يقوم بإسقاطها على المجتمع الحديث حيث يرى أن الإنسان المعاصر يعيش الوضع نفسه الذي عاشته شخصيات أفلاطون المقيّدة والتي لا ترى من الحقائق إلا ظلالها، وقد أصبحت جدران الكهف شاشات مختلفة تقدّم ظلالاً متنوّعة. تتابع الرواية أسرة تقرّر الخروج من "الكهف" والبحث عن مصدر الضوء.


عن منشورات "بيخاو" في مدريد، صدر مؤخراً كتاب "الصالة غير المرئية" (باللغة الإسبانية) وهو عبارة عن مجموعة قصصية جماعية حيث تحضر فيها نصوص لثمانية كتّاب، هم: أونديثا زيا من هوندوراس، ورضا مامي من تونس، وكارلوس أورلاندو باردو وخوان ريفيلو من كولومبيا، خوسيه لويس لوبيز آميغو وساكورو مارمول بريس وفيرمين بيلوسو وغلوريا نيستال روزيكي من إسبانيا. ما يجمع بين القصص المقدّمة في المجموعة هو الجنس الأدبي الفرعي حيث أن جميع القصص تنتمي إلى "أدب الرعب والتشويق"، وقد حمل الغلاف عنواناً فرعياً: "حكايات متعددة الأصوات عن الغموض".


عن منشورات "ورقة"، صدرت مؤخراً رواية "مسارب التيه" للكاتب والمترجم التونسي المقيم في فرنسا أبو بكر العيادي (1949). العمل يمكن وضعه ضمن "روايات المهجر" وفيه يقابل المؤلّف بين صورتين لباريس؛ الأولى في ذهن شخصياته باعتبارها مدينة التنوير والثقافة، والثانية كواقع مختلف عنها يجعلها كأي مدينة عربية بشكل ما. قبل هذه الرواية، أصدر الكاتب التونسي مجموعة روايات منها: "زمن الدنّوس" وآخر الرعية" و"الرجل العاري" و"لابس الليل"، كما نشر مجموعات قصصية منها: "الضفة الأخرى" وحقائب الترحال" و"جمر الكانون".


"الشعر عند المؤرخين أو دبليو إتش أودن والتاريخ" عنوان الكتاب الصادر حديثاً عن "منشورات جامعة مانشستر" للباحثة البريطانية المتخصّصة في تاريخ الأدب والفن والحركات الاجتماعية، كارولين ستديمان (1947). في هذا الكتاب تدرس العلاقة الجدلية بين المؤرخين والشعراء على حافتي الأطلنطي منذ نهاية القرن السابع عشر وحتى اليوم، وتركزّ على قصائد الشاعر الأميركي الإنكليزي ويستن أودن (1907 -1973) باعتبارها نموذجاً للكتابة أثناء الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، إلى جانب شعراء آخرين دارت قصائدهم حول أحداث تاريخية أو سير ذاتية أو تاريخ مجتمعاتهم.


"120 سنة من السينما البريطانية" عنوان كتاب أصدره مؤخراً الباحث الفرنسي من أصول تونسية فؤاد صباغ عن منشورات "أندبندينتلي بابليشد". في قرابة 500 صفحة، يقدّم صبّاغ مسحاً لأهم شخصيات السينما البريطانية من مخرجين وممثلين وكتّاب سيناريو وأبرز الأفلام والمهرجانات، كما يتعرّض في بعض المقالات إلى قضايا متعدّدة مثل علاقة الروائيين المعروفين بالسينما كجيمس جويس وأغاثا كريستي وجوزيف كونراد، أو يتناول مسألة بقاء السينما البريطانية في الظل منذ صعود هوليوود لتتحوّل إلى القِبلة المفضّلة لمعظم الكفاءات السينمائية في بريطانيا.


صدر حديثاً كتاب "تحولات المجتمع الفلسطيني منذ سنة 1948: جدلية الفقدان وتحديات البقاء" عن "مؤسسة الدراسات الفلسطينية" (تأليف مشترك) لكلّ من مجدي المالكي (مؤلف ومحرر رئيسي) ومشاركة حسن لدادوة، وعبد الكريم البرغوثي وجمال الضاهر. يشخص الكتاب التحولات البنيوية التي أصابت المجتمع الفلسطيني من خلال تبيان السياق الاستعماري الذي يهدد كيانيته وهويته والأسس الموضوعية لوجوده، ضمن محورين هما: التحولات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية الأساسية، ودراستها عبر مختلف الحقب الزمنية التي مر المجتمع الفلسطيني بها منذ الانتداب البريطاني ولغاية الآن.

المساهمون