إصدارات.. نظرة أولى

19 فبراير 2019
داليا لوبيز مادرونا/ السويد
+ الخط -

في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.

هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.

مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين العمارة واليوميات والقصة القصيرة والأنثربولوجيا والتراث والدراسات النقدية.

■ ■ ■


صدر حديثاً عن "منشورات الفاصلة" في طنجة، كتاب "من الريف إلى طنجة" للكاتب الأميركي بول بولز، بترجمة وتقديم إبراهيم الخطيب الذي سبق أن ترجم كتاباً آخر للمؤلّف نفسه بعنوان "يوميات طنجة 1987 1989". يتناول العمل أحداثاً عاشها الكاتب (1910 - 1989) الذي أقام في مدينة طنجة حتى رحيله، وتفاصيل علاقته بعدد من المثقّفين المغربيّين من أمثال: محمد شكري، وعبد السلام بولعيش، ومحمد لمرابط، ورحلة بحثه في سبيل مشروعه لأرشفة الموسيقى التقليدية المغربية، حيث قطع عشرات آلاف الكيلومترات موثّقاً الألحان كما سمعها من رواتها.


عن "مؤسسة بتانة الثقافية للنشر" صدر حديثاً كتاب "العناصر المعمارية الفرعونية المستخدمة في آثار القاهرة الإسلامية" لأستاذة الآثار رضوى زكي. تقدّم المؤلّفة مسحاً كاملاً للعمائر الإسلامية القاهرية مرفقة بالصور الفوتوغرافية لتناول عناصر المعمار التي تنتمي إلى الحضارة المصرية القديمة ثم استمرّت تؤدّي دوراً وظيفياً فاعلاً في المباني التي أنشئت خلال العصور الفاطمية والأيوبية والمملوكية والعثمانية على اختلاف أنواعها، عبر تحديد مواقع تلك الآثار ودراسة خرائطها ومخطّطاتها لاقتفاء الأثر الفرعوني فيها.


عن "الكتب خان"، صدرت حديثاً المجموعة القصصية "أيام الخرطوم الأخيرة" للكاتب والمسرحي السوداني حسام هلالي. على خطى مجموعته السابقة "التي بعد الإقلاع والتي قبل الرجوع" (2008)، يتناول المؤلّف أجواء عابثة تماماً تنطلق دائماً من وقائع وحوادث هامشية في الحياة اليومية، فيخرج بها عن عاديتها، ويسبغ عليها حسّاً من الغرائبية والتأمّل العدمي المُبطن بالسخرية لكل ما يمرّ به في الحياة، حيث يسترسل في وصف الأشياء المحيطة به من حوله وتفاصيل الشخصيات التي يقابلها وما يستحضره حولها من ذكريات وتداعيات في تاريخ مدينة الخرطوم.


صدر مؤخراً كتاب "بداية النهاية: أن نفكّر في الانحطاط مع أوسفالد شبينغلر" للباحث الفرنسي جيلبير ميرليو عن "بوف". يقوم العمل على خطّين متوازيين؛ الأول هو الإشارة إلى نبذ فكر شبينغلر رسمياً، في الجامعات والفضاء العام باعتبار مقولاته المتشائمة تجاه مستقبل "الحضارة الغربية"، ومن جانب آخر يؤكّد المؤلف على أن معظم الفكر الحديث قد واصل في نفس مسار المفكر الألماني، خصوصاً في نزعات الوجودية والعبثية والعدمية التي غزت الفكر والأدب من النصف الثاني من القرن العشرين إلى يومنا وكانت تحسب في الغالب إلى تأثير نيتشه وحده.


"جولة في معتقدات القرية.. المسكن، المأكل، الملبس" عنوان الكتاب الصادر حديثاً عن "دار حميثرا للنشر والتوزيع والترجمة" للباحثَين أشرف صالح محمد وعلا الطوخي إسماعيل. يدرس العمل بعض أنماط التفكير والسلوك المرتبطة بدورة الحياة (الميلاد، الزواج، الوفاة) في الريف المصري، وارتباطها بمحاولات تفسير قدماء المصريّين للعالم الخارجي والظواهر الخارقة، والتي أنتجت جملة من الطقوس والعادات والتقاليد التي جرى تطوّرها عبر الزمن، ومنها "السبوع" وإلقاء الحبل السرّي في مجرى النيل وعشاء العروس وتناول الطعام عند قبر المتوفّى.


صدر حديثاً عن "منشورات جامعة نيويورك" ترجمة كتاب "ماذا حدّثنا عيسى بن هشام، أو فترة من الزمن" للكاتب المصري محمد المويلحي (1858 - 1930) والذي نقله إلى الإنكليزية روجر ألن. يتضمّن العمل سلسلة مقالات منسوجة على منوال مقامات بديع الزمان الهمذاني كان المويلحي قد نشرها في صحيفة "مصباح الشرق" التي أسّسها والده إبراهيم المويلحي، وقدّم فيها رؤية نقدية ووصفاً تفصيلياً للحياة في القاهرة إبان الاستعمار البريطاني. وفي الجزء الثاني من الكتاب، يوثّق لرحلته إلى باريس عام 1900 وآرائه في الحداثة الأوروبية وتحوّلات تلك الفترة.


صدر حديثاً عن "دار جداول" كتاب "مشاكلة الناس لزمانهم وما يغلب عليهم في كل عصر" لـ أحمد بن إسحاق اليعقوبي، بدراسة وتحقيق الباحث والأكاديمي عبد الرحمن الشقير. الكتاب التراثي يبحث في تاريخ الأفكار وتأثير ثقافة النخب واهتماماتهم على سلوك الناس العاديّين في حياتهم اليومية. يعكس العمل، الذي يعود تأليفه إلى القرن الثالث الهجري، قوّة التفكير الاجتماعي؛ إذ تنبّه مؤلفه إلى ظاهرة انتشار القيم والعادات والتقاليد، ورصد أسبابها وهرميتها، فهي تبدأ من الخليفة ثم المحيطين به وتأخذ في الهبوط تدريجياً لتصبح شائعة لدى الناس عامة.


صدر حديثاً عن "دار الكتاب الجديد" كتاب "الذاكرة في الحكي الروائي، الإتيان إلى الماضي من المستقبل" لعبد الرحيم جيران. يسعى العمل إلى ملامسة إشكالية الذاكرة تنظيراً وإجراءً في السرد، بالنظر إلى أهمية الموضوع في مجال التخييل بكل أصنافه، ولا سيما على مستوى الآليات التي تشتغل بها الذاكرة في مجال الرواية. الكتاب لا يعود إلى الدراسات الغربية ليطبقها على الرواية العربية، بل ينطلق من أسئلة الكتابة العربية. وفي ظل نقص الدراسات العربية في هذا المجال، يقدّم اقتراحات وآليات جديدة لفهم كيفية عمل الذاكرة في الرواية العربية.


صدر حديثاً عن "منشورات المتوسّط" و"السويدي" كتاب جديد للباحث والشاعر المغربي عبدالله صديق، بعنوان: "أن تُفكِّر في فلسطين"، ضمن سلسلة "يوميات عربية". وجاء في كلمة الغلاف للروائي إبراهيم نصر الله: "من عمّان، إلى أريحا، إلى رام الله، الخليل، وسواها من المدن الفلسطينية، تتشكّل حكاية فلسطينية أخرى، بعيون عربية محبّة. ويأتي التقطيع المشهدي المكثّف، ليفتح عينَي القارئ على صور تُرى وتُسمع، وتتكامل". صدر لصديق سابقاً: "طبق الغموض: أيام في لبنان"، وتحقيق "الألفاظ المُغرِبة بالألقاب المُعرِبة، لعيسى بن قتيبة الدينوري".


"مدن المستقبل: العمارة والخيال" عنوان الكتاب الذي صدر حديثاً للمعماري والباحث بول دوبراسزيك عن "دار رياكشن" في لندن. يَعتبر المحاضر في "كلية العمارة" في بارتليت، أن القضايا التي تهدّد المدينة باتت ملحّة أكثر من أي وقت مضى؛ مثل تغيّر المناخ، والاكتظاظ السكاني، والانقسام الاجتماعي، والحرب، والطبقية. ويرى أن ما يمكنه إنقاذ مدن المستقبل هو الخيال، فلدى المعماريين والفنانين ومخططي المدن والسينمائيين والكتّاب في العصر الرقمي فرصة للمشاركة في بنائها بتخيّل حلول لها واستكشاف أفكار جديدة حول العمارة.

المساهمون