في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الدراسات النقدية واللغوية والفكرية والتاريخية والتاريخ الاجتماعي والقصة القصيرة.
■ ■ ■
عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، صدرت ضمن سلسلة "ترجمان" النسخة العربية من كتاب "فلسفة النقود" لعالم الاجتماع الألماني جورج زيمل (1858-1918)، بترجمة عصام سليمان. يركّز المؤلّف على البنية المنطقية للنقود وتأثيرها في حياة الإنسان والمجتمع، وفي الثقافة الحديثة إجمالاً، ودور الاقتصاد النقدي في تحرير الإنسان وتعزيز فرديته، وما يسبّبه من اغتراب حين يغدو المال مجرّد غاية الحياة وديناً بديلاً حيث يسجن الأفراد ضمن صلات اجتماعية واهنة. يحلّل عالم الاجتماع الألماني بذلك البنى الأساسية للمجتمع الحديث.
"في الحداثة وما بعد الحداثة.. دراسات وتعريفات" عنوان الكتاب الذي صدر حديثاً عن "دار الروافد الثقافية" ويضمّ مجموعة دراسات ترجمها وحرّرها الناقد سهيل نجم. تركّز الدراسات على نماذج ومفاصل من التجاذبات الفكرية في ميدان الفكر المعاصر، والنظرية الأدبية ومناهج التفكير المحركة لمجمل النشاط الفكري المعاصر في أغلب صور تناقضاته الحداثية وما بعد الحداثية، مع احتدام الصراعات الفكرية بين القديم والجديد من جهة، وبين الجديد والجديد من جهة أخرى، ليتشكّل مشهد متحرّك له تأثير إيجابي على مستوى الدراسات في الحقول الثقافية المختلفة.
صدر حديثًا عن "دار الحوار" كتاب "الأرشيف، الأثر، الفن" للمفكّر الفرنسي الراحل جاك دريدا، بترجمة الباحث والكاتب إبراهيم محمود. الكتاب عبارة عن مجموعة من الحوارات التي أجريت مع دريدا إلى جانب مجموعة من مقالاته، ويتناول العمل بشكل أساسي مسألة الوعي الأرشيفي، والحفر في دلالات الكلام، ونشأة الكتابة. ميزة هذا الكتاب أنه يضم حوارات تضع دريدا نفسه موقع المساءلة: ما إذا كان يمتلك ذلك الرصيد اللغوي الذي يؤهله لأن يقيم حوارًا مع اللغة ومن داخلها، وما إذا قادرًا على الدفع بتطوير اللغة، على وقع معرفته بها.
صدر حديثاً عن منشورات "راوتليدج"، كتاب هو السادس ضمن سلسلة مخصّصة لدراسات الهجرة، ويأتي بعنوان "المهاجر الجديد واللغة: وجهات نظر متعددة التخصصات بشأن الهجرة الجديدة"، من إعداد ومشاركة الباحثين مارسيلو م. سواريز-أوروزكو، وكارولا سواريز-أوروزكو، وديزيريه كين-هيليار، إلى جانب عدد من الباحثين في حقول دراسات اللغة والهجرة. الكتاب يقدّم آراء تتناول تعلّم لغة جديدة بعد الهجرة، ويعالج عبر المقابلات والمسوحات مجال ثنائية اللغة ودراسات الهجرة وتناولها للجانب النفسي لمسألة ثنائية اللغة في مراحل عمرية مختلفة.
صدر عن منشورات "دار محمد علي" كتاب جديد للباحث التونسي في علم الاجتماع المولدي قسومي بعنوان "مجتمع الثورة وما بعد الثورة". يدرس العمل المرحلة بين 2011 و2019 في تونس حيث يعود إلى جذور الحركة الاحتجاجية التي دفعت إلى سقوط حكم زين العابدين بن علي، مبيّناً في ذات الوقت أسباب عدم تنبّؤ الباحثين بالموجة الاحتجاجية. يقدّم العمل مقاربة سوسيولوجية للتحوّلات التي شهدتها تونس وصولاً إلى الربع الأخير من 2019 الذي شهد الانتخابات الرئاسية، وكانت نتائجها تعبّر عن عدم رضا شعبي بأداء النخب السياسية، ما يشير لشكل احتجاجي جديد.
عن منشورات "سؤال"، صدر مؤخراً كتاب "داخل العقل النقدي" للباحث العماني أحمد العجمي. ينطلق العمل من إشكالية الهوية، سواء على المستوى الفردي أو الجماعي، وعلاقتها بالإنتاج النقدي. يرى المؤلف وجود ترابط عضوي بين النقد والهوية على خلفية أن كلاهما يقوم على عناصر ذاتية يجري من خلالها بناء معنى، ناهيك عن الترابط بينهما حيث إن الهوية، وخصوصاً اللغوية منها تمثّل معطى مسبقاً لكل نقد. على صعيد آخر، يشير العجمي إلى أن تفكيك العقل النقدي بات ملحاً نظراً للتوترات المزمنة التي تعرفها ثقافتنا في علاقة الفرد بالجماعة.
صدر حديثاً عن "منشورات جامعة كولومبيا"، كتاب "جيوش الحروب الصليبية" للباحث البريطاني سيتف تييل، أستاذ التاريخ في جامعة لندن، ويحاول من خلاله تقديم تاريخ الحروب الصليبية من وجهة نظر جديدة، حيث يسلّط الضوء على قوة وتعقيد الجيوش في الطرفين الإسلامي والغربي، وكيف طوّرت الجيوش الغربية والمسلمة العديد من الاستراتيجيات لغايات الهجوم والدفاع. في هذا العمل يعتمد الباحث على مجموعة من النصوص الإسلامية والأدلة الأثرية، ودراسة استراتيجية الجيوش في العصور القديمة وإظهار مدى تعقيدها حتى بمعايير اليوم.
صدرت حديثاً عن "دار ممدوح عدوان" طبعة جديدة من رواية "النسوة اللاتي" للكاتب المصري وجدي الكومي. ينتمي العمل إلى أدب الديستوبيا من خلال تصوير الفساد والعنف اللذين يستشريان في بلد المحيط؛ المكان الذي اخترعه الكاتب حيث أصيب رجاله بالعقم وعجزت نساؤه عن جلب مزيد من الأطفال للعالم فتقرّر "منظمة الأمم المتحدة" إرسال مندوبها إلى هناك لتقصّي قصة حب ربما تكون هي طوق النجاة، لكن الحرب تنشب بين السلطات الحاكمة والمليشيا المسلحة التابعة لها من جانب وبين مليشيا كوّنتها "النسوة اللاتي" وتقع العديد من الحوادث الفظيعة ويغطّي الدمار المكان.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
