أصيب أكثر من عشرة فلسطينيين، بعد ظهر اليوم الخميس، بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، كما أصيب طفل آخر بجروح بالرصاص الحي، عقب تشييع جثمان الشهيدة المعلمة فاطمة محمد عيسى سليمان (45 عاما) في خربة الدير قرب بلدة تقوع جنوب شرقي بيت لحم جنوب الضفة الغربية.
وأفاد مدير بلدية تقوع، تيسير أبو مفرح، "العربي الجديد"، بأن الأهالي نفذوا وقفة احتجاجية على الشارع الرئيسي الاستيطاني قرب خربة الدير، حيث استشهدت المعلمة سليمان، وأغلقوا الشارع لمدة نصف ساعة، احتجاجا على إغلاق قوات الاحتلال مداخل البلدة منذ عشرة أيام، ومنع قوات الاحتلال البلدية والأهالي من القيام بإجراءات السلامة على الشارع، والذي يعتبر حاليا المدخل الوحيد لتقوع، لكن قوات الاحتلال قمعت الوقفة الاحتجاجية.
وتابع أبو مفرح: "اندلعت بعد ذلك مواجهات هناك، أصيب خلالها أكثر من عشرة مواطنين بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، جرى علاجهم ميدانيا، فيما أصيب فتى يبلغ من العمر 15 عاما بجروح بالرصاص الحي في منطقة الفخذ، وحاولت قوات الاحتلال اختطافه، لكنه بمساعدة من الأهالي تمكن من الإفلات من بين أيدي قوات الاحتلال ونقله لتلقي العلاج في أحد مستشفيات بيت لحم، ووصفت إصابته بالمستقرة".
وقبل الوقفة الاحتجاجية، شيعت جماهير غفيرة من الفلسطينيين، بعد ظهر اليوم، جثمان الشهيدة المعلمة فاطمة سليمان، حيث تم نقل جثمانها من مستشفى الحسين الحكومي في مدينة بيت جالا غرب بيت لحم، ثم سار موكب تشييعها باتجاه منطقة سكنها في خربة الدير، وألقت عائلتها نظرة الوداع عليها، ومن ثم تمت الصلاة عليها في مسجد الخربة، وبعدها جابت مسيرة حاشدة باتجاه مقبرة الخربة على وقع الهتافات المنددة بجريمة الاحتلال، ومن ثم ووري جثمان الشهيدة الثرى في المقبرة.
واستشهدت المعلمة فاطمة سليمان صباح اليوم، على مدخل بلدة تقوع بعد أن دهسها مستوطن إسرائيلي بشاحنته، ومن ثم لاذ بالفرار، حينما كانت تقود سيارتها ومتوجهة إلى عملها في إحدى مدارس تقوع، حيث اصطدمت بها شاحنة المستوطن. وحينما خرجت من سيارتها، قام المستوطن بدهسها مرة أخرى، والمرور عن جسدها ورأسها، فاستشهدت على الفور، ثم لاذ المستوطن بالفرار.