إشكالية الدين والأخلاق

31 مارس 2017
التحرش بعيد عن الأخلاق والأديان (أحمد إسماعيل/ الأناضول)
+ الخط -
تنبع أغلب الصراعات حول العالم من مشكلات مرتبطة بالدين، ما يجعل التدين عاملاً أساسياً في الأزمات، وخصوصاً أنه يتم استخدامه في إقناع الأشخاص بخوض الصراعات وصولاً إلى الموت، بغض النظر عن كون ما يؤمن به، أو ما يقال له عن الدين، حقاً أو باطلاً.

وفي حين يروّج البعض أن الأمر قاصر على الدول الفقيرة أو تلك المتأخرة، تظهر كثير من الأحداث والوقائع أن الأمر لا علاقة له بالتطور أو اعتناق مبادئ الديمقراطية دائماً، فاليمين الأوروبي يعتمد مقاربات دينية للتطرف، والتدخل الأميركي والأوروبي في كثير من أنحاء العالم لدعم طرف ضد آخر لا يتجاهل المقاربة الدينية أو المذهبية.

يحلو للبعض أحياناً رسم مقارنات بين الدين والأخلاق؛ البعض يرغب من المقارنة التأكيد على أن التدين ليس ضرورة للتمتع بالأخلاق الحميدة، والبعض يرغب التأكيد على أن انحسار التدين هو سبب تدهور الأخلاق، وهناك فريق ثالث يهدف إلى طرح المقارنة لإثارة جدل بلا نهاية.
في 2014، أظهر استطلاع رأي لمركز "بيو" الأميركي للأبحاث، بعضاً من التفاصيل التي توضح مقاربات المقارنة بين الدين والأخلاق. وضم الاستطلاع آراء نحو 40 ألف شخص في 40 دولة حول العالم، وتم إجراؤه خلال الفترة من 2011 إلى 2013، وكان السؤال الأساسي يتعلق بكونهم ملتزمين دينياً أو غير ملتزمين، والرابط بين التدين والتمتع بالأخلاق.

كان رد الغالبية العظمى من عينة الاستطلاع في بلاد عربية، بينها مصر والأردن، أن اتباع تعاليم الدين ضرورة، وأنه لا يمكن فصل الدين عن الأخلاق، في حين قال نحو ثلث العينة في لبنان إن الإيمان ليس مرتبطاً بالأخلاق بالضرورة.

واعتبر الاستطلاع أن التناقض الكبير في الرأي بين البلدان الثلاثة يعتمد على نسبة التباين الديني للسكان فيها.

ووفقاً لنتائج الاستطلاع، قالت الغالبية العظمى ممن شملهم الاستطلاع في باكستان وغانا وإندونيسيا، إن الإيمان ضروري، بينما تظهر النتائج أن أقل من خمس سكان فرنسا وإسبانيا وبريطانيا متفقون على ضرورة الإيمان، وكانت النسبة في الصين أقل من 14 في المائة. وأظهر أن مواطني مصر والبرازيل وأفغانستان وماليزيا وتونس، أكثر التزاما بالدين من أقرانهم في الدول المحيطة، كما كان المشاركون من الولايات المتحدة أكثر من غيرهم اعتقاداً أن الإيمان ضرورة.

وكشف الاستطلاع عند مقارنة آراء المواطنين بالمستوى الاقتصادي، أن الأشخاص في البلدان الغنية أقل عرضة لمقارنة الإيمان بالأخلاق من أقرانهم في البلدان الأكثر فقراً، باستثناء أميركا والصين.

دلالات
المساهمون