وفي السياق، يتحدث ابن مدينة حمص "محمد" (24 عاماً) بحزن عن قصة والده الذي ينتظر خبرا عنه منذ أن اعتقل أواخر عام 2013، على يد قوى الأمن العسكري خلال توجهه للعمل، ويحرص على متابعة أخبار المفرج عنهم من سجون النظام باهتمام، فيرسل لهم صورة والده الذي نُقل لأحد السجون في دمشق حسب آخر معلومات حصل عليها من رجل في الأمن.
يقول محمد لـ "العربي الجديد": "أتابع قوائم المفرج عنهم من سجون النظام، علّي أحصل على معلومة أو دليل عن السجن الذي يوجد فيه والدي الذي بلغ الرابعة والخمسين من عمره، ويعاني من ارتفاع في ضغط الدم وتصلب في الشرايين، حتى الآن لم يتعرف أي من المفرج عنهم على صورة والدي أو يسمع باسمه، قد يكون فارق الحياة، أو قد يكون حيا لا ندري لكن أملنا ما زال موجودا بعودته".
أما سعدية وهي شابةٌ من ريف إدلب الجنوبي، فتروي لـ"العربي الجديد"، معاناة اعتقال زوجها التي تلاحقها على الدوام هي وابنتها الصغيرة التي بلغت عامها الخامس. وتقول "صغيرتي لم تنعم بعطف وحضن والدها، وهي تنادي باسم "بابا" دون أن تعلم أين هو، فقد اعتقل عند إتمامها العام الأول".
وتضيف سعدية: "حاولنا الوصول إلى مكان زوجي في السجن بأي طريقة لكن دون جدوى، بعد اعتقاله في مدينة إدلب قبل أكثر من أربع سنوات، وكلما سمعنا خبرا عنه، نكتشف أنه مجرد كذب ومع ذلك نحاول الوصول إليه، دفعنا مبالغ طائلة لسماسرة وأناس لهم باع في المخابرات بنظام الأسد لكن بلا نتيجة، الجميع يرفض أن يدلي بأي معلومة عنه".
ويتحدث صهيب (44 عاما) لـ"العربي الجديد" عن شقيقه المعتقل الذي تمكن بعد عدة محاولات مع والده من زيارته ثلات مرات خلال عامين في أحد سجون دمشق، حيث دفع قرابة مليوني ليرة سورية لأحد المحامين ذوي النفوذ سنة 2015، بعد أن تم الاتفاق على دفع المبلغ عقب الحصول على صورة للتأكد أن أخيه على قيد الحياة مع تأمين اتصال هاتفي كدليل قاطع يثبت الأمر.
ويشير صهيب إلى أن المحامي حاليا يفاوض على مبلغ عشرة آلاف دولار أميركي للإفراج عن شقيقه، وهو مبلغ كبير قد يضطر عائلته لبيع الأرض أو منزل لديهم لسداده : "نتمنى عودته فأمي أصيبت بأزمة قلبية بعد اعتقاله وهي كبيرة في السن، وتكرر على أنها تتمنى رؤيته قبل وفاتها، وعند سماعها الشائعات الأخيرة حول العفو لم تتمالك نفسها وأصبحت تلح علينا من جديد في السعي للإفراج عنه مهما كلف الأمر".