إسلام دباس، ابن مدينة داريا في ريف العاصمة السورية دمشق، ناشط سلمي قضى تعذيباً في معتقلات النظام السوري منذ سنوات من دون أن يعلم ذووه بوفاته إلّا قبل أسبوعين، ضمن حملة نشرت فيها أسماء ضحايا التعذيب التي تصل إلى أهالي الضحايا عبر دوائر النفوس.
إسلام، المولود في داريا عام 1989، قتل قبل أن يكمل ربيعه الرابع والعشرين، بعد مرور عامين على انطلاق ربيع عربي رأى فيه وكثيراً من رفاق دربه فسحة من أمل تجاه التغيير في بلاد يحكمها نظام لا يعرف سوى لغة الحديد والنار، ولا يجيد غير القتل والتعذيب.
عبد الرحمن دباس، شقيق إسلام، يوضح لـ"العربي الجديد" أن الثورة كانت تشتعل داخل جسد شقيقه، وهو الذي كان يحلم بغد أفضل لوطن يحبه. ويقول "كان لدى إسلام نشاط كبير، وأهداف عظيمة. عام 2011 كان إسلام يكمل سنته الثالثة في كلية هندسة العمارة، بالإضافة إلى الدراسة في إدارة الأعمال، كما كان يتابع دراسة اللغة الإيطالية في أحد المعاهد المختصة في العاصمة دمشق".
اقــرأ أيضاً
اقتيد إلى عدد من الأفرع المخابراتية السورية المنتشرة على مساحة العاصمة دمشق وريفها لتستقر به التنقلات في سجن صيدنايا، ذي الصيت السيئ، حيث سيلقى حتفه بصمت.
استطاعت عائلة إسلام أثناء وجوده في صيدنايا زيارته مرتين فقط؛ الأخيرة كانت في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2012، ويروي عبد الرحمن تفاصيل المرة الأخيرة التي رأى فيها أخاه قائلاً: "التقيت بأخي إسلام في زيارتنا الثانية له، كانت في أواخر عام 2012 قبل شهرين من استشهاده، وكانت صحته جيدة ومعنوياته جداً عالية. ما زلت أذكر القميص البنفسجي الذي كان يرتديه، مع عبارة عليه بالإنكليزية: لأجل الحرية. فوجئت حينها من الكتابة وسألته: حتى وأنت هنا يا إسلام؟ أجابني: كي تعلموا أنّنا نكمل المسيرة".
بغصة الأخ المكلوم وبعد جملة الترحم التي يحافظ عليها عبد الرحمن قبل كلّ مرة يذكر فيها اسم أخيه، يستذكر قصة حدثت لإسلام مع والده المعتقل أيضاً وما زال في سجون النظام: "بقدرة الله، اجتمع أبي المعتقل قبل إسلام بعشرين يوماً بأخي في قاعة المحكمة الميدانية بسجن صيدنايا في شهر سبتمبر/ أيلول 2012، بعد العناق بادر إسلام إلى الاعتذار من أبي من متاعب يظن أنّه سبّبها له، طالباً منه أن يرضى عنه. حينها تبسم والدي وأخبر إسلام أنّه فخور به وراضٍ عنه وأنّ لكلّ منهما قضيته التي أوصلته إلى المعتقل".
ويضيف شقيق إسلام "وصلتني خلال عام 2016 معلومات عن استشهاد أخي، وبعض من كانوا معه في السجن أكدوا لي ذلك، وأنّ السجانين اقتادوه في وقت عادة ما يقتاد فيه المعتقلون إلى الإعدام، لكن رغم هذه المعلومات كان لدينا بصيص من الأمل أن نستيقظ يوماً ما لنجد إسلام بيننا. لكنّ هذا الأمل تبدد تماماً منذ أسبوعين، عندما علمنا عن طريق النفوس وإدارة السجلات المدنية بوفاة أخي". ويتابع "رغم توقعنا الخبر فإنّه صادم نشر الحزن وسط أسرتنا المنتظرة والمتأملة، فقد تأكدنا أنّ بقية حياتنا ستكون من دون أخي إسلام".
وعن حال والدته يقول عبد الرحمن: "فجعت كحال أمهات الشهداء جميعاً، لكنّ الشيء الوحيد الذي خفف عنها هول الفاجعة هو أنّ أخي قضى فقط بعد شهرين من آخر زيارة لنا إليه عندما كان بخير، وأنّ مدة عذابه لم تطل لسنوات كشهداء آخرين، وأنّه وفق ما علمت من رفاق له في السجن بقي لآخر لحظاته بكامل عقله وبتمام علاقته مع الله عزّ وجلّ".
اقــرأ أيضاً
رحل إسلام، أو" أبو الهدى"، كما كان يحبّ أن يلقب، مع مجموعة من رفاق دربه، رحلوا بصمت من دون ضجيج داخل أسوار سجون كانوا يوماً يسعون إلى هدمها وتحرير من في داخلها.
إسلام، المولود في داريا عام 1989، قتل قبل أن يكمل ربيعه الرابع والعشرين، بعد مرور عامين على انطلاق ربيع عربي رأى فيه وكثيراً من رفاق دربه فسحة من أمل تجاه التغيير في بلاد يحكمها نظام لا يعرف سوى لغة الحديد والنار، ولا يجيد غير القتل والتعذيب.
عبد الرحمن دباس، شقيق إسلام، يوضح لـ"العربي الجديد" أن الثورة كانت تشتعل داخل جسد شقيقه، وهو الذي كان يحلم بغد أفضل لوطن يحبه. ويقول "كان لدى إسلام نشاط كبير، وأهداف عظيمة. عام 2011 كان إسلام يكمل سنته الثالثة في كلية هندسة العمارة، بالإضافة إلى الدراسة في إدارة الأعمال، كما كان يتابع دراسة اللغة الإيطالية في أحد المعاهد المختصة في العاصمة دمشق".
اقتيد إلى عدد من الأفرع المخابراتية السورية المنتشرة على مساحة العاصمة دمشق وريفها لتستقر به التنقلات في سجن صيدنايا، ذي الصيت السيئ، حيث سيلقى حتفه بصمت.
استطاعت عائلة إسلام أثناء وجوده في صيدنايا زيارته مرتين فقط؛ الأخيرة كانت في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2012، ويروي عبد الرحمن تفاصيل المرة الأخيرة التي رأى فيها أخاه قائلاً: "التقيت بأخي إسلام في زيارتنا الثانية له، كانت في أواخر عام 2012 قبل شهرين من استشهاده، وكانت صحته جيدة ومعنوياته جداً عالية. ما زلت أذكر القميص البنفسجي الذي كان يرتديه، مع عبارة عليه بالإنكليزية: لأجل الحرية. فوجئت حينها من الكتابة وسألته: حتى وأنت هنا يا إسلام؟ أجابني: كي تعلموا أنّنا نكمل المسيرة".
بغصة الأخ المكلوم وبعد جملة الترحم التي يحافظ عليها عبد الرحمن قبل كلّ مرة يذكر فيها اسم أخيه، يستذكر قصة حدثت لإسلام مع والده المعتقل أيضاً وما زال في سجون النظام: "بقدرة الله، اجتمع أبي المعتقل قبل إسلام بعشرين يوماً بأخي في قاعة المحكمة الميدانية بسجن صيدنايا في شهر سبتمبر/ أيلول 2012، بعد العناق بادر إسلام إلى الاعتذار من أبي من متاعب يظن أنّه سبّبها له، طالباً منه أن يرضى عنه. حينها تبسم والدي وأخبر إسلام أنّه فخور به وراضٍ عنه وأنّ لكلّ منهما قضيته التي أوصلته إلى المعتقل".
ويضيف شقيق إسلام "وصلتني خلال عام 2016 معلومات عن استشهاد أخي، وبعض من كانوا معه في السجن أكدوا لي ذلك، وأنّ السجانين اقتادوه في وقت عادة ما يقتاد فيه المعتقلون إلى الإعدام، لكن رغم هذه المعلومات كان لدينا بصيص من الأمل أن نستيقظ يوماً ما لنجد إسلام بيننا. لكنّ هذا الأمل تبدد تماماً منذ أسبوعين، عندما علمنا عن طريق النفوس وإدارة السجلات المدنية بوفاة أخي". ويتابع "رغم توقعنا الخبر فإنّه صادم نشر الحزن وسط أسرتنا المنتظرة والمتأملة، فقد تأكدنا أنّ بقية حياتنا ستكون من دون أخي إسلام".
وعن حال والدته يقول عبد الرحمن: "فجعت كحال أمهات الشهداء جميعاً، لكنّ الشيء الوحيد الذي خفف عنها هول الفاجعة هو أنّ أخي قضى فقط بعد شهرين من آخر زيارة لنا إليه عندما كان بخير، وأنّ مدة عذابه لم تطل لسنوات كشهداء آخرين، وأنّه وفق ما علمت من رفاق له في السجن بقي لآخر لحظاته بكامل عقله وبتمام علاقته مع الله عزّ وجلّ".
رحل إسلام، أو" أبو الهدى"، كما كان يحبّ أن يلقب، مع مجموعة من رفاق دربه، رحلوا بصمت من دون ضجيج داخل أسوار سجون كانوا يوماً يسعون إلى هدمها وتحرير من في داخلها.