إسقاط الحوثيين والمخلوع في جنوب اليمن أولوية المرحلة

19 مايو 2015
معارك الكر والفر بين المليشيات و"المقاومة الشعبية" لم تتوقف(الأناضول)
+ الخط -
يدخل اليمن مرحلة جديدة بعد اختتام أعمال مؤتمر الرياض اليوم، واستئناف التحالف العشري غاراته، نتيجة رفض التزام مليشيات الحوثيين والرئيس المخلوع، علي عبد الله صالح، بهدنة الأيام الخمسة، عبر العمليات العسكرية التي لم تتوقف في تعز والجنوب، فضلاً عن منع وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المنكوبة ونهب الكثير من المساعدات. وهي خروقات جعلت من تمديد الهدنة أمراً مرفوضاً من قبل قيادة التحالف، بحسب تأكيدات المتحدث باسمها أحمد عسيري، الذي أوضح، أمس الإثنين، أن " المتمردين الحوثيين لم يحترموا الهدنة الإنسانية. لذلك نقوم بما يجب القيام به". وهو المبرر نفسه الذي تحدث عنه وزير الخارجية اليمني، رياض ياسين، بعدما أكد في تصريحات صحافية "أن الهدنة انتهت وأن لا وقف مرتقب لإطلاق النار"، كاشفاً عن أن الضربات الجوية للتحالف سوف تتجنب قصف الموانئ البحرية والجوية والمطارات للسماح بوصول المساعدات.

اقرأ أيضاً خارطة "إنقاذ اليمن": مقررات الرياض ومجلس الأمن مرجعية للمفاوضات
 
ويبدو أن تلازم المسارين السياسي والعسكري خلال الأيام المقبلة سيكون العنوان الأبرز للأحداث، ولا سيما أن مصادر متطابقة، تحدثت إلى "العربي الجديد"، ربطت بين المقررات المفترض أن تخرج اليوم عن مؤتمر "إنقاذ اليمن" وتطورات ميدانية مرتقبة على الأرض ستسبق انعقاد مؤتمر حوار الأمم المتحدة.
وكشفت مصادر سياسية يمنية متواجدة في الرياض، لـ"العربي الجديد"، عن أن ما "سيصدر عن مؤتمر الرياض من قرارات سيكون هناك توجه إلى تنفيذها على الأرض، وبكل الوسائل الممكنة". وأكدت المصادر أن "الأولوية هي لإسقاط انقلاب الحوثيين والمخلوع صالح، بكل الوسائل المتوفرة وفقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي، ومخرجات الحوار الوطني، المبنية على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية". وأضافت "سيكون إسقاط الانقلاب مدعوماً من دول التحالف العربي، والجامعة العربية".
وأوضحت المصادر أن "العمليات العسكرية هي خيار رئيسي، في حال لم يتم تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي، من قبل الحوثيين والمخلوع، وهذه العمليات ستأخذ شكلاً جديداً وأكثر فاعلية". وفيما امتنعت المصادر عن تحديد طبيعة العمليات خلال الأيام المقبلة، أشارت إلى أن "مليشيات الحوثيين والمخلوع غير ملتزمة بقرارات مجلس الأمن الدولي، ولذلك هي فضلت المواجهة بدعم من إيران".
من جهته، ذكر مصدر مقرب من الرئاسة اليمنية أن "ما بعد مؤتمر الرياض سيكون بشكل أساسي بإسقاط الانقلاب وإخراج إيران من المشهد اليمني، وقطع العلاقة معها في حال استمرت بزعزعة الأوضاع في المنطقة واليمن"، سواء المناطق الشمالية أو الجنوبية.
وتجمع مختلف الأطراف الجنوبية، سواء المشاركة أو غير المشاركة في مؤتمر الرياض، على ضرورة إخراج الجنوب من الوضع الحالي، وهو ما أكده مصدر قيادي جنوبي شارك في اللجنة التحضيرية لمؤتمر الرياض لـ"العربي الجديد"، قائلاً إن "الجنوبيين بمختلف تكويناتهم، فضلاً عن الأطراف السياسية اليمنية ودول التحالف متفقون على حتمية إخراج مليشيات الحوثيين والمخلوع من الجنوب بدرجة رئيسية، ومن اليمن بشكل عام، وهي من ضمن الأولوية لإسقاط الانقلاب"، ولا سيما بعد انتهاء الهدنة ورفض التحالف العشري تمديدها.
وكانت الهدنة الإنسانية قد أثارت ردوداً غاضبة، وتحديداً في المناطق التي تستولي عليها المليشيات في الجنوب وتعز، ولا سيما بعدما تبين أن المستفيد الوحيد منها هو مليشيات الحوثيين والرئيس المخلوع. وكانت المليشيات قد عملت على استغلال توقف غارات التحالف من أجل تحصين نفسها في المناطق، التي تستولي عليها، والتي استفادت من المساعدات بدون غيرها. كما تمكنت المليشيات من تموين وتعزيز عتادها وتحركاتها الحربية العسكرية، في الجنوب والوسط والشرق، فضلاً عن أن الهدنة كانت بين التحالف والحوثيين والمخلوع، بينما استمرت المواجهات طوال فترة الهدنة الإنسانية في عموم الجبهات بين عناصر "المقاومة الشعبية" من جهة، والمليشيات من جهة ثانية. واستمرت المليشيات في قصف المدن وإرسال تعزيزات، فيما سيطرت على بعض المناطق وخسرت أخرى في إطار معارك الكر والفر التي لم تتوقف.
لكن التحصينات، التي عمدت المليشيات إلى توفيرها، تعرضت منذ الساعات الأولى لانتهاء الهدنة إلى هجمات من قوات التحالف، إذ عاودت طائرات وبوارج التحالف شنّ غارات على مواقع للمليشيات. ودمرت عدداً من منصات إطلاق الصواريخ والمدافع والكاتيوشا، كانت المليشيات قد نصبتها، ولا سيما في عدن وفي مدينة التواهي تحديداً، التي كانت مليشيات الحوثيين والمخلوع قد حوّلتها إلى منطقة عسكرية ونصبت فيها مدافع موجهة نحو مدينة البريقة غرب عدن، والمنصورة والشيخ عثمان ودار سعد شمال عدن. كما نصبت المليشيات منصة إطلاق صواريخ، كان يرجح أنها معدة لاستهداف السفن والبوارج والزوارق التابعة للتحالف، إلا أنها تعرضت للقصف من طائرات وبوارج التحالف، بحسب ما أكده مصدر عسكري في المنطقة العسكرية الرابعة لـ"العربي الجديد".
غارات التحالف امتدت إلى محافظة صعدة معقل الحوثيين. وبحسب الحوثيين، أطلقت قوات التحالف والقوات البرية السعودية المنتشرة قرب المناطق الحدودية، مع محافظة صعدة، ما يزيد عن 100 قذيفة مدفعية وصاروخية، منذ الساعات الأولى لانتهاء الهدنة.
وقصفت القوات السعودية مواقع مفترضة للمسلحين الحوثيين في مناطق حدودية، بعد إطلاقهم قذائف باتجاه أحد المواقع في نجران. وبحسب مصادر محلية تابعة للحوثيين، شن التحالف ثلاث غارات في مديرية سحار بمحافظة صعدة.
وكانت المناطق الحدودية ساحة لخروقات تبادل فيها الطرفان الاتهامات خلال الهدنة، واستحدث الجانب السعودي، بحسب الحوثيين، العديد من المواقع العسكرية في جيزان ونجران الحدوديتين مع صعدة وحجة والجوف من الجانب اليمني.
إلى ذلك، حلق طيران التحالف الاستطلاعي والحربي في العديد من المحافظات، أهمها صنعاء وتعز ولحج والحديدة، بدون تسجيل غارات جوية.

اقرأ أيضاً: هدنة الأيام الخمسة في اليمن شكلية... بفعل المليشيات
المساهمون