إسرائيل وظفت مواقع التواصل لإفشال مؤتمر باريس

24 يناير 2017
استخدم الإسرائيليون مواقع التواصل لتشويه المؤتمر (Getty)
+ الخط -
رغم أن إسرائيل قاطعت مؤتمر "باريس" الذي شاركت فيه أكثر من 70 دولة للتباحث حول سبل حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، إلا أنه قد تبين أن الدبلوماسية الإسرائيلية شنت من وراء الكواليس حملة دعائية منظمة لتشويهه وشيطنته عبر توظيف مواقع التواصل الاجتماعي. وقد اتضح أن وزارة الخارجية الإسرائيلية قد شكلت "هيئة للنضال" ضد المؤتمر مكونة من عشرات الدبلوماسيين من خلال استخدام مواد دعائية وأفلام ورسومات كاريكاتورية والدفع بها عبر "تويتر" و "واتساب" و"فيسبوك". وحسب تقرير أعده براك رفيد، المعلق السياسي في صحيفة "هارتس"، فقد قامت حسابات وزارة الخارجية الإسرائيلية على "تويتر" و"فيسبوك"، و"واتساب" بعرض مادة أو فيلم أو رسم كاريكاتوري كل 15 ثانية، عشية وخلال وبعيد المؤتمر.



وفي تقرير عرضه موقع الصحيفة أخيراً، أشار رفيد إلى أن إسرائيل شنت "حرب منشورات وتغريدات" عبر مواقع التواصل الاجتماعي في مسعى واضح لشيطنة المؤتمر. وحسب رفيد، فإن استثمار الدبلوماسية الإسرائيلية هذه الجهود في محاولة المس بشرعية المؤتمر "يدلل على أن استخفاف إسرائيل الظاهري بالمؤتمر لم يعكس في الواقع تقييم دوائر صنع القرار في تل أبيب الحقيقي لخطورة المؤتمر". ونقل رفيد عن دبلوماسيين إسرائيليين قولهم إن وزارة الخارجية في تل أبيب شنت ما يشبه "العملية العسكرية" عبر الفضاء الافتراضي من أجل إحباط المؤتمر. وأشار الدبلوماسيون إلى أن "هيئة النضال" دشنت مجموعة على "واتساب" أطلقت عليها "مؤتمر باريس ــ وزارة الخارجية"، تم عبرها نشر عدد كبير من المواد والأفلام والرسومات. ويتضح أن مجموعة الـ"واتساب" هذه شرعت بالعمل في العاشر من يناير/ كانون الثاني، أي قبل 5 أيام من افتتاح المؤتمر، حيث شارك في هذه المجموعة أكثر من 50 دبلوماسياً تولوا القيام بأنشطة دعائية محددة. وأشار رفيد إلى أنه وقف على رأس "هيئة النضال" وكيل وزارة الخارجية يوفال روتم، وإلى جانبه جميع رؤساء الأقسام في الوزارة والسفراء من ذوي العلاقة وجميع الناطقين باسم الوزارة والناطقين باسم السفارات الإسرائيلية في أوروبا وعواصم أخرى في أرجاء العالم. وجاء في أحد الإعلانات التي تم تمريرها عبر مجموعة الـ"واتساب"، أن الهدف من تشكيل "هيئة النضال" هو التأكد من أن الجهد الإعلامي الإسرائيلي يواكب أحداث المؤتمر بشكل يحقق الأهداف الإسرائيلية. وأشار رفيد إلى أن "هيئة النضال" حرصت على "تحديث وتعديل" المواد الدعائية التي تم تمريرها لتواكب الأحداث من خلال الاستعانة بتصريحات من كبار المسؤولين الإسرائيليين.




وجاء في إحدى التغريدات الصادرة عن "الهيئة": "أعزاءنا القائمون على مؤتمر باريس، من فضلكم وظفوا لقاءكم لإبلاغ عباس بالحقيقة: السلام يحتاج إنهاء الكراهية والشروع في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل". ونقل رفيد عن أحد الدبلوماسيين الذين شاركوا في الحملة قوله إنه صدرت التعليمات بأن تتم إعادة تغريد كل تغريدة أو منشور يصدر عن مجموعة الـ"واتساب" مجددا عبر حسابات الدبلوماسيين على فيسبوك وتويتر. وأشار إلى أن هذه الاستراتيجية هدفت إلى "الرد بأقصى سرعة على ما جاء في مؤتمر باريس من خلال توظيف مواقع التواصل الاجتماعي في مسعى للتأثير على الجدل الذي كان دائرا حول المؤتمر". وتبين أن "هيئة النضال" حرصت عشية انعقاد المؤتمر على نشر رسومات كاريكاتورية تهدف إلى تسويق الموقف الإسرائيلي. ويظهر في أحد الرسومات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وهو يتشبث بغصن شجرة، في حين يمد له رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سلما للنزول، في حين أن المشاركين في المؤتمر يبعدون السلم لكي يبقى عباس عالقا فوق الشجرة. وقد تبين أن "مواجهة" عبر تويتر قد اندلعت بين وزارتي الخارجية الفرنسية والإسرائيلية. فخلال انعقاد المؤتمر نشرت وزارة الخارجية الفرنسية على حسابها على تويتر فيلماً حول أهداف المؤتمر وجلساته، فردت وزارة الخارجية الإسرائيلية بنشر فيلم على حسابتها على تويتر مشابه تماماً من ناحية بصرية لما جاء في الفيلم الفرنسي، لكنه حمل رسائل إسرائيلية. وقد جاء في الفيلم الإسرائيلي: "إن كان مؤتمر باريس معنياً بدفع فرص تحقيق السلام قدما، يتوجب على المشاركين فيه أن يدعوا الفلسطينيين لوقف التحريض والطلب من عباس للاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية وأن يوضحوا للفلسطينيين بأن المفاوضات المباشرة مع إسرائيل بدون شروط مسبقة هو الطريق الوحيد لتحقيق السلام".




المساهمون