وذكر موقع "يديعوت أحرونوت" الإلكتروني أنه في ظل سلسلة الضربات التي تلقتها إسرائيل، في الآونة الأخيرة، على مستوى مخاطبة العالم والخطاب الإعلامي، قرّرت الحكومة مضاعفة محاولاتها لمحاربة نشاطات نزع الشرعية عن إسرائيل.
وفي السياق، عمل وزير الشؤون الاستراتيجية، جلعاد أردان، على تمرير قرار حكومي لإقامة جسم حكومي - مدني مشترك، يوفر إجابات سريعة ومنسقة ضد "محاولات تشويه صورة إسرائيل في العالم".
وتسعى إسرائيل إلى رصد ما يعادل 75 مليون دولار، تتحمل الحكومة نصفها، فيما يتحمل النصف الآخر داعمون ومؤيّدون لإسرائيل من أرجاء العالم، لا سيما يهود العالم، لإقامة جسم أشبه بجمعية غير ربحية، من أجل تحسين صورة دولة الاحتلال.
كذلك ستعمل هذه الجهة على تعميق العلاقات بين اليهود في أنحاء العالم ودولة الاحتلال، من أجل تجنيدهم عند الحاجة لحملات تدافع عن إسرائيل، ويتم اتخاذ القرارات واعتماد الخطوات، بالتنسيق ما بين ممثلين عن الحكومة وعن المتبرعين اليهود الداعمين للمشروع.
وجاء في القرار الحكومي، الذي اتخذ بإجراءات سريعة، ودخل أمس الخميس حيز التنفيذ بشكل عملي، ولم يلق أي معارضة، أن "القرار يصادق على إقامة شبكة مدنية تساعد الدولة والجهات المدنية المؤيدة لإسرائيل على محاربة نزع الشرعية عن إسرائيل".
وبحسب الموقع العبري الذي أورد الخبر، فإن الميزانية المخصصة للمشروع مرجحة للزيادة، إذ قال الداعمون اليهود من خارج إسرائيل إنهم قد يزيدون حصتهم في المشروع والتبرع بمبالغ إضافية.
وترغب إسرائيل من وراء المبادرة في توفير دعم لجهودها في مخاطبة العالم من خلال جهات مدنية، ترى أن من شأنها "توفير حلول أفضل في مواجهة حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) ونشاطاتها التي تعتمد على جهات غير حكومية وعلى شخصيات عالمية، مثل المغني العالمي روجر ووترس"، الذي دعا في أكثر مناسبة إلى مقاطعة إسرائيل.
أما ذروة عمل هذه الجهات فستكون في الأزمات، خلال حملات وعمليات الاحتلال العسكرية، أو خلال التصويت على قرارات "معادية لإسرائيل" في الأمم المتحدة، وغيرها من المناسبات.
وستلجأ إلى استخدام أدوات مختلفة، منها حملات جماهيرية وإعلامية، ونشاطات للوبي الصهيوني، وتنظيم بعثات إلى إسرائيل تضم أشخاصاً مؤثّرين على الرأي العام، ونشاط واسع في وسائل الإعلام الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي، والتواصل مع منظمات داعمة لإسرائيل، خاصة في أوروبا وغيرها.
ومن أفضليات هذه المبادرة، برأي إسرائيل، توفير نوع من المرونة يتجاوز بيروقراطية اتخاذ القرارات في الأذرع الحكومية، ما يتيح ردوداً سريعة على التطورات.
لم ينس الإسرائيليون بعد إلغاء المغنية لورد حفلها في تل أبيب، الذي كان مقرراً في مايو/ أيار 2018، ويعتقدون أنهم لو امتلكوا مثل هذه الجمعية من قبل "لكان الرد على لورد فورياً، ولجرت ممارسة ضغوطات حقيقية عليها دفاعاً عن إسرائيل"، وعليه كان "لا بد من استخلاص العبر".
وفي السياق، يوضح مسؤول إسرائيلي رسمي أهمية المبادرة بالقول: "تخيّلوا لو أن لورد تعرضت مباشرة في أعقاب إعلانها إلغاء حفلها في إسرائيل لحملة مكثفة وسريعة تطوّقها من جميع الجهات، في مواقع الإنترنت في كل العالم، وإعلانات على صفحات كاملة في كل الصحف الرئيسية في العالم. لم يكن بإمكان إسرائيل القيام بمثل هذا الأمر، لكنه بات الآن متاحاً".
ويقول مسؤولون في وزارة الشؤون الاستراتيجية في دولة الاحتلال إن "المنظمات والحركات التي تدعو إلى مقاطعة إسرائيل مُمولة ومنظمة جيداً، وبالتالي كانت هناك حاجة بالنسبة لإسرائيل لتصعيد خطواتها، وتفعيل جهة مشابهة (من حيث طريقة العمل والأدوات)، قادرة على مواجهتها".
من جهته، قال الوزير أردان إن "حملة المقاطعة تحاول تشويه صورة إسرائيل وعزلها والتحريض عليها والمسّ بشرعيتها كدولة يهودية"، معتبراً أن مليارات الناس منكشفون على هذه الحملة التي وصفها بـ"الدعاية الكاذبة"، وعليه فإن "النضال المشترك للحكومة والمنظمات المؤيدة لإسرائيل سيضخ قوة كبيرة لجهود الحكومة وسيساعدنا في وقف حملة المقاطعة والتغلب عليها".