وقال كاتس في حديث مع الإذاعة الإسرائيلية العامة اليوم الأحد، إن العملية "جاءت لضرب رأس الأفعى وقلع أنيابها، وإن "فيلق القدس" وقائده قاسم سليماني يمثلان الأنياب السامّة"، بحسب قوله.
كما رفض وزير خارجية الاحتلال التطرق إلى التقارير، التي تحدثت عن مسؤولية إسرائيل عن استهداف مواقع لـ"الحشد الشعبي" في العراق في يوليو/ تموز الماضي، وقال: "أنا لا أتطرق إلى أمور لم نعلن مسؤوليتنا عنها. هنا أعلنّا المسؤولية بسبب الهجوم الذي كان يتم التحضير لشنه ضد إسرائيل مع ما رافقه من تهديدات".
وأقر كاتس بما سبق أن اعترف به مسؤولون إسرائيليون في الماضي، وبينهم رئيس حكومة الاحتلال، إذ قال إن "إسرائيل تنشط في مناطق مختلفة، ولا يوجد لإيران حصانة في أي مكان.. كانت هناك عمليات في الماضي ردت عليها إسرائيل بشكل علني، مثل محاولات شن هجوم على مواقع داخلها، عبر إرسال طائرة مسيرة اخترقت الأراضي الإسرائيلية، وقد قمنا بالرد على ذلك بقوة. نحن هنا في معركة ثابتة ضد إيران في سورية".
وكشف كاتس، على غرار نتنياهو، أن الغارة التي نفذتها إسرائيل الليلة الماضية سبقتها "عملية جمع معلومات استخباراتية نوعية، وهو ما يدل على القدرات التنفيذية العالية وقيادة سياسية يمثلها رئيس الحكومة ووزير الأمن بنيامين نتنياهو، بعد الحصول على موافقة الكابينيت السياسي والأمني".
وزعم كاتس أن "إسرائيل تنجح في الكشف عن مخططات الإيرانيين وتقوم بفضحها والعمل لإحباطها في كل مكان"، وزعم أن "كافة دول المنطقة تعرف أن إسرائيل هي السند الذي يمكن الاعتماد عليه في وجه عدوانية إيران".
وأعلن رئيس حكومة الاحتلال في وقت سابق الليلة الماضية، أنه "تم بمجهود عملياتي كبير إحباط هجوم مخطط ضد إسرائيل، خطط له "فيلق القدس" الإيراني ومليشيات شيعية، وأكرر أنه لن تكون لإيران حصانة في أي مكان، وأن قواتنا تعمل في كل قطاع ضد إيران".
ويشكل الاعتراف الإسرائيلي والمجاهرة بعملية الليلة الماضية ضد أهداف "فيلق القدس" في قرية عقربا السورية، تصعيداً لا فقط في لهجة التراشق الإعلامي بين دولة الاحتلال وإيران، وإنما أيضاً في طبيعة الغارات الإسرائيلية في الأراضي السورية، وخاصة بعد أن كان الاحتلال يحرص على استهداف قوافل السلاح الموجهة لـ"حزب الله" وهي لا تزال في الأراضي السورية، مع تجنب استهداف مقارّ ومواقع إيرانية بشكل مباشر والمجاهرة بذلك.
وتندرج الاعتداءات الإسرائيلية، وما سبقها في يوليو/ تموز على مواقع لـ"الحشد الشعبي" في العراق، ضمن ما يسميه جيش الاحتلال "المعركة بين الحروب"، التي تهدف بشكل أساسي لضرب وإحباط التموضع الإيراني في سورية من جهة، ومنع "حزب الله" من الحصول على صواريخ دقيقة الإصابة، تعتبرها دولة الاحتلال كاسرة للتوازن.
تقرير إسرائيلي: الطائرتان من صنع إيراني
إلى ذلك، قال محلل الشؤون العسكرية في موقع "يديعوت أحرونوت" رون بن يشاي في تقرير له، إن الصور المتوفرة للطائرتين المسيرتين اللتين سقطتا في الضاحية الجنوبية لبيروت، تظهران أنهما من صنع إيراني لا من صنع إسرائيلي.
وادعى بن يشاي أن الصور تبين أن هاتين الطائرتين من النوع الذي تصعنه إيران، وتزوّد به أيضاً الحوثيين في اليمن في حربهم ضد السعودية.
في المقابل، قال المحلل العسكري لـ"هآرتس" عاموس هرئيل، إن هناك إمكانية أن تكون الطائرتان من صنع إيراني، مضيفاً أنهما قد تكونان مرتبطتين بـ"إحباط إسرائيل للعملية التي كان "فيلق القدس" يعتزم تنفيذها"، وأن إسقاطهما كان "مكملاً لعملية قصف الموقع الإيراني في عقربا".
واعتبر هرئيل أيضاً أنه "من المحتمل أن هناك مصلحة لكل لإسرائيل و"حزب الله" في منع التصعيد وتهدئة الأوضاع، على الأقل على الجبهة اللبنانية".