يدعو مركز "أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي التابع لجامعة تل أبيب، في تقرير أصدره، أخيراً، "قباطنة" السياسة في إسرائيل، إلى ترك الموقف الرسمي المعلن بعدم التدخل في الملف السوري، لصالح آخر أكثر نشاطاً وفاعلية. ويرسم تقرير المركز خريطة الأطراف الفاعلة في سورية، مع التركيز على اللاعبين "اللادولتيين" في سورية. ويوصي التقرير الذي حرّره وأشرف عليه الجنرال احتياط، أدوي ديكل، أن تتجه الحكومة الإسرائيلية نحو إقامة علاقات واتصالات، ووضع خطط عمل مع "لاعبين إيجابيين" داخل سورية، وآخرين إقليميين ودوليين لهم مصالح مشابهة لتلك التي تخصّ إسرائيل.
وبحسب التقرير، فإن هؤلاء اللاعبين يؤثرون في الواقع المتبلور والمستقبل عند رسم ملامح سورية في المرحلة المقبلة، في حال سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، أو ظهور كيانات سياسية جديدة كدولة علوية موالية لإيران، أو حكم ذاتي كردي سيادي ومعترف به جنوب سورية.
ويرى المركز في مذكرته المذكورة، أنّ على إسرائيل أن تدرس اتخاذ خطوات للتنسيق والتعاون مع هؤلاء اللاعبين، لوضع سياسة أكثر فاعلية تجاه الحلبة السورية، تضع نصب عينيها أهدافاً قصيرة المدى وأخرى بعيدة. كما يوصي المركز، أن تكون هذه السياسة جزءا من استراتيجية شاملة تمكّن إسرائيل من بناء رافعات أكثر نجاعة في الحلبة السورية، وخلق مناطق خاضعة لتأثيرها في الجزء الجنوبي من سورية (على حدودها الشمالية) وتطوير مصالح تكتيكية واستراتيجية ضرورية لها، وفي مقدمتها الحفاظ على الهدوء في هضبة الجولان المحتلة، ومنع لاعبين "سلبيّين" من تكريس وجودهم في الطرف السوري من الحدود.
يستهل ديكل تصنيفه للجماعات أو اللاعبين "غير الدولتيين" في سورية بالقول، إنّ هناك صعوبة في متابعة ورصد خريطة الجماعات غير الدولتية الفاعلة في سورية، والتحولات في اصطفافاتها وتحالفاتها بفعل التمايز والتنوع في الأصول والفرع الفكرية والأيديولوجية والطائفية والعرقية لها. وتحدد المذكرة أربع مجموعات أساسية، أو نماذج يمكن من خلالها رسم الخطوط العريضة لهذه الخريطة وفق التقاطعات التنظيمية البنيوية المرتبطة بالجذور والمواقف الأيديولوجية:
1- لاعبون متشدّدون يحملون أيديولوجيات سلفية جهادية مثل تنظيمَي "داعش" و"جبهة النصرة".
2- لاعبون توجد في صفوفهم جماعات ذات تطلعات وتوجهات ليبرالية غربية مثل "الائتلاف السوري المعارض" و"الجيش السوري الحر".
3- لاعبون محليّون يمثلون مصالح جغرافية قبلية، إثنية، دينية أو طائفية ذات خصوصية مثل الأكراد والدروز والمجموعات الناشطة جنوبي سورية.
4- معارضون للنظام يعملون وينشطون بشكل مستقل، وغالبيتهم منفيون خارج سورية، ويتمتعون بتأثير متفاوت في أوساط الرأي العام السوري بشكل عام وفي صفوف المعارضة السورية بشكل خاص.
اقرأ أيضاً: خطط إسرائيلية لاستنساخ مستوطنات الضفة في الجولان لتأبيد احتلالها
وتركّز المذكرة على الفئات الثلاث الأخيرة، باعتبارها مرشّحة لأن تكون ذات مواقف "إيجابية" خلافاً للجماعات السلفية الجهادية "السلبية". ويرى ديكل، أنّه على الرغم من الخلاف بين "جبهة النصرة" و"داعش"، على أولوية المعركة بينهما لإسقاط النظام في سورية، يعتبر التنظيمان أنّ إسرائيل هي العدو في المرحلة اللاحقة، باعتبارها دولة تحتل أرض فلسطين.
وتحدّد المذكرة ثلاث قوى رئيسية بين ليبرالية ذات توجهات غربية، (الجيش الحر وائتلاف المعارضة الوطني)، وأخرى محلية عرقية (مثل الأكراد في الشمال مع ضعف احتمالات التعاون بفعل البعد الجغرافي)، والقوى المحلية في جنوب سورية، مع تركيز خاص على موضوع الأقليات الدينية، وتحديداً الموحدين الدروز في محافظة السويداء.
ويقرّ المركز في تقريره، أنّ "الائتلاف" و"الجيش الحر" يعتمدان موقفاً تقليدياً لا يخرج عن حد الإجماع العربي السوري والعام بشأن التشبث بالموقف المؤيد والمتضامن مع الشعب الفلسطيني. وعلى الرغم من ذلك، يدّعي المركز بأنّه، خلافاً لرجال "الائتلاف" الذين ينشطون في الشتات، فإنّ قادة "الجيش الحر"، وبفعل الظروف الميدانية على الأرض، خصوصاً بعد تشكيل الجبهة الجنوبية (تشارك فيها بحسب المركز 58 جماعة محلية مسلّحة)، أصدروا تصريحات تحمل صبغة وروحاً إيجابية لجهة تنسيق وتعاون محدود على الأرض في الميدان مع الطرف الإسرائيلي لضمان الانتصار على قوات الأسد، بحسب الادعاء الإسرائيلي.
وبموازاة ذلك، تضع هذه القوى، نصب أعينها، مهمة دحر القوات السلفية الجهادية، وخصوصاً "النصرة" الذي يملك انتشاراً واسعاً على امتداد الحدود بين إسرائيل والجولان المحتل وفق نصّ المذكرة. وتعزز الدراسة معلوماتها، بما ورد في تقرير القوات الدولية لحفظ السلام في الجولان ""أندوف" في ديسمبر/كانون الأول 2014، بشأن تعاون تكتيكي وعلاقات واتصالات سرية بين عناصر من "الجيش الحر" والطرف الإسرائيلي.
أمّا في ما يتعلق بالقوى الأقلية قومياً ودينياً، يلفت التقرير إلى كل من الدروز والأكراد، كأطراف محتملة للتعاون بفعل تغيُّر مكانتها في ظل امتداد الحرب وخيبة أمل المجموعتين من دعم النظام لهما. ويشير ديكل في تقريره، إلى أنّ الأكراد في الشمال، اتجهوا إلى إعلان نظام حكم محلي، بعد انسحاب قوات النظام وعدم وقوفها إلى جانبهم في حربهم ضد "داعش"، خصوصاً في معارك "عين العرب".
وبحسب المركز، فإن آفاق التعاون مع الأكراد في سورية كبيرة، مشيراً إلى تصريحات عضو المجلس الوطني الكردي، عباس شركير، التي دعا من خلالها إلى المصالحة مع إسرائيل وتعزيز قيام كيان كردي صديق لإسرائيل يفصل بين المعسكرَين الشيعي والسنّي. أما القوة الأخيرة المرشحة لتعاون أو لعلاقات "طبيعية" مع إسرائيل، بحسب مذكرة المركز، فهي الموحدون الدروز في محافظة السويداء.
ويعتبر التقرير، أنّ توفر ثلاثة عوامل تضمن تحوّل الدروز في سورية إلى مرشح طبيعي، أهمها؛ تراجع وضعف قوة النظام، ما ساهم عملياً في تعالي أصوات جديدة لإعادة النظر في العلاقة مع الأخير. ويكمن العامل الثاني، في القرب الجغرافي للقرى الدرزية السورية للحدود مع إسرائيل، وتعاظم احتمال سقوط النظام، دفع لفتح اتصالات الدروز في سورية وإسرائيل لمواجهة احتمالات خسارة النظام للجولان. والعامل الثالث، موقف الدروز في إسرائيل ودعوتهم إلى مناصرة الدروز في الجولان، والسفر إلى سورية لمواجهة الخطر الذي يهدد دروز السويداء.
اقرأ أيضاً: رفض أميركي لمكافأة إسرائيل بالجولان منعاً لعرقلة فيينا 3
وبحسب التقرير، فإن هؤلاء اللاعبين يؤثرون في الواقع المتبلور والمستقبل عند رسم ملامح سورية في المرحلة المقبلة، في حال سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، أو ظهور كيانات سياسية جديدة كدولة علوية موالية لإيران، أو حكم ذاتي كردي سيادي ومعترف به جنوب سورية.
يستهل ديكل تصنيفه للجماعات أو اللاعبين "غير الدولتيين" في سورية بالقول، إنّ هناك صعوبة في متابعة ورصد خريطة الجماعات غير الدولتية الفاعلة في سورية، والتحولات في اصطفافاتها وتحالفاتها بفعل التمايز والتنوع في الأصول والفرع الفكرية والأيديولوجية والطائفية والعرقية لها. وتحدد المذكرة أربع مجموعات أساسية، أو نماذج يمكن من خلالها رسم الخطوط العريضة لهذه الخريطة وفق التقاطعات التنظيمية البنيوية المرتبطة بالجذور والمواقف الأيديولوجية:
1- لاعبون متشدّدون يحملون أيديولوجيات سلفية جهادية مثل تنظيمَي "داعش" و"جبهة النصرة".
2- لاعبون توجد في صفوفهم جماعات ذات تطلعات وتوجهات ليبرالية غربية مثل "الائتلاف السوري المعارض" و"الجيش السوري الحر".
3- لاعبون محليّون يمثلون مصالح جغرافية قبلية، إثنية، دينية أو طائفية ذات خصوصية مثل الأكراد والدروز والمجموعات الناشطة جنوبي سورية.
4- معارضون للنظام يعملون وينشطون بشكل مستقل، وغالبيتهم منفيون خارج سورية، ويتمتعون بتأثير متفاوت في أوساط الرأي العام السوري بشكل عام وفي صفوف المعارضة السورية بشكل خاص.
اقرأ أيضاً: خطط إسرائيلية لاستنساخ مستوطنات الضفة في الجولان لتأبيد احتلالها
وتركّز المذكرة على الفئات الثلاث الأخيرة، باعتبارها مرشّحة لأن تكون ذات مواقف "إيجابية" خلافاً للجماعات السلفية الجهادية "السلبية". ويرى ديكل، أنّه على الرغم من الخلاف بين "جبهة النصرة" و"داعش"، على أولوية المعركة بينهما لإسقاط النظام في سورية، يعتبر التنظيمان أنّ إسرائيل هي العدو في المرحلة اللاحقة، باعتبارها دولة تحتل أرض فلسطين.
وتحدّد المذكرة ثلاث قوى رئيسية بين ليبرالية ذات توجهات غربية، (الجيش الحر وائتلاف المعارضة الوطني)، وأخرى محلية عرقية (مثل الأكراد في الشمال مع ضعف احتمالات التعاون بفعل البعد الجغرافي)، والقوى المحلية في جنوب سورية، مع تركيز خاص على موضوع الأقليات الدينية، وتحديداً الموحدين الدروز في محافظة السويداء.
وبموازاة ذلك، تضع هذه القوى، نصب أعينها، مهمة دحر القوات السلفية الجهادية، وخصوصاً "النصرة" الذي يملك انتشاراً واسعاً على امتداد الحدود بين إسرائيل والجولان المحتل وفق نصّ المذكرة. وتعزز الدراسة معلوماتها، بما ورد في تقرير القوات الدولية لحفظ السلام في الجولان ""أندوف" في ديسمبر/كانون الأول 2014، بشأن تعاون تكتيكي وعلاقات واتصالات سرية بين عناصر من "الجيش الحر" والطرف الإسرائيلي.
أمّا في ما يتعلق بالقوى الأقلية قومياً ودينياً، يلفت التقرير إلى كل من الدروز والأكراد، كأطراف محتملة للتعاون بفعل تغيُّر مكانتها في ظل امتداد الحرب وخيبة أمل المجموعتين من دعم النظام لهما. ويشير ديكل في تقريره، إلى أنّ الأكراد في الشمال، اتجهوا إلى إعلان نظام حكم محلي، بعد انسحاب قوات النظام وعدم وقوفها إلى جانبهم في حربهم ضد "داعش"، خصوصاً في معارك "عين العرب".
وبحسب المركز، فإن آفاق التعاون مع الأكراد في سورية كبيرة، مشيراً إلى تصريحات عضو المجلس الوطني الكردي، عباس شركير، التي دعا من خلالها إلى المصالحة مع إسرائيل وتعزيز قيام كيان كردي صديق لإسرائيل يفصل بين المعسكرَين الشيعي والسنّي. أما القوة الأخيرة المرشحة لتعاون أو لعلاقات "طبيعية" مع إسرائيل، بحسب مذكرة المركز، فهي الموحدون الدروز في محافظة السويداء.
ويعتبر التقرير، أنّ توفر ثلاثة عوامل تضمن تحوّل الدروز في سورية إلى مرشح طبيعي، أهمها؛ تراجع وضعف قوة النظام، ما ساهم عملياً في تعالي أصوات جديدة لإعادة النظر في العلاقة مع الأخير. ويكمن العامل الثاني، في القرب الجغرافي للقرى الدرزية السورية للحدود مع إسرائيل، وتعاظم احتمال سقوط النظام، دفع لفتح اتصالات الدروز في سورية وإسرائيل لمواجهة احتمالات خسارة النظام للجولان. والعامل الثالث، موقف الدروز في إسرائيل ودعوتهم إلى مناصرة الدروز في الجولان، والسفر إلى سورية لمواجهة الخطر الذي يهدد دروز السويداء.
اقرأ أيضاً: رفض أميركي لمكافأة إسرائيل بالجولان منعاً لعرقلة فيينا 3