وفي ظل تصريحات المسؤولين الإسرائيليين المتعاقبة، بأن "إسرائيل لن تسمح بأن يتحول لبنان لمصنع لإنتاج الصواريخ الدقيقة تابع لإيران"، كما قال وزيرا المواصلات، يسرائيل كاتس، والإسكان والبناء، يوؤاف جالانت، أمس الأحد، وسبقهما إلى ذلك آخرون؛ جاء تقرير ليؤكد استعداد تل أبيب لمنع أي استهداف يطاول طائراتها المسيرة.
ونشر موقع "والا" العبري، اليوم الإثنين، تقريراً حول "استعدادات الجيش الإسرائيلي للحظة التي سيحاول فيها الجيش السوري، أو الإيراني، بالإضافة إلى حزب الله، تغيير قوانين اللعبة، واستهداف الطائرات الُمسيّرة الإسرائيلية، في المناطق الواقعة بين سورية ولبنان".
ولفت التقرير إلى أنّ "الطائرات الإسرائيلية المُسيّرة، باتت في السنوات الأخيرة مهيمنة وتعلب دوراً هاماً في جمع المعلومات عن المنطقة بشكل عام، وعن نشاطات حزب الله بشكل خاص".
وبين أن "المشكلة تكمن في حماية هذه الطائرات، والسبب الرئيسي يكمن في عدم قدرتها على تفادي الصواريخ المتطوّرة التي يمتلكها حزب الله، ويمكن الافتراض كذلك، أن مليشيات (شيعية) تديرها إيران في سورية، تمتلكها أيضاً".
في مقابل ذلك، ذكر التقرير، أن "الطائرات الحربية الإسرائيلية التي تطير على ارتفاع شاهق، تمتلك أنظمة دفاعية متطورة، تشمل وسائل قتالية إلكترونية من الأكثر تطوراً في العالم، تشرف عليها طواقم جوية مهنية جداً، والتي تتلقى معلومات استخباراتية مباشرة خلال العمليات".
وبحسب مسؤولين في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، فإن الجيش يقوم بإعادة النظر في كل ما يتعلق بالطريقة التي تُستخدم فيها الطائرات المسيّرة في الحلبات المختلفة، سواء في الفترات الروتينية أو في حالات الطوارئ، مع أخذ التطورات والتقديرات الأسبوعية للأوضاع، في عين الاعتبار".
وأكثر ما يخشاه جيش الاحتلال الإسرائيلي، في هذا السياق، وفق ما أورده التقرير، يكمن في "الاعتماد الكبير للقوات البرية الإسرائيلية خلال مناوراتها، على المعلومات التي توفّرها الطائرات المُسيّرة، وهي الطائرات التي ستتحول إلى هدف في الحرب المقبلة من قبل حزب الله، وجيش النظام السوري الذي حصل في السنوات الأخيرة على أنظمة دفاع جوية متطورة جداً".
ووفقاً للتقرير، فإن جزءاً من أنظمة الدفاع الجوية هذه كان يُفترض أن يُنقل إلى حزب الله في لبنان، وبحسب وسائل إعلام أجنبية، تمت مهاجمة الشحنات من قبل الجيش الإسرائيلي.
وخلص التقرير إلى أن "طائرات وقوارب التجسس المنتشرة في المنطقة، باتت تشكّل تحدياً كبيراً للجيش الإسرائيلي، المنشغل في الآونة الأخيرة برصد مواقعها الثابتة، وحجم المعلومات التي توفرها حول مواقع إسرائيلية أو حول أصدقاء إسرائيل المتواجدين في المنطقة".
وتابع أن "مهمّة بناء الصورة الحقيقية، البحرية والجوية، أصبحت مركّبة، ليس فقط بسبب تعدد الجهات الأجنبية التي تبحث عن معلومات استخباراتية حول المنطقة، ولكن أيضاً بسبب العدد الكبير لوسائل التجسس الناشطة فيها، والتي لا يمكن دائماً رصدها".