إسرائيل تخترق اقتصاد آسيا عبر بوابة سنغافورة

28 فبراير 2017
إسرائيل تسعى لتنويع شركائها في آسيا (روسلان رهمان/فرانس برس)
+ الخط -
عكست الجولة الآسيوية التي قام بها هذا الأسبوع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وشملت كلاًّ من أستراليا وسنغافورة، تواصُل تل أبيب في توجهها الإستراتيجي المتمثل في الاستثمار في تطوير العلاقات مع آسيا، في مسعى للبحث عن أسواق جديدة بشكل يضمن زيادة التصدير بشكل جذري، وجلب المزيد من الاستثمارات الأجنبية بهدف تطوير القطاعات ذات التأثير الكبير على مداخيل الدولة.

وإلى جانب هذه الجولة، من المتوقع أن يقوم نتنياهو قريبا بزيارة رسمية للصين للتوقيع على العديد من الاتفاقات الاقتصادية المهمة، في حين ستستقبل تل أبيب رئيس الوزراء الهندي، رانيندرا مودي، في يوليو/تموز القادم.

ويرى يوفال روتم، مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية، أن زيارة كل من سنغافورة وأستراليا والتواصل مع الحكومات الآسيوية يأتي في إطار سعي إسرائيل إلى تعزيز أوضاعها الاقتصادية ومكانتها الاستراتيجية.

ونقلت صحيفة "يسرائيل هيوم"، في عددها الصادر أمس، عن روتم قوله إن الزيارة التي قام بها نتنياهو لسنغافورة تكتسب بشكل خاص أهمية كبيرة لأنها -إسرائيل - ترى في سنغافورة "بوابتها" للانطلاق لمزيد من الأسواق الأسيوية، بما يضمن تعاظم الاقتصاد عبر زيادة التصدير وبناء شراكات اقتصادية.

ويلفت روتم الأنظار إلى أن زيارة نتنياهو أنهت الطابع السري للعلاقة مع سنغافورة، مشيرا إلى أن الكشف عن الطابع الخاص للعلاقة مع هذا البلد "منح القطاع المصرفي داخلها الضوء الأخضر للتدخل لمنح غطاء لمزيد من الصفقات مع إسرائيل، وبشكل يفوق عدد الصفقات التي تم إبرامها  حتى الآن".

وبالفعل، فقد سمحت الزيارة لسنغافورة لأول مرة بالكشف عن طابع العلاقات القوية السرية، التي توثقت على مدى عقود بين إسرائيل وهذا البلد.

فقد أكد رئيس حكومة سنغافورة، لي هسين، صحة التسريبات التي زخرت بها وسائل الإعلام الإسرائيلية في السنوات الأخيرة حول طابع العلاقات الأمنية والعسكرية بين الجانبين، حيث أقر بأن إسرائيل عمليا هي التي دشنت الجيش السنغافوري.

ويرى الباحث الإسرائيلي، أيرز ليفين، أن حرص سنغافورة على إبراز علاقاتها مع إسرائيل للعلن يعكس رغبتها "في إظهار عضلاتها أمام خصومها الإقليميين، لا سيما ماليزيا، التي تربطها بها علاقات متوترة منذ أن تم طرد سنغافورة من الاتحاد الفيدرالي الذي كان يربطها بماليزيا في ستينيات القرن الماضي".

ويشير ليفين، في تحليل نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم"، أمس، إلى أن نتنياهو استغل ماضي سنغافورة وطابع بيئتها الإقليمية عندما وصفها وإسرائيل بأنهما "توأمان".

واعتبر أن هذا الوصف ينطوي على إشارة إلى التشابه في البيئة الإقليمية لكلا الكيانين، مشيرا إلى أن كلا من سينغافورة وإسرائيل تتواجدان في "محيط إسلامي معادٍ"، علاوة على أن "الدولتين تواجهان خطرا وجوديا يتمثل في العداء الذي تكنه البيئة الإسلامية لكل منهما"، إلى جانب أن كلا منهما تواجه خطر تمرد أقليات إسلامية، على حد زعمه.

وينوه ليفين إلى أن سنغافورة تبدي حرصا على الاستفادة من التجربة الإسرائيلية في مواجهة "الإرهاب"، مشيرا إلى أن انضمام بعض الشباب السنغافوريين من الأقلية الإسلامية لصفوق تنظيم "داعش" أشعل الأضواء الحمراء لدى صناع القرار وعزز الرغبة في الاستفادة من الخبرات الإسرائيلية، في مواجهة التنظيمات الإسلامية.

وأشارت "يسرائيل هيوم" إلى أن نتنياهو ومساعديه وقعوا خلال زيارة أستراليا العديد من الاتفاقات، لا سيما في مجال السايبر والتقنيات المتقدمة.

وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل تتوقع أن تتوقف الصين عن الاعتماد على أستراليا في استيراد الكثير من المواد الخام، مشيرة إلى أن زيارة نتنياهو تهدف أيضا إلى محاولة لتفاهم بشأن استيراد بعض المواد، التي كانت الصين تحتكر استيرادها بشروط مناسبة.

في هذه الأثناء، تتبيّن ضخامة العوائد الاستراتيجية والمالية التي تجنيها إسرائيل من تطور علاقاتها مع الهند.

فقد كشفت مجلة "الدفاع الإسرائيلي"، في عددها الصادر أمس، أن الحكومة الهندية أقرت صفقة تم التوصل إليها مع "الصناعات الجوية" الإسرائيلية بقيمة 2.5 مليار دولار لشراء منظومة الدفاع الجوي "براك 8".

وحسب المجلة، فإن الصفقة تتضمن حصول الهند على 40 منظومة من "براك 8"، بالإضافة إلى 200 جهاز من المنظومة قادرة على اعتراض الصواريخ. ونوهت المجلة إلى أنه سيتم تسليم المنظومات للهند في غضون 72 شهراً.

ولفتت المجلة إلى تعاظم التعاون بين إسرائيل والهند في مجال السايبر، مشيرة إلى أن الهند باتت تحتضن الكثير من المشاريع المشتركة للجانبين.

ونقلت المجلة عن بول فريدبرغ، نائب رئيس دائرة التصدير الأمني في وزارة الحرب الإسرائيلية، أن كلاًّ من الهند وإسرائيل اتفقتا على تدشين مشروع "اصنع في الهند"، ويستند إلى قيام الصناعات العسكرية والجوية الإسرائيلية بتدشين وحدات إنتاج داخل الهند لتوفير الاحتياجات الأمنية الإسرائيلية.


المساهمون