إسرائيل الرابح الأول من جولة ترامب بالمنطقة

24 مايو 2017
ترامب نجح في تسويق إسرائيل كدولة سلام(Getty)
+ الخط -
رأى المحلل الإعلامي والسياسي المقدسي، راسم عبيدات، أن إسرائيل هي الرابح الأول من جولة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في المنطقة، في حين لم تحقق هذه الجولة شيئاً إيجابياً للشعب الفلسطيني. كما أبدى قيادي بارز في حركة "فتح" بالقدس، عدم تفاؤله من الزيارة وانعكاساتها على حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وقال في تصريح لـ"العربي الجديد": "لا أعتقد أن شيئاً إيجابياً قد تحقق لشعبنا الفلسطيني من هذه الزيارة، بل على العكس تماماً، الرابح الأساسي هي إسرائيل بالدرجة الأولى"، موضحاً أن "ترامب في قممه الثلاث في السعودية، نجح في تسويق إسرائيل كدولة تريد السلام، وبأنها ليست العدو للشعب الفلسطيني والأمة العربية، في تحوير لجوهر الصراع وأسسه من صراع عربي- إسرائيلي وجوهره القضية الفلسطينية، إلى صراع مذهبي (سني ـ شيعي) وبأن إيران هي التي تشكل مصدر الإرهاب".


وأضاف "أبعد من ذلك، وسم الرئيس الأميركي بحضور أكثر من زعيم دولة عربية وإسلامية، بمن فيهم الرئيس الفلسطيني، نضال الشعب الفلسطيني بالإرهاب، عندما تم تصنيف حركة حماس كحركة إرهابية. وفي زيارته ولقاءاته مع قادة دولة الاحتلال والرئيس الفلسطيني محمود عباس لم يتطرق من بعيد أو قريب إلى حل الدولتين أو وقف الاستيطان أو حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني".

وبين المتحدث أن "جل اهتمام ترامب كان مركزاً على ضرورة محاربة ما يسميه بالإرهاب ووقف التحريض على العنف (المقاومة) وقتل الأطفال، وأكد ارتباط دولة الاحتلال التاريخي بالقدس، وأن واشنطن ستقف دوماً إلى جانب دولة الاحتلال".

من جهة أخرى، رأى عبيدات أن مشروع ترامب للحل السياسي سيكون جوهره أمنيا اقتصاديا وليس سياسياً، حيث يشترط على الجانب الفلسطيني العودة للمفاوضات من دون شروط مسبقة من خلال وقف الاستيطان، وعليهم وقف التحريض على "العنف" ووقف دفع رواتب الشهداء والأسرى، وإجراء تغييرات جذرية في هيكلة الأجهزة الأمنية، وكذلك وقف التحريض في المناهج وغيرها، واعتقال المقاومين ومحاكمتهم هم ومرسلوهم وممولوهم وغير ذلك من الشروط الأخرى.

ولفت المحلل المقدسي إلى أن ترامب وخلال زيارته لفلسطين ودولة الاحتلال، قبض الثمن مسبقاً في الرياض، بجعل العرب والمسلمين يطبعون علاقاتهم ويشرعنونها، دون أن يشترط أي وقف للاستيطان لعودة الطرف الفلسطيني للمفاوضات أو الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو/حزيران.

وأضاف "أنظر لهذه الزيارة بأن لها استهدافاتها الإقليمية والعربية والفلسطينية. فالولايات المتحدة، وبتواطؤ مفضوح من عدد من العواصم العربية والإقليمية، تعمل على إعادة صياغة المعادلات السياسية في المنطقة، بما يخدم مصالح التحالف الأميركي ــ الصهيوني، وعلى حساب قضايا شعوب المنطقة وفي مقدمها شعبنا الفلسطيني".

ورأى عبيدات أن "الدعوة الأميركية وتجاوب عدد من العواصم العربية في اعتبار إيران وليس إسرائيل الخطر المباشر على المنطقة، وأن الدعوة إلى مؤتمر إقليمي عربي - إسرائيلي بديل للمؤتمر الدولي لحل مشكلة المنطقة، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرضنا العربية، نقلة كبرى إلى الوراء وخطيرة جداً، من شأنها أن تفتح الباب لتطبيع العلاقات العربية - الإسرائيلية، وتهميش القضية والحقوق الوطنية والقومية الفلسطينية، وشطب المشروع الوطني الفلسطيني".

وأكد أن "الشروط التي حملها المبعوث الأميركي جيسون غرينبلات إلى القيادة الرسمية الفلسطينية لاستئناف المفاوضات، تحت الرعاية المنفردة للولايات المتحدة، وبغطاء إقليمي عربي، ما هي إلا صيغة أخرى للشروط الإسرائيلية، التي كثيراً ما لوحت بها حكومة أقصى اليمين في الكيان الصهيوني".

من جانبه، أبدى قيادي بارز في حركة "فتح" بالقدس، عدم تفاؤله من زيارة ترامب للمنطقة وانعكاساتها على حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وقال عضو المجلس الثوري لحركة "فتح"، حاتم عبد القادر، في تصريح خاص لـ"العربي الجديد": "رغم أننا كنا متحمسين لهذه الزيارة، إلا أنه لا يحدونا أي تفاؤل نتيجة بعض التصريحات التي أدلى بها ترامب ونقل من خلالها رسائل كان يفترض أن يستمع إليها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على رأسها: أن الاستمرار بالاستيطان يقتل عملية السلام، وأن إجراءات إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني وتغاضيها عن مطالب الأسرى لا يمكن أن يبني ثقة كالتي تحدث عنها ترامب".

وأضاف عبد القادر "واضح أن ترامب لا يملك حتى الآن رؤيا واضحة لمبادئ وشروط الحل والمضي قدماً في عملية سلام واضحة الأفق. ونحن نرى أن لا معنى للحديث عن مكافحة الإرهاب دون الحديث عن القضية الفلسطينية، لأن نجاح مكافحة الإرهاب مرهون إلى حد بعيد بإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية".

واعتبر أن "قضية المشروعات الاقتصادية والسلام الاقتصادي، وما يسمى بالتسهيلات للشعب الفلسطيني ليست مهمة في اعتقادي، لأنه لا يمكن للشعب الفلسطيني أن يشعر بسلام اقتصادي ولا يمكن تخفيف الأعباء التي يرزح تحتها طالما استمر الاحتلال، ولذلك نحن بانتظار عودة ترامب إلى واشنطن، وسنرى ما وعد به من أنه سيطرح صفقة العمر لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مع أننا متأكدون بأن سقف ما سيطرحه لن يلامس الحد الأدنى الذي يمكن للشعب الفلسطيني أن يقبل به".




المساهمون