يعدّ المؤرخ الإسباني إدواردو مانزانو مورينو (1960) أحد أبرز الباحثين المتخصّصين في الدراسات الأندلسية، حيث نال درجة الدكتوراه في تاريخ العصور الوسطى من "جامعة لندن"، ووضع عدّة أبحاث في هذا المجال منها "الفاتحون والأمراء والخلفاء.. الأمويون وتشكيل الأندلس"، و"شبه الجزيرة الأيبيرية وشمال أفريقيا".
"ديوان الخليفة: أربع سنوات في قرطبة الأموية" عنوان كتابه الصادر حديثاً عن "منشورات كريتيكا"، والذي يقدّم في "البيت العربي" في مدريد عند السابعة من مساء الأربعاء المقبل، الثامن من الشهر الجاري، بمشاركة الباحث أنطونيو فاليغو تريانو والمؤلّف نفسه، ومدير البيت بيدرو مارتينيز أفيال.
يعود مورينو إلى النصف الثاني من القرن العاشر حين أصبحت مدينة قرطبة أهمّ مركز سياسي وثقافي في العالم الغربي بوصفها عاصمة الخلافة، تزورها البعثات الدبلوماسية والتجار الذي يأتون من كلّ مكان .
يتناول المؤلّف فترة حكم الخليفة الحكم الثاني (961-976)، الذي عُرف بامتلاكه واحدة من أكبر المكتبات في تلك الفترة التاريخية واحتوت أكثر من أربعمئة ألف كتاب، وقيامه بأعمال توسعة مسجد قرطبة، وكذلك تطويره إحدى أبرز التحف المعمارية ممثلة بمدينة الزهراء التي تقع على بعد كيلومترات من العاصمة.
يستند مورينو على مجموعة من السجلات التي لم تُدرس من قبل، وتوثّق الحياة في بلاط الخليفة الحكم الثاني بين عامي 971 و975، وما تضمّنته من إجراءات وقرارات إدارية، وكيف تعامل مع المشاكل داخل الجيش والحروب التي خاضها في شمالي المغرب وعلى الحدود مع القوط بالقرب من وادي نهر دورو.
يعدّ الحكم تاسع أمراء الدولة الأموية في الأندلس وورث الخلافة عن أبيه عبد الرحمن الناصر لدين الله، وبعد فشل تحالف الملوك المسيحيين في هزيمة جيشه، عقدوا معه الصلح وبدؤوا يرسلون سفاراتهم إلى قرطبة، ومنهم ملك نافارا، وكونت برشلونة، وملك ليون، وكونت قشتالة وغيرهم.
يشير الكتاب إلى اهتمام الخليفة بالعمارة حيث استكمل بناء مدينة الزهراء، وقام بترميم العديد من المعالم في قرطبة مثل القنطرة، وتوسعة موانئ الاندلس التي ترسو عليها السفن، كما يحسب له تكريسه المساواة في التعليم بين جميع فئات المجتمع على اختلاف طبقاتهم وأعراقهم وطوائفهم.