إدانات فلسطينية لوصول "إل-عال" للإمارات ودعوات لمحاصرة خطوات تطبيع أخرى

01 سبتمبر 2020
دعوات لإعادة النظر بالخطوة الإماراتية (كريم صهيب/فرانس برس)
+ الخط -

قوبل وصول طائرة "إل-عال" الإسرائيلية، يوم الاثنين، التي أقلت الوفدين الأميركي والإسرائيلي إلى أبوظبي بغضب وإدانات لهذه الخطوة التطبيعية، وسط تحذيرات ودعوات لمحاصرة إمكانية حدوث تطبيع آخر من بعض الدول العربية.
وكُتبت على الطائرة كلمة "سلام" بالعربية والعبرية والإنكليزية وظهر عليها اسم مدينة "كريات غات"، المقامة على أنقاض قريتي عراق المنشية والفالوجة الفلسطينيتين المهجرتين.

وأكدت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حنان عشراوي، في تصريح لها، أن هذه الطائرة لن تجلب السلام للمنطقة، مشددة على أن محاولات الضغط على القيادات العربية للمشاركة في احتفال توقيع استعراضي (اتفاق التطبيع بين إسرائيل والإمارات) بواشنطن تهدف إلى إخضاع المنطقة بكاملها لاعتبارات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الانتخابية والترويج لخطة الإملاءات الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية، المعروفة إعلامياً بـ "صفقة القرن" بين العرب وإلغاء المبادرة العربية.


وقالت عشراوي إن الرحلة "تمت بواسطة طائرة تجارية نتيجة الإصرار الأميركي على فتح باب استباحة الأجواء العربية للطيران الإسرائيلي، وترسيخاً للعلاقات الاقتصادية الشاملة والمتعددة بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل والتي ستدر على دولة الاحتلال أرباحاً طائلة، إضافة إلى العلاقات الاستراتيجية السياسية والأمنية والدبلوماسية التي سينبثق عنها توقيع اتفاقيات ثنائية تتعلق بالاستثمار والسياحة والرحلات المباشرة والأمن والاتصالات والتكنولوجيا والطاقة والرعاية الصحية والثقافة والبيئة، إضافة إلى إنشاء سفارات متبادلة، وذلك عقب أن أصدرت دولة الإمارات مرسوماً بقانون يلغي مقاطعة إسرائيل والعقوبات المترتبة عليه".

إدارة حكام الإمارات الظهر للمناشدات والإدانات الواسعة... إنما يعكس مدى خضوعهم وتبعيتهم للإدارة الأميركية ومخططاتها المعادية للشعوب العربية ومصالحها

وأشارت عشراوي إلى أن "الإدارة الأميركية تعمل لصالح دولة الاحتلال أكثر من العمل لمصلحة الولايات المتحدة الأميركية"، لافتة إلى أن الشراكة الأميركية – الإسرائيلية تهدف إلى "إعادة موضعة إسرائيل في المنطقة ومنحها أفضليات واعتبارات على حساب الدول العربية وشعوبها وبالتحديد على حساب الحل العادل للقضية الفلسطينية المبني على القانون الدولي ومتطلبات العدالة".
وأكدت أن الاتفاق بين الولايات المتحدة وإسرائيل يهدف إلى الحفاظ على التفوق النوعي العسكري لإسرائيل في المنطقة بكاملها، والتوقعات بأن تحصل الإمارات على أسلحة متطورة بما فيها طائرات "إف-35" أمر مستبعد في ظل معارضة تل أبيب لذلك.
وبما يتعلق بتصريحات جاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأميركي وصهره، الإثنين، التي أكد فيها أنه تم تعليق تنفيذ خطة الضم، لإتاحة الفرصة أمام إنجاح الاتفاق مع الإمارات، وتوقيعه، قالت عشراوي: "من يفكر بأن الضم توقف فهو واهم ولا يفهم بطبيعة السياسة الإسرائيلية وعقلية المحتل، فالضم قائم على أرض الواقع ويتمدد بشكل متسارع".
من جانبها، دانت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" في بيان لها، "إمعان حكّام دولة الإمارات العربية في السير قدماً على طريق العلاقات الخيانية مع العدو الصهيوني، واستقبالهم اليوم طائرة (العال الإسرائيلية) وعلى متنها مسؤولون أميركيون وإسرائيليون لتوقيع اتفاق يقضي بالاعتراف بالكيان الصهيوني عدا عن اتفاقيات سياسية وأمنية واقتصادية".
واعتبرت "الجبهة الشعبية" أنّ "إدارة حكام الإمارات الظهر للمناشدات والإدانات الواسعة والشاملة من الشعوب العربية وقواها وأحزابها ومنظماتها النقابية والاجتماعية لما أقدموا عليه، إنما يعكس مدى خضوعهم وتبعيتهم للإدارة الأميركية ومخططاتها المعادية للشعوب العربية ومصالحها، والسقوط في وحل الذل والخيانة لهذه المصالح وللقضية الفلسطينية".
ودعت إلى "توحيد وتنظيم الجهود قطرياً وقومياً لقطع الطريق على مؤامرة حكام الإمارات ومحاصرتها، وإفشال مخطط تعميمها على بلدان عربية أخرى".

إلى ذلك، أدانت "الجبهة الشعبية" "إمعان حكام المملكة العربية السعودية في توفير البيئة والأرضية لهذه العلاقات الخيانية، وليس آخرها السماح بمرور طائرة "العال" في أجوائها إلى الإمارات، بما يمثل تشجيعاً وتغطية لحكام الإمارات بالسير قدماً في مخطط السقوط والخيانة، وتهيئة وتمهيداً لما يمكن أن يُقدم عليه حكام السعودية في قادم الأيام من خطوات مماثلة".
ودعت "الجبهة الشعبية" إلى ضرورة مواجهة هذه التحديات بسياسات وقرارات فلسطينية واضحة وحاسمة على الصعيدين الداخلي والعربي، وأن يتم تفعيل قرارات المجلسين الوطني والمركزي بشكل كامل فيما يخص العلاقة مع دولة الاحتلال وسحب الاعتراف بها، وهو ما تدعو لاتخاذه في اجتماع الأمناء العامين المقرر انعقاده يوم الخميس القادم.
بدورها، حذرت "الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين" في بيان لها يوم الإثنين، من خطورة ما جاء على لسان مستشار الأمن القومي الأميركي روبرت أوبراين في "أن دولاً (عربية) أخرى في المنطقة ستتخذ خطوات مماثلة كالإمارات" في تطبيع علاقاتها مع إسرائيل وعقد معاهدة سلام.
وقالت "الجبهة الديمقراطية" إن "تصريح أوبراين يتطابق مع تصريح (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو الذي كشف مرة أخرى أنه زار العديد من العواصم العربية بعضها علناً والبعض الآخر سراً لم تعلن عنها".
وأضافت "الجبهة الديمقراطية" أن "أوبراين حاول في مؤتمره الصحفي أن يقدم مقايضة مزيفة حين ادعى أن إسرائيل وافقت على وقف ضم أجزاء من الضفة الغربية متجاهلاً في الوقت نفسه أن صفقة ترامب – نتنياهو، تقوم أساساً على ضم ما يزيد عن ثلث الضفة الفلسطينية إلى جانب القدس، وتصفية القضية الفلسطينية"، لافتة إلى أن "الضم الزاحف يومياً على أراضي الضفة، في القدس والخليل وبيت لحم وطوباس وسلفيت، وأريحا وأنحاء الغور مازال يتقدم حثيثاً في إجراءات يومية تقوم على تشريد أبناء الشعب الفلسطيني وسلبهم أراضيهم، أو تكريس (الصفة القانونية) لأجزاء واسعة من الأرض باعتبارها تخضع للسيادة الإسرائيلية".
وقالت الجبهة: "إن تصريحات أوبراين ونتنياهو، تؤكد أن مسار الضم مازال متواصلاً جنباً إلى جنب مع مسار تطبيع العلاقات العربية الإسرائيلية، مما يضعف القضية الوطنية ويشكل طعنة لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة ولمستقبله السياسي".

وأشادت "الجبهة" في السياق بالدول العربية التي أعلنت موقفاً واضحاً وصريحاً ضد التطبيع، واعتبرته موقفاً قومياً ووطنياً وأخلاقياً متقدماً، في دعم القضية والحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني. وأكدت أن "هجمة الولايات المتحدة ودولة الاحتلال لتشريع أبواب التطبيع العربي – الإسرائيلي، باتت تتطلب من كافة قوى التحرر العربية، دون استثناء، تحمل مسؤولياتها الوطنية والقومية في مقاومة التطبيع".