إدارة الصراع

11 مايو 2015
+ الخط -
من بين نظريات إدارة الصرع التي يعتمدها، أو يتبعها، رجال السياسة والمفكرين الاستراتيجيين والمهتمين، أو العاملين في مجال إدارة الصراع بين الأطراف المتنازعة أو المتنافسة، على أقل مستوى من وصف الصراع التي تتوافق مع تنوع معاني ومفاهيم ودلالات  كلمة صراع، هناك خط رئيسي يفصل بين تلك النظريات التي تتعامل مع النزاعات على أنها حالة مرضية، وتسعى إلى معرفة أسبابها، وتعمل على علاجها، وهي ترى أن النزاعات لابد منها وتعمل على دراسة كل السبل والسلوكيات والأنماط التي ترتبط بها، وتعمل جاهدة على التعمق فيها، والتعمق في سبر أغوارها، وتعتمد في دراستها على نوعين من الطرق، أحدها  يركز على الأطراف المشاركة في الصراع، بكل تكويناتهم ومعطياتهم وتعقيداتهم، فيما يتعلق بالخلفية الفكرية أو بالسلوك العقلاني واللاعقلاني، والواعي وغير الواعي، أي الأهداف والآمال والطموحات بكل أشكالها ودوافعها والطرق المنتهجة للوصول لها وتحقيقها دون إغفال للدوافع والحسابات المرتبطة بها.

والنمط  الثاني من النزاع، وهو الأكثر وعيا وبراعة وعقلانية، ويتميز بوضوح شديد، ويتعامل مع النزاع على أنه من أنواع المسابقات والمنافسات التي يسعى فيها المتنافسون إلى الفوز بالجائزة الكبرى، أي نمط يقوم بالتركيز على  دراسة سلوك واع وذكي ومعقد من سلوكيات النزاع بأسلوب البحث عن القواعد السلوكية الناجحة التي يتبعها أطراف النزاع التي من شأنها أن تؤدي إلى الفوز بالجائزة، وهذا الخط يمكن أن يطلق عليه استراتيجية النزاع وإدارة الصراع. ومما يقوله بعض اللاعبين في مضمار إدارة الصراع، أن من أسباب اهتمامهم بالصراعات والدخول في إدارة النزاعات، كونهم أنفسهم منخرطين في النزاع نفسه، وهو ما يركز عليه، ويؤكده ساسة الدول الكبرى، من خلال قناعاتهم وسياساتهم في إدارة الصراع، كونهم منخرطون ومشاركون فاعلون في النزاع العالمي، بعدة صور وأشكال متنوعة ومتعددة، وهذا ما يجعلهم يفكرون ويتصرفون كمشاركين فعليين في حالات الصراع التي تؤثر على مصالحهم ومراكز نفوذهم في مناطق الصراع. وبهذا، يمكن اتخاذ الأسلوب الصحيح في إدارة الصراع، بحسب وجهة نظر مصلحية بامتياز، توضع أساساً جوهرياً لدراسة السلوك الفعلي للخصوم.

8F94EA8A-7C46-4747-89E0-21B15455C976
8F94EA8A-7C46-4747-89E0-21B15455C976
فرج كندى (ليبيا)
فرج كندى (ليبيا)