أخلي سبيل الصحافي السوداني، فيصل محمد صالح، الذي أوقف الخميس بسبب تأييده التظاهرات المناهضة لنظام البشير، وفق قوله السبت.
وكان عناصر من جهاز الأمن والمخابرات الوطني اعتقلوا الخميس الصحافي السوداني في مكتبه. وقال صالح، الحائز جائزة بيتر ماكلر للصحافة الأخلاقيّة والشجاعة، إن العناصر اقتادوه للاستجواب على خلفية مواقفه من الاحتجاجات التي يشهدها السودان منذ 19 كانون الأول/ديسمبر 2018.
وأضاف: "لقد قلت لهم إنني أؤيد المحتجين الذين يتظاهرون سلميا، لكنني لست عضوا في أي مجموعة منظّمة لهذه التظاهرات".
وأوضح أنه عبّر، في الأسابيع الأخيرة، عن موقفه من التظاهرات عبر شبكات تلفزيونية إقليمية ودولية عدة.
وبعيد إطلاق سراحه، قال صالح إن "الضباط كانوا يريدون أن يعرفوا آرائي، وبعد مناقشات كثيرة، أخلوا سبيلي عند منتصف الليل".
وفيصل صالح صحافي متمرس، ومعروف بدفاعه القوي عن حقوق الإنسان وحرية الصحافة في بلاده، وحاز في 2013 جائزة الراحل بيتر ماكلر، رئيس تحرير منطقة أميركا الشمالية في وكالة فرانس برس سابقاً.
وصنفت منظمة "مراسلون بلا حدود" السودان في المرتبة 174 من بين 180 بلدًا من حيث مؤشر حريات الصحافة العالمي للعام 2017، وقالت إن جهاز الأمن والمخابرات الوطني "يطارد صحافيين ويفرض رقابة على وسائل الإعلام المكتوبة".
واعتقل الجهاز عددًا كبيراً من الناشطين والصحافيين، منذ بداية الاحتجاجات رفضاً لرفع سعر الخبز.
وأعلن تجمع المهنيين السودانيين الذي يضم مدرّسين وأطباء ومهندسين أنه يعتزم تنظيم تظاهرات جديدة الأحد. ودعا السبت، في بيان، مناصريه إلى التجمع في أربع نقاط في الخرطوم ثم الانطلاق في مسيرة نحو القصر الرئاسي.
وكانت شرطة مكافحة الشغب فضّت تظاهرات سابقة نظّمها التجمع. وقتل 19 شخصا على الأقل منذ بداية الاحتجاجات، بحسب السلطات السودانية، في حين قدّرت منظمة العفو الدولية عدد ضحايا الاحتجاجات بـ37 قتيلاً.
ويواجه اقتصاد البلاد صعوبات، خصوصاً بسبب النقص في العملات الأجنبية وارتفاع نسبة التضخّم، رغم رفع الولايات المتحدة في تشرين الأول/أكتوبر 2017 الحصار الاقتصادي الذي كان مفروضاً على السودان.
وبلغت نسبة التضخّم 70 بالمائة، بينما انخفضت قيمة الجنيه السوداني، في وقت شهدت مدن عدّة نقصاً في إمدادات الخبز والوقود.
(فرانس برس)