إخفاقات "الأونروا" في الخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين

20 أكتوبر 2016
قدم عدوان صورة قاتمة عن الأونروا(عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -



أكدت دائرة شؤون اللاجئين في حركة "حماس" إخفاقات وتراجعات خدمات "الأونروا" المقدمة للاجئين بشكل متفاقم خلال العام الحالي، والأعوام السابقة في مجالات "التشغيل، التعليم، الصحة، التمويل، الميزانية"، وأوضحت ذلك بالأرقام والإحصائيات.

جاء ذلك خلال اللقاء الإعلامي الذي عقدته الدائرة في المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، اليوم الخميس، والذي أوضح تفاصيل الأزمة التي بدأت بمذكرة مفوض الأونروا بيير كرهينبول، إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في أوائل مايو/أيار 2015، وشرح فيها وجود عجز مالي، وأنه مضطر لاتخاذ تدابير تقشفية تمس بعض الخدمات في الصحة والتعليم والتشغيل.

وبدأ رئيس دائرة شؤون اللاجئين في "حماس"، عصام عدوان، حديثه بتوضيح الوضع المالي للوكالة، والذي يشمل الميزانية الأساسية التي تغطي بشكل رئيسي برامج التعليم والصحة والإغاثة، والتي تشهد العجز المعلن عنه، إلى جانب ميزانية الطوارئ لتمويل الأنشطة المتعلقة بمواجهة الآثار الناتجة عن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على مناطق عمليات الوكالة، وميزانية المشاريع التي تشمل البنية التحتية، وبناء المدارس والعيادات، إضافة إلى ميزانية الموظفين الدوليين التي تحصل عليها من الأمم المتحدة بمعدل 2.5 في المائة على الميزانية الأساسية.

وعَرَض مصادر تمويل الأونروا، وهي "الأمم المتحدة، الحكومات، الأفراد، NGOS، والشركات والمؤسسات"، كما أوضح موازنة الصندوق العام للأونروا، والتي تم تقسيمها على التعليم بنسبة 50 في المائة، الصحة 15 في المائة، الإغاثة والخدمات الاجتماعية 9 في المائة، البنية التحتية وتحسين المخيمات 3 في المائة، ودوائر الإسناد بنسبة 23 في المائة، موضحاً العجز المالي للأونروا؛ والذي وصل حتى 181 مليون دولار عام 2016.


وفَصّل عدوان إخفاقات الأونروا في مختلف المجالات، أولها في التمويل، موضحاً أنها أخفقت في الحصول على مساعدات كافية لبرامجها، وأخفقت في تقليص العجز في الميزانية، بل ازداد العجز عاماً بعد عام، كما أخفقت في إقناع دول جديدة لتمويل برامجها.

وتابع "كذلك أخفقت إدارة الأونروا في مواكبة تزايد أعداد اللاجئين وازدياد احتياجاتهم، وفي تجنيبهم الانعكاسات السلبية لصعوبات التمويل، وازدياد العجز في الميزانية، علاوة على إخفاقها في توجيه اهتمامات المانحين نحو الاحتياجات الأكثر أهمية للاجئين".

وأشار عدوان إلى إخفاقات الأونروا في الخدمات وفشلها في الحفاظ على مستوى الخدمات المقدمة للاجئين، إذ انحدرت مستويات الخدمات بشكل واضح وملموس، وأخفقت في التدخل الفاعل في الأزمات التي عقدت حياة اللاجئين، سواء في حصار غزة، أو الدمار في سورية، أو تكدس اللاجئين وفقرهم في لبنان، أو مشكلات الكهرباء والمياه وتوقف عجلة الإعمار.

وشملت إخفاقات إدارة الأونروا التموين، إذ عجزت غن تقديم المواد التموينية للاجئين بكرامة بعيداً عن تقليصها أو تدني جودتها، وفي توضيح وشرح معادلة الفقر المدقع، كذلك أخفقت في توفير الاحتياجات الأساسية لمستحقي الإغاثة من فقراء اللاجئين كمّاً ونوعاً.

وفيما يخص مجال التشغيل، أوضح عدوان فشل الأونروا في تقليص حجم البطالة المتفاقم بين اللاجئين في مختلف مناطق العمليات من خلال تراجع التوظيف، إضافة إلى الإخفاق في توفير مشاريع تنموية تقضي على الفقر، وتوفير فرص عمل في مختلف الساحات، تتناسب مع أعداد اللاجئين.

أما فيما يتعلق بإخفاقات إدارة الأونروا في مجال التعليم، فرصده في العجز عن وضع خطط استراتيجية لمنع تكدس الطلاب في الصفوف المدرسية، وفي تطبيق المعيار الدولي لعددهم في الصف، إلى جانب الإخفاق في إسناد المقررات الدراسية للمتعلمين المتخصصين، مما يضر بجودة التعليم، والإخفاق في مواكبة الحاجة المتصاعدة لتوظيف المعلمين وتوفير التعليم المهني.

وخلص عدوان حديثه بشرح إخفاقات الأونروا في المجال الصحي، لافتاً إلى الإخفاق في تطوير الخدمات الصحية، وتوفير احتياجات اللاجئين من الأدوية المختلفة، والعدد الكافي من الأطباء، والمتخصصين بما يتناسب مع أعدادهم وحاجاتهم.

وأضاف "كذلك أخفقت الأونروا في توفير تطبيق المعيار الدولي لعدد المرضى لكل طبيب 1/60، وفي التعامل مع الاحتياجات الطبية للاجئين في المناطق المختلفة، علاوة على إخفاقها في توفير علاج الأمراض الخطيرة، أو العمليات الجراحية، أو العلاج في الخارج".

وشدّد عدوان على أن دائرة شؤون اللاجئين تتواصل مع مختلف الجهات من أجل وضعها في الصورة، وأنها بصدد تنظيم عدد من الفعاليات الرافضة لسياسة التقليصات التي تتبعها الأونروا، والمطالبة بإنصاف اللاجئين، وتوفير متطلباتهم الأساسية.

المساهمون