إجماع على الملكة... هشاشة في المضمون

03 أكتوبر 2018
ملكة جمال لبنان 2018 مايا رعيدي (أنور عمرو/فرانس برس)
+ الخط -
وأخيراً، استطاعت محطة آل المرّ اللبنانية الفوز بتنظيم ملكة جمال لبنان. المسابقة التلفزيونية، انتخبت أول من أمس مايا رعيدي ملكة لجمال لبنان. لم تكن المنافسة هذه السنة بين المتباريات فحسب، ثمة منافسة واضحة من قبل إدارة محطة "MTV" اللبنانية للثأر من محطة "LBCI" التي احتكرت الحدث الجمالي مدة تزيد عن عشرين عاماً. لا بأس، توسّم اللبنانيون خيراً، وقالوا إن التغيير قد يحمل الجديد، وينقذ الحفل من الروتين الذي سيطر في السنوات الأخيرة. 

وتوسّم المتابعون هدفًا آخر يشد من قيمة المسابقة، بعد شراكة ملكة جمال الولايات المتحدة السابقة، ريما فقيه، وزوجها في تنظيم المسابقة وكلفتها، لأن فقيه تدرك من خلال خبرتها وفوزها في مباراة جمال أميركا تنظيم المسابقة، قيل إنها تحمل المواصفات العالمية، لكن الشراكة جاءت باهتة، أقرب إلى اصطفاف بين المحسوبيات والصداقات التي تجمع المحطة بداية، وبين الهدف، وهو بالطبع الرد على محطة ثانية، وهكذا عبّر المغردون أو المعلقون على صفحات التواصل الاجتماعي عن آرائهم حول السهرة، ولو جاء التركيز على الإبهار، وإشراك المحطة كل الموظفين فيها للعمل تحت شعار علينا إنجاح "المشروع"، وُصف بزحام بلا داع، وغلبة لمبدأ "مادح نفسه".
مقدم البرامج السياسية، مارسيل غانم، قدّم الحفل، بعد انضمامه إلى المحطة المنافسة لشاشة عمل بها ما يزيد عن العشرين عاماً، لكنه سقط في سلة الردود المجانية على المحطة التي خرجته "LBCI"، وكانت العبارات التي فهمها الجمهور داخل الحفل وعلى الشاشة الصغيرة بأنها ضد "LBCI"، ولم يكن موفقًا حتى في إثارة المشاهد رغم ما يتطلب هذا الحدث من ذكاء والوقوف حول تفاصيل دقيقة تتعلق بالجدل المفترض أن تثيره السهرة الطويلة، له صلة بالجمال، أو الأناقة، أو الأضواء، أو تاريخ ملكات الجمال في لبنان.
المتابعون وحدهم نشطوا على صفحات "الميديا البديلة" وعلقوا، تحدثوا عن الجمال وما يمكن أن يضيفه الحدث، وثقافة المرشحات التي لم تسعفهن كما هي حال من تقدمن لسنوات مضت.
ولم يكن حال زميلة غانم، مقدمة البرامج أنابيلا هلال، أفضل. كانت محاولة متواضعة بحماس زائد. بدا الأمر كأنه استعراض للأزياء من دون مبرر، ورسائل غير مباشرة إلى محطة "LBCI" التي قدمت هلال عليها برامج من قبل، كل ذلك حصل في السهرة التي شاركت فيها ثلاثون فتاة من لبنان، تقدمن قبل ثلاثة أشهر، وتولت المنتجة المنفذة ريما فقيه التفاصيل الخاصة بالانتخابات، رغم ذلك ظهر، كما عادة كل حفل لانتخاب ملكة جمال لبنان، الضعف الثقافي عند الفتيات، وفتح مزيداً من التساؤلات حول المشاركة وما هي المعايير الواجب أن تخضع لها المتباريات لها قبل اعتلاء المسرح والفوز بالتاج.
نهاية السهرة كانت موفقة، الإجماع من اللحظات الأولى على المرشحة مايا رعيدي، أثمر نهاية المطاف بحملها اللقب، وتنامي الإطراء على حضورها. شبّه البعض رعيدي بملكة جمال الكون 1971 اللبنانية جورجينا رزق، وقال إنها أعادت القيمة إلى حفل ملكة جمال لبنان، ذلك ما أنقذ السهرة التي وصفها بعض الحاضرين بالمملة والطويلة، ليبقى أن المحطة فازت بملكة جميلة تمتعت بإجماع الناس وخسرت قدرة المحتوى على الإقناع.
المساهمون