إجراءات روسية سمحت لإسرائيل بقصف مواقع في حلب

28 مارس 2019
الضربات الإسرائيلية أوقعت قتلى وجرحى (رامي السيد/فرانس برس)
+ الخط -
يبدو أن "إجراءات" روسية مكّنت مقاتلات الاحتلال الإسرائيلي من استهداف مواقع للقوات الإيرانية والمليشيات التابعة لها في منطقة الشيخ نجار الصناعية، شمال شرقي مدينة حلب، ليلة الأربعاء الخميس، ما أوقع قتلى وجرحى في صفوف تلك القوات.

وقال العميد الركن والمحلل العسكري أحمد رحال لـ"العربي الجديد"، إن الدفاعات الجوية التابعة للنظام السوري لم ترد على الضربات الإسرائيلية على عكس ما أعلنت عنه، وذلك لكون القوات الروسية في سورية ربطت جميع النقاط العسكرية التابعة للنظام بقاعدة حميميم، رداً على إسقاط تلك القوات مقاتلة روسية العام الماضي.

وأضاف رحال أن "هذه الإجراءات تأتي في سياق تحجيم دور القوات الإيرانية في سورية"، حيث تركزت الضربات على مواقع ومستودعات لها، وذلك في سياق رغبة دولية بإنهاء الوجود الإيراني في سورية.

أما العقيد والمحلل العسكري أحمد حمادة فرأى أن "الضربات حملت رسالة للقوات الإيرانية بإمكانية استهدافها من قبل إسرائيل في كل مكان وزمان".

كما أيد ما ذهب إليه العميد أحمد رحال، وأكّد أن "موسكو لم تفعّل منظومة الدفاع الجوي "إس 300" التي سلّمتها مؤخّراً للنظام، وجعلت إدارتها بيد عسكريين تابعين لها".

وكانت وكالة أنباء النظام الرسمية (سانا) أعلنت تصدّي دفاعات النظام الجوية لتلك الصواريخ، وإسقاط عدد منها، وأضافت أن الاستهداف أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن كامل مدينة حلب.

ويأتي هذا الاستهداف في سياق عدة ضربات طاولت مواقع للقوات الإيرانية ومليشياتها في سورية، كان آخرها في 21 يناير/ كانون الثاني، إذ تم توجيه ضربات على مخازن ومراكز استخبارات وتدريب تابعة لـ"فيلق القدس" الإيراني، إضافة إلى مخازن ذخيرة وموقع في مطار دمشق الدولي.

ونتج عن الاستهداف الذي تبناه جيش الاحتلال حينها مقتل أكثر من 20 عنصراً من تلك القوات والمليشيات المرتبطة بها.

ولم تستهدف إسرائيل مواقع إيرانية في حلب منذ أبريل/ نيسان الماضي، إذ نفّذت هجمات على محيط مطار حلب وحماة، سقط نتيجتها أكثر من 30 قتيلاً وجريحاً. 

تبنٍّ إسرائيلي

إلى ذلك، سارع وزير الاستخبارات والخارجية والمواصلات الإسرائيلي يسرائيل كاتس، تحت تأثير الحملة الانتخابية والتنافس على أصوات الإسرائيليين، إلى تبني مسؤولية الغارات.


ونقلت قناة التلفزة الإسرائيلية "13" اليوم الخميس عن كاتس قوله: "كما يعرف الإيرانيون، فإن إسرائيل هي التي قامت بشن الهجمات في سورية".

ويستدل من تصريح كاتس المقتضب أن الأهداف التي تمت مهاجمتها مرتبطة بالوجود الإيراني العسكري في سورية.

وسبق لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أن هدد في أعقاب لقائه الأخير في موسكو بالرئيس الروسي فلادمير بوتين، بأن إسرائيل ستواصل جهودها الهادفة لمنع إيران من التمركز عسكريا في سورية.

وعلى الرغم من أن المزيد من الجنرالات في الاحتياط الذين تولوا مواقع قيادية في جيش الاحتلال يحذرون من أن الغارات التي تنفذ في سورية لن تسهم بالنهاية في منع إيران من التمركز هناك، إلا أن كل المؤشرات تدلل على أن غياب ردة فعل إيرانية وسورية تغري نتنياهو بمواصلة توجيه الضربات، على اعتبار أن هذا السلوك يعزز صورته الداخلية عشية الانتخابات التي ستنظم في التاسع من الشهر المقبل.