إبراهيم عبدالمجيد ..أيام التحرير

04 مارس 2015
أظهرت ثورة 25 يناير أفضل ما في الشعب المصري(Getty)
+ الخط -

يعتقد الكاتب المصري، إبراهيم عبدالمجيد، أن جيله كان لديه نفس الأحلام بالحرية والديمقراطية التي يحملها الجيل الحالي، لكن الجيل الجديد يملك أدوات أفضل مكنته من إطلاق ثورة يناير.

ويقول عبدالمجيد لـ"جيل العربي الجديد": "إن الجيل الجديد يجب أن يدرك قوة الفضاء الافتراضي، كونه الأداة التي غيرت شكل الدعوة إلى التجمع والاحتجاج في مصر". وكتب عبدالمجيد في رواياته، خاصة "هنا القاهرة"، الصادرة في العام الماضي، عن مظاهرات الطلاب في سبعينيات القرن العشرين، وعن التنظيمات السياسية السرية. وكان عبدالمجيد نفسه عضوا في تنظيم سياسي سري في السبعينيات، ويقول عن ذلك "كان لدينا فقط المنشورات والتليفونات الأرضية للدعوة إلى التظاهر، وكانت الدولة تراقبنا وتبطش بنا". ويضيف "البطش الأمني للدولة كان طوال الوقت قويا جدا، ولكن الشباب لديهم الآن أدوات أفضل".

وشارك إبراهيم عبدالمجيد في اعتصام الـ18 يوما في ميدان التحرير مطلع عام 2011 وحتى الإطاحة بحسني مبارك، وهو من الكتاب القلائل من جيله الذين وقفوا مع الثورة، ونأى بنفسه عن تأييد أي من الحكومات التي تتابعت على مصر بعد الثورة وحتى الآن.

ويقول عبدالمجيد عن ثورة يناير إنها "أظهرت أفضل ما في الشعب المصري، فقد كانت مليئة بالبراءة والتضحية"، ويضيف أنها فاجأته؛ لأنها "أكدت أن الشعب المصري يمكن أن يثور وينتفض بعد كل هذه السنوات". ويعتبر عبدالمجيد أن ميدان التحرير كان أشبه ما يكون بـ"مدينة فاضلة" خلال اعتصام الـ18 يوما ضد مبارك، ويتذكر أنه كان يضم كل تنوعات المصريين، ولكن في تناغم واتفاق على هدف واحد.

وكتب إبراهيم عبدالمجيد عن مشاركته في اعتصام الـ18 يوما كتابا بعنوان "أيام التحرير"، قدم فيه مشاهداته في الميدان، ورصد عبره أحداث الثورة المصرية منذ اندلاعها في الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني وحتى خلع مبارك في الحادي عشر من فبراير/شباط 2011.

ولكن عبدالمجيد لم يكتب في رواياته عن أحداث الثورة، وهو يقول "إن الكتابة السريعة عن أي حدث فيها من المباشرة أكثر مما فيها من الروح أو الفن".

ويضيف أن هناك العديد من الروايات التي كتبت عن الثورات الكبرى في التاريخ، مثل "البؤساء" للفرنسي فيكتور هوجو، و"الدون الهادئ" و"الأم" للروسيين ميخائيل شولوخوف ومكسيم جوركي. ويستطرد "إنها روايات أشبه بالتحدي أمام الكاتب" الذي يطمح إلى الكتابة عن الثورة.

ويقول عبدالمجيد إن كل هذه الروايات "كتبت بعد الثورات بسنوات، عندما أصبح الحدث كالحلم.. تتخيله كما تحبه.. وليس كما حدث".

ويختم إبراهيم عبدالمجيد حديثه عن ثورة يناير بالقول إنه يشعر الآن "بالخذلان، ولكن ليس من ناحية أعداء الثورة، فهؤلاء كانت مصالحهم تقتضي أن يحاربوها، ولكن من أنصار الثورة نفسها الذين فشلوا في الاتفاق على خطوات للمستقبل وعلى قائد واحد".

سيرة أدبية

يذكر أن إبراهيم عبدالمجيد أديب مصري من جيل السبعينيات، ولد عام 1946، وحصل على ليسانس الفلسفة من كلية الآداب بجامعة الإسكندرية عام 1973. أصدر عدة روايات؛ منها: "ليلة العشق والدم"، "البلدة الأخرى"، "بيت الياسمين"، "لا أحد ينام في الإسكندرية"، و"طيور العنبر"، وكذلك نشرت له خمس مجموعات قصصية؛ هي: "الشجر والعصافير"، "إغلاق النوافذ"، "فضاءات"، "سفن قديمة"، "وليلة انجينا". وقد ترجمت روايته "البلدة الأخرى" إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية، كما ترجمت روايته "لا أحد ينام في الإسكندرية" إلى الإنجليزية والفرنسية، و"بيت الياسمين" إلى الفرنسية، وحصل على عدد من الجوائز، منها: جائزة نجيب محفوظ للرواية من الجامعة الأميركية في القاهرة (1996)، وجائزة معرض القاهرة الدولي للكتاب (1996)، وجائزة الدولة للتفوق في الآداب (مصر) 2004، وجائزة الدولة التقديرية في الآداب (2007).


(مصر)