أُضحية... في تدمر

29 يناير 2019
(ك. ساتشيداناندان)
+ الخط -

(في معبد بعل، تدمر، سورية)

يا ربَّ الأرباب،
في حضرتك يقف دخيلٌ، أسمر،
على أطلال ما كان يوماً
مذبحك.

لأُدْلِيَنّ بشهادتي
عن هذه الأعمدة المتداعية،
هذا السقف القوطيّ المتهاوي،
ورقة الزيتون المنحوتة هذه،
كوز الصنوبر هذا، ثمرة التين هذه
والبيضة على أرضية الغرانيت.
والأقنية الحجرية هذه التي جرى فيها يوماً
الدمُ الصارخُ
من حملان الأضاحي
وإلهيّ الشمس والقمر
والفحل مَلْكَبْل،
الذي يخصّب أرضنا.
وإنكليزية هذا الدليل المصري
التي لم تراعِ قواعدَ اللغة.
وكيكي، ونصيرة، ومريم، وقاسم،
ثم هذه السيارة التي تُصدر الصرير، هذا الجمل الأعرج،
هذه الصحراء، هذا العطش،
وسنة 2004 هذه.

الله فوق سائر الآلهة،
وليست الآلهة في الهند أثيرة لدى المرء:
فهي تصطفّ في طابور أمام بوابات
المشافي العامة لكي تجبّرَ
قرناً مكسوراً، ولتفحص صداعاً أو أكثر،
لاختبار سكّر الدم الذي يرتفع بشكل جنوني
بسبب الهِبات حلوة المذاق أو لكي
تقيس ضغط الدم حين
تصبح تلبية مطالب الأتباع مستحيلة.
أحياناً تجرّب أن تنظّم
أصوات العاصين بلا جدوى
دون بطاقات هوية أصولية وتعود خائبة
لتمتطي فئرانها وطواويسها ونمورها.

يا أبَا كلِّ الآباء،
بوسعنا أن نطفئ
بيسرٍ تعطشك للدم.
قد جعلْنا عن طيب خاطر
من كلِّ شارعٍ بستانَ
أضاحٍ بشرية.

ربَّ الطبول وأشجارِ النخيل،
السببِ والنتيجة،
أقف هنا على مذبحك
ورأسي مهيّأ لسيف الكاهن.
قد أتيتُكَ
بعروس جميلة من الهند:
إنها التي تلبس طوقاً من الجماجم، إنها
ذات اللسان الذي يقطر منه الدم،
معشوقتنا كالي
وهي ترقص على صدر الوحش
كاشفةً أنيابها وسيفها
حتى خشخشة خلاخيلها.

أتوقُ لأن أراك رجلاً مع زوجةٍ
لذلك أقطع رأسي عديمَ الجدوى،
قرباناً لعطشك في الليلة الأولى.
وعلى مرأى من الأعين المشدوهة
لذلك الرأس السعيد، يا ربَّ
الدم والمنيّ القديرَ،
تذوّقْ لحميَ الغضَّ،
أيقظ وأشبعْ ربّتَنا كالي
لعلها ترفع يدها
عن فقرائنا الأبرياء.


* يُعتبر الشاعر ك. ساتشيداناندان (1948) حامل مشعل التغيير السوسيوثقافي الذي أعاد تعريف الأدب المالايالامي، إلى جانب كونه مثقفاً بارزاً داعماً لقضايا حقوق الإنسان والبيئة والقضية الفلسطينية.
** ترجمة: أحمد م. أحمد

المساهمون