أيننا من القضية الفلسطينية؟

26 مارس 2015
+ الخط -

بعد سبعة وستين عاماً وأربعة أجيال متتالية، لا تزال القضية الفلسطينية تستقطب الاهتمام الإعلامي والسياسي في المجتمعات العربية، وحتى في بعض المجتمعات الأجنبية، ولا تزال هذه القضية تختزن الدوافع والحوافز القوية للكتابة عنها، باعتبارها القضية الاستعمارية الباقية في هذا الكون إلى اليوم، مع انقضاء عقد ونصف تقريباً على الألفية الثالثة، وباعتبارها أعدل قضية إنسانية، فهذه قصة شعب زاد عدده على العشرة ملايين نسمة، شتتته العصابات الصهيونية المستندة إلى أساطير توراتية لا أساس علمياً لها، ومرت عليها آلاف السنين.

فماذا تعني القضية الفلسطينية اليوم بالنسبة إلى جيل اليوم، الذي قيل عنه إنه يكرس وقته للهو بأمور التكنولوجيا والإنترنت؟ أين أصبحت هذه القضية لجيل جرّدته المناهج المدرسية والإعلامية والثقافية الرسمية، من القراءة، وتغيب عنه نافذة الاهتمام بهذه القضية على وجه الخصوص؟ وماذا عن المدارس والجامعات التي تغيب في مناهجها التربوية هذه القضية؟

حملنا سؤالنا: ماذا تعرفون أيها الشباب عن القضية الفلسطينية؟ وكيف ترون الحل الأنسب لها؟ إلى عدد من الشباب الفلسطينيين واللبنانيين الجامعيين. وحصلنا على بعض الأجوبة التي تُطمئن إلى أن القضية الفلسطينية لا تزال الهم الأول عند كثير من الشباب.

من هذه الأجوبة من اعتبر أن فلسطين هي القضية الأولى عالمياً، وتعبّر عن صمود شعب لطالما تميز بإرادة قوية لا تُقهر ولا تضعف، عن شعب صمد وتحمل صعوبة التهجير والعيش محروماً من أبسط الحقوق التي يمكن أن يتمتع بها أي إنسان.

وهناك من اعتبر أن السرّ في القضية الفلسطينية، يكمن في إرادة شعبها الذي لا يقبل الإهانة، ويكمن أيضاً في الانتماء الوطني الذي لا يمكن لأي قوة عالمية طاغية ومتسلّطة القضاء عليه.

إضافة إلى ما مر، هناك من ربط بين استمرار القضية الفلسطينية والمحافظة على الجنسية، فمن يتخلَّ عن هويت، فكأنه تخلى عن وجوده وكيانه، ولا يمكن لأي جنسية أخرى مهما بلغت أهميتها، أن تحل محل هذه الجنسية الفلسطينية.

أما بالنسبة إلى الحل في نظر هؤلاء الشباب، وكنت أتوقع سماع آراء تقول بالسلام أو الابتعاد عن روح المقاومة.

رأى البعض أن الحل الأنسب يكمن لدى جيل الشباب الذين من شأنهم البحث عن خطة جديدة، وعدم الاعتماد على خُطى آبائنا وأجدادنا لأنها، برأيه، لم توصل إلى نتيجة واضحة. وهناك من رأى ضرورة اتحاد جميع الدول العربية ومساعدة فلسطين وأهلها.

نخلص من مجمل هذه الإجابات المختصرة من مجموعة من الشباب، أن القضية الفلسطينية لا تزال شاغلة شبابنا، ولكن وبالرغم من ذلك، هناك نسبة كبيرة من الشباب الذين لم نتلق منهم أي جواب، فهل السبب هو عدم الاهتمام بهذا الموضوع أم كسل في الإجابة أم جهل في تفاصيل القضية؟ وهذا سؤال باسم جيل الشباب الصاعد.


(لبنان)

المساهمون