أيمن نور.. من فضلك، وائل قنديل.. لو سمحت

14 مايو 2015
+ الخط -
الأستاذ أيمن نور واحد من أهم السياسيين المصريين بلا شك أو جدال، خاض معارك سياسية قبل ثورة يناير ودفع ثمنها، وهو جزء أصيل من ثورة الخامس والعشرين من يناير، وكذلك الصحافى الحر وائل قنديل، وهو واحد من أهم كتاب الثورة وثوارها، والذي سمي إبان الثورة بقلم الثورة والثوار، كلاهما يدفع ثمن مواقفه النبيلة من الاغتراب قسراً عن الوطن الأم. وكلاهما لا يستطيع العودة طوعاً، كلاهما يشعر بالألم والمرارة من أجل الثورة الضائعة ومن أجل الحنين إلى الوطن. كلاهما يتعجل الحلول لأن كلاهما يدرك أنه كلما طال عمر الانقلاب كلما طالت غربتهم.

فوجئنا مؤخراً، بالأساتذة الأفاضل، ضمن حالة نقاش معلنة على صفحات التواصل، ومن خلال صحيفة العربي الجديد، حالة نقاش يطغى عليها الاختلاف، وإن حاولا إيهامنا بغير ذلك. فالأول قام باقتراح مرفوض شكلاً ومضموناً، حتى وإن كان على سبيل بالونة اختبار، أو خلق حالة من الجدل حول حل يحرك الأزمة المتجمدة بين أطراف الثورة والثورة المضادة، بالتغاضي ودونما الأخذ في الاعتبار كل جرائم النظام الذي يترأسه من يريد أن ينافسه فى انتخابات رئاسية مبكرة. أما الثاني فأصر أن يكون الرد علناً كما كان الاقتراح علناً، وعلى مرأى ومسمع من الجميع ليؤكد على موقفه من النظام والاقتراح معاً، وليلقي باللوم المهذب على الآخر بشكل بدا للبعض على أنه مزايدة فى صورة لوم أو تشهير. وهذا موقف مرفوض أيضاً، والسؤال الذي يطرحه الكثيرون، هل من المفيد في هذه المرحلة الصعبة من عمر الثورة أن يطرح الأستاذ أيمن نور مثل هذه الأطروحات المضطربة؟ وهل من المجدي للثورة وللأستاذ وائل قنديل أن يكون اللوم والعتاب بين صنّاع الثورة ورموزها على مرأى ومسمع من الجميع؟

من فضلكم، الثورة المضادة تتربص بنا جميعاً.. من فضلكم ما تبقى في مصر من الثوار يعانون من ويلات الانقلاب ويعانون الغربة داخل أوطانهم فكونوا عوناً لهم، فهم يعتمدون على مجهوداتكم المحمودة. من فضلكم أبعدوا اضطراباتكم عن الثوار، من فضلكم رفقاً بأنفسكم، ورفقاً بنا، ورفقاً بثورتنا التائهة.

(مصر)
المساهمون