أيسلندا والإنجاز التاريخي... ليستر سيتي أوروبا

01 يوليو 2016
أيسلندا وليستر سيتي وجهان لعملة واحدة (العربي الجديد)
+ الخط -

حققت أيسلندا إنجازاً تاريخياً بالوصول إلى الدور الربع نهائي لأول مرة في تاريخها الكروي، وذلك بعد إقصائها لإنكلترا أحد المرشحين للوصول بعيداً في البطولة، وتجربة أيسلندا الباهرة حتى الأن، أصبحت مشابهة لتجربة ليستر سيتي في إنكلترا.

ما هو العامل المشترك بين أيسلندا وليستر سيتي؟ ربما الروح القتالية والإصرار الكبير من أجل تحقيق الأهداف حتى لو كنت تملك الأسماء الكبيرة، لأن صناعة الإنجاز لا تحتاج دائماً إلى الموهبة، ويمكن هنا الاستشهاد بكلمات كونتي بالأمس: "الفكرة أحياناً تهزم الموهبة".

أيسلندا كانت منتخباً صغيراً في كرة القدم الأوروبية، لم يُحقق أي شيء يُذكر، لذلك لن نعود في التاريخ إلى الوراء كثيراً، بل سنبدأ منذ العام 2012، وهو العام الذي بدأ فيه الاتحاد الأيسلندي لكرة القدم التفكير جدياً بإحداث التغيير في الكرة الأيسلندية، وهو الأمر نفسه الذي كان فريق ليستر سيتي يُفكر فيه.

في العام 2012 قررت إدارة ليستر سيتي تدعيم الصفوف وبدأ التفكير جدياً بالصعود إلى "البريمييرليغ"، ومثلها فعل المنتخب الأيسلندي الذي بدأ يُفكر بشكل جدي في الدخول بقوة في عالم كرة القدم الأوروبية، لينطلق مشوار العمل والجهد الكبير من أجل تحقيق الأحلام التي أصبحت بعد ذلك حقيقة على الأرض.

في موسم 2012 - 2013، حل ليستر سيتي سادساً ي دوري الدرجة الأولى الإنكليزية، ووصل إلى الدور النصف نهائي في البطولة التأهيلية الخاصة بأول ستة أندية في الجدول، لكنه خسر أمام واتفورد في مجموع المباراتين (3 - 2)، ليفشل في الصعود إلى مصاف أندية الدوري الإنكليزي الممتاز.

في الموسم الذي تلاه حقق ليستر سيتي لقب دوري الدرجة الأولى، ليصعد إلى مصاف أندية "البريمييرليغ"، بعد غياب دام حوالي 12 سنة منذ العام 2004، في المقابل حقق منتخب أيسلندا إنجازاً تاريخياً غير مسبوق بعد أن تأهل إلى الملحق الأوروبي الأخير المؤهل إلى مونديال 2014، وكان قريباً من الوصول إلى كأس العالم لأول مرة في تاريخه، لكنه خسر في مجموع المباراتين أمام كرواتيا القوية بهدفين نظيفين.

في موسم 2014 - 2015، نافس ليستر سيتي في "البريمييرليغ" وطبعاً كوافد جديد في الدوري لم يُحقق أي نتائج جيدة، بل على العكس صارع من أجل البقاء ضمن أندية الدوري الممتاز، وهناك كانت أيسلندا تخوض منافسات التصفيات الأوروبية، التي قدمت فيها أداءً مشرفاً وينافس على البطاقة المؤهلة إلى اليورو.

وقبل نهاية العام 2016، أثبت منتخب أيسلندا أنه واحد من كبار القارة الأوروبية، لأنه حل ثانياً في مجموعته في التصفيات، وتأهل بشكل مباشر من دون ملحق أوروبي، وفي نفس الوقت كان ليستر سيتي قد بدأ يشق طريق الذهب في موسم 2015 - 2016 في بطولة "البريمييرليغ".

ونجح ليستر سيتي في شهر مايو / أيار 2016 في حصد لقب "البريمييرليغ" لأول مرة في تاريخه، بعد أن أطاح بالكبار وأثبت أنه فريق مقاتل، لا يتخلى عن أحلامه بسهولة، وهذا ما فعلته أيسلندا التي نسخت تفكير ليستر سيتي وها هي تتواجد في الدور الربع نهائي لثاني أقوى بطولات كرة القدم في العالم.

المساهمون