يتهامس الطفل عامر فلفل وصديقه خالد أبو طعيمة، من "معهد الأمل للأيتام"، على هامش الاحتفال المركزي بيوم اليتيم العربي، وقد بدا الاشتياق واضحاً على ملامحهما الصغيرة، إذ ترك الأخير المعهد بعد رحلة من الرعاية دامت سنوات.
ويقول عامر، الذي ما زال يقيم في المعهد، لـ"العربي الجديد"، إنه سعيد برؤية صديقه خالد، بعد انقطاع دام أشهرا، موضحاً أن المعهد تمكّن عبر فعالياته وأنشطته من خلق جو عائلي بين الأطفال، حيث يستيقظون سويا لتناول الطعام، ويلعبون ويتلقّون الدروس.
وعمّت ملامح الفرح أجواء الاحتفال السنوي الذي أقامه المعهد في مركز رشاد الشوا الثقافي، وسط مدينة غزة، اليوم الخميس، بحضور الأهالي ولفيف من ممثلي المؤسسات الأهلية والرسمية. فقد غنّى الأطفال ومثّلوا ورقصوا ورسموا، ولعبوا بالبالونات الملوّنة.
حمل الاحتفال اسم "نحن مبدعون"، وشهد عزف السلام الوطني الفلسطيني الذي وقف الأطفال لتحيته بأسلوب مميز، وقد اتّشحوا جميعاً بالكوفية الفلسطينية.
وتتابعت الفقرات الفنية في المهرجان، وشمل عرضاً غنائياً يحمل نصائح للأطفال عن أهمية استغلال الوقت، وطاعة الأهل، وكيفية اختيار الأصدقاء، ورقص الأطفال على النغمات، ورددوا مع الكورال، وسط تفاعل الجمهور.
وبدت مشاعر التعاطف واضحة على ملامح الحضور، خلال متابعة الفقرات، وبينها عرض مسرحي خفيف الظل يحمل أحلام الأطفال وطموحاتهم، عبّر فيه أحدهم عن رغبته في أن يصبح شاعراً، وبدأ بإلقاء قصائد فلسطينية.
ويقول الطفل خالد أبو طعيمة (9 سنوات) على هامش الاحتفال، إنه سعيد برؤية أصدقائه يقدمون هذه الأعمال الفنية اللافتة، وأنه كان يأمل في مشاركتهم، لافتاً إلى أن اليتيم قادر على تجاوز كل الصعوبات، عبر التأقلم مع الأصدقاء والرغبة في النجاح.
ووافقه الطفل مسلمة المصري، من مدينة بيت حانون شمال قطاع غزة، والذي بدا متفاعلاً مع الأنشطة المقدمة، موضحاً أنه يتلقى خدمات المعهد منذ سبع سنوات، مضيفاً: "نذهب لزيارة الأهل في نهاية الأسبوع، كي نبدأ بعدها دورة جديدة من تلقّي الخدمات والأنشطة اليومية".
ويقول منسق الاحتفال، علاء الربعي، إن المعهد يقيم الاحتفال سنويا بهدف تسليط الضوء على قضايا الأطفال الأيتام وواقعهم، ومشاركة المجتمع آمالهم وآلامهم وطموحاتهم، من أجل دعمهم. ويبين لـ"العربي الجديد"، أن "الأطفال الأيتام ليسوا أقل من غيرهم، فهم مبدعون، ويملكون كل مقومات النجاح"، داعياً إلى الوقوف بجانب الأيتام وتكثيف الجهود، من أجل واقع أفضل لهم.