أيتام "طولكرم" يحتفلون بيوم عيد الأم

20 مارس 2015
جانب من احتفالات الأطفال (العربي الجديد)
+ الخط -


يفتقد الطفل آدم سلمي (15 عاماً)، لأمه بعد أن فرّقهما الموت، ورغم أنه لم ينسها يوماً منذ رحيلها حين كان طفلاً صغيراً، إلا إنه يحتاج لمَن يعوّضه عن ذلك العطف والحنان المفقودين، خصوصاً حين يذكر الأطفال أمهاتهم في يوم "الأم".

وآدم يتيم الأب والأم، فقد والده أولاً ثم أمه بعد أعوام قليلة، ويعيش في جمعية "دار اليتيم العربي" في مدينة طولكرم، شمال الضفة الغربية المحتلة، منذ قرابة 13 عاماً، ويقول لـ"العربي الجديد"، إنه يتذكر أمه حين يحتفل الناس بأمهاتهم، وتعود الذكريات به إلى تلك الصور العالقة في مخيلته لوالديه، قبل أن يختاره القدر في امتحان اليتم.

كذلك يحتاج الفتى ماهر حسين (17 عاماً)، إلى من يعوضه عن حنان أمه المفقود منذ سنوات طويلة، وهو يتنقل بين دور رعاية الأيتام، ويقول: "خسرت الكثير من الحنان، وأحتاج إلى من يقدم لي الدعم النفسي والمعنوي، وإلى الجو الأسري الحقيقي الغائب، لا سيما عندما يحتفل الأبناء مع أمهاتهم".

ويعيش آدم وماهر برفقة عشرات الأطفال الأيتام في دار رعاية اليتيم العربي، حيث تُعَد البيت البديل بعد رحيل الأب والأم وتركهما يتأقلمان مع حياة جديدة لا يرغب أي طفل عادة أن يعيشها، لكن يمكن لمن أجبرته الظروف أن يحبها، ويتذوق فيها بعض ما فاته.

ورغم مشاعر الشوق والفقد، ينتظر أولئك الأطفال يوم الأم بفارغ الصبر ليحتفلوا به. وبيّنوا لـ"العربي الجديد" أن يوم الأم، وإن كان افتراضياً بالنسبة لهم، إلا أنهم يحبون تذكر أمهاتهم مع أناس يحبونهم، والاحتفال يعتبر محاولة لإسعادهم وتعويضهم بعض الشيء عمّا فقدوه.

ومهمة التعويض صعبة إلا أنها ليست مستحيلة، فالجمعية تحتفل مع الأطفال المقيمين فيها بيوم الأم، وتخلق لهم جواً أسرياً يحبه الأطفال، يعدون هداياهم ويفكرون بالمناسبة كما لو أنهم يعيشون في بيوتهم وبين أحضان والديهم، يرتدون فيه ملابس جميلة ويحملون معهم كل ما في جعبتهم من أحلام وينتظرون أن تحضرهم الذكريات.


وتهيئ الجمعية الأجواء بشكل يحبه الأطفال، يحضّرون كعكة كبيرة للاحتفال، والكثير من الحلويات، فيما تتولى النساء من أعضاء الهيئة الإدارية والعاملات في الجمعية مهمة إحضار واستلام الهدايا من الأطفال، بحسب ما قاله لـ"العربي الجديد"، رأفت القد، مدير جمعية دار اليتيم العربي.

وأضاف القد: "الهدف من الاحتفال هو محاولة لتعويض الأطفال عن فقدانهم لأمهاتهم من خلال نشاط ترفيهي يحوي العديد من الفقرات والفعاليات لتشغل يوم الأم بشكل كامل". وأشار إلى أن الكثير من النساء والعاملات في الهيئة الادارية يشاركن الأطفال الاحتفال كأمهات بديلات لإشعارهم بأنهم يعيشون وسط أسرة كبيرة.

هذا الاحتفال يعني للأطفال الكثير، يشعرهم بنوع من السعادة والرضا، وجمعية دار اليتيم العربي تواظب منذ أكثر من 20 عاماً على الاحتفال به، مراعاة لظروف الأطفال والأبناء لافتقادهم أمهاتهم على مدار سنوات طويلة.

وقد عبّر الأطفال، لـ"العربي الجديد"، عن حاجتهم الماسة لتلك الاحتفالية كونها تعيد إليهم ذكرياتهم مع أمهاتهم، إضافة إلى أنه نوع من التعويض عن الحنان المفقود والشعور بالراحة ولو ليوم واحد.