أولغا نيفيدوفا.. الفنان العربي طالباً في الاتحاد السوفييتي

24 نوفمبر 2019
(الصورة المرافقة للمعرض)
+ الخط -
تحت عنوان "نقل المعرفة؟ التاريخ الباكر لتدريس الفن للطلاب العرب في الاتحاد السوفييتيّ في الفترة ما بين 1959-1979" تقيم الأكاديمية أولغا نيفيدوفا محاضرة عند السادسة والنصف من مساء الثلاثاء، 26 تشرين ثاني/نوفمبر، في "دارة الفنون" في عمان.

وبحسب بيان المحاضرة، فإنه "قد ازداد الاهتمام بعدّة مظاهر من الفنّ العربيّ المعاصر بشكلٍ ملحوظ خلال العقود الأخيرة. وبالرغم من لعب هذا الاهتمام دوراً أساسياً في جذب انتباه أوسعٍ نحو الفنّ العربيّ المعاصر والحديث، إلا أنّ فجوات بارزةً لا تزال قائمةً في النقاش العلميّ".

تدليلاً على إحدى هذه الفجوات، ستقوم هذه الجلسة بتحليل الممارسات الفنيّة الجديدة والإرث الفنيّ للفنانين العرب من خريجي كليات الفنون في الاتحاد السوفيتيّ بدءاً من عام 1959، وهي سنة وصول أول طالب فنونٍ عربيّ إلى الاتحاد السوفييتيّ، ووصولاً إلى عام 1979.

ساهم تحسّن العلاقات السياسيّة ما بين الاتحاد السوفييتيّ والدول العربيّة بدايةً من الخمسينيات، ما بعد الحرب العالميّة الثانية، في نموّ حيويّ للقطاع الثقافيّ. وفي خريف عام 1955، أدّت بعثة من الفنانيين السوفييت عروضاً فنّية في مصر وسورية ولبنان لأول مرة، ونُظّم أوّل معرض للفنّ السوفييتيّ في هذه البلدان.

وشهدت الخمسينيات أيضاً تنظيم وتقديم عددٍ من المعارض الناجحة جداً، والمعنيّة بالفنّ المعاصر في سورية ولبنان والعراق وبلدان عربيّة أخرى، داخل الاتحاد السوفييتيّ. خلقت النشاطات العابرة للثقافات، مثل هذه المعارض، وعياً مشتركاً بعالم الفن المعاصر في عديد الدول ما حول البحر المتوسط والاتحاد السوفييتيّ.

وأنتجت هذه العمليّة برامجًا تبادليّة في الموسيقى والسينما والفنون الجميلة والفنون التعبيريّة وغيرها. ثم توسعت هذه البرامج لاحقاً إلى مجال التعليم العالي. شكّل نموذج برامج التبادل الدوليّة المدعوم حكوميّاً، والذي جلب الطلاب العرب إلى الاتحاد السوفييتيّ، عنصراً أساسياً في عالم فنّ ما بعد الحرب الآخذ بالاتساع عولمياً.

بينما كانت تتشكّل الجبهة العربية بقيادة مصر، ما بعد الحرب العالمية الثانية، راكمت منطقة الشرق الأوسط الجيوسياسيّة أهميّةً استراتيجيّةً باعتبارها ميدانًا للحرب الباردة، وكانت برامج دراسة الفنون للطلاب العرب في الاتحاد السوفييتيّ إحدى أدوات أسلوب "القوّة الناعمة".

بُنيت الدراسة على موادٍ غير منشورةٍ سابقاً من أرشيف المعاهد، وأرشيف وزارة الثقافة في الاتحاد السوفييتيّ، وأرشيف وزارة التعليم الثانوي المتخصص والعالي، وأرشيف وزارة الثقافة الروسيّة.

تمّ القيام بالبحث وكتابته بمساعدة من الفنانين وأقربائهم، وبالاعتماد على موادّ جُمعت عبر مقابلاتٍ ولقاءاتٍ ومراسلاتٍ معهم. كما تمّ مراجعة معلوماتٍ من مجموعةٍ كبيرةٍ من قصاصات الصحف والمجلات السوفييتيّة الصادرة في الفترة ما بين الخمسينيات والثمانينيات وأخذها بعين الاعتبار أيضًا.

يذكر أن نيفيدوفا هي مؤرخة للفنون والمديرة السابقة لمتحف المستشرقين في الدوحة، وتتضمّن مشاريعها المعارض والمنشورات التالية: فنّ وحياة جان بابتيست فانمور (1671-1737)، رحلةٌ في عالم العثمانيين، برثالاميوس شاهمان (1559-1614): فنّ الترحال، ميراث دبلوماسيّة الفنّ: مذكرات سفير، والعديد غيرها.

كما أنها أحد منظّمي سلسلة مؤتمرات "الاستشراقيّة" الدوليّة نصف السنويّة في "جامعة كامبردج"، وهي كذلك أستاذٌ مساعدّ في كلية الاقتصاد العليا في "جامعة الأبحاث الوطنية" في موسكو، وتنشط حالياً كباحثةٍ في "المعهد الألمانيّ للأبحاث الشرقيّة" في بيروت.

المساهمون