أوضاع اللاجئين تهدد بقاء اليونان ضمن شينغن

04 فبراير 2016
استقبال اللاجئين في اليونان (العربي الجديد)
+ الخط -

بعد تهديدها بالخروج المؤقت من حزمة شينغن، تسارع الحكومة اليونانية إلى تلبية مطالب الاتحاد الأوربي، وأهمها بناء مراكز توثيق اللاجئين والمهاجرين المعروفة باسم "هوت سبوت".

وتسعى حكومة أليكسيس تسيبراس، إلى بناء المراكز المذكورة في جزر ليزفوس وخيوس وساموس وكوس وليروس، إضافة إلى مركزي استضافة مؤقتة أو إعادة إسكان في العاصمة أثينا ومدينة سالونيك شمال البلاد.

وتعهدت الحكومة بإنشاء المراكز المذكورة إلى وزارة الدفاع، التي وعدت بالانتهاء من الأعمال يوم 15 فبراير/شباط الجاري.

وأكد وزير الدفاع أن الأعمال في جزيرة ليزفوس انتهت تقريباً، فيما تتقدم في جزيرة خيوس وسائر الجزر. وأوضح أن القوات المسلحة اليونانية ستوفر للمعسكرات المذكورة كافة التجهيزات اللوجستية والمرافق الصحية.

والمخطط له، أن تضم تلك المراكز أقساماً للنقل تحرص على بقاء اللاجئين مدة 24 ساعة في الجزر و72 ساعة في مركزي أثينا وسالونيك وذلك كحدٍ أقصى، وأقساماً للصحة العامة يكون المسؤول عنها أطباء من الجيش والشرطة اليونانيين، وقسماً لإعداد وتوزيع الطعام على اللاجئين.

مسؤولية تسجيل اللاجئين والتحقق من المعلومات التي يدلون بها ستبقى بيد الشرطة، فيما سيتم التعاون مع منظمات غير ربحية موثقة في تسيير تلك المخيمات، إضافة للتعاون مع السلطات المحلية.

وكان وزير الدفاع اليوناني، بانايوتيس كامينوس، أعرب عن رغبة السلطات اليونانية في توفير المعلومات للبحرية التركية وقوات حفظ الحدود الأوروبية "فرونتيكس" حول انطلاق الزوارق المحملة باللاجئين، بحيث يتمّ صدّها وإيقافها من طرف البحرية التركية ضمن المياه الإقليمية التركية.

كما اقترح كامينوس الحد من حرية تنقل اللاجئين من شمال أفريقيا باتجاه تركيا لأن هذا يسهل عمل مهربي البشر، حسب قوله، موضحاً أن "اليونان طلبت في لقاءات وزراء الدفاع الأوروبيين أن تسهم وزارات الدفاع في مواجهة مسألة اللجوء، لتقديرها أن المسألة تتجاوز طاقات وزارات الداخلية والأمن العام، لكن الشركاء الأوروبيين لم يشاركونا الرأي".

وأوضح كامينوس أن مبلغ مليوني يورو وضعا لخدمة المشروع من قبل وزارة المالية اليونانية، فيما سيوفر المصرف المركزي مبلغ 32 مليون يورو.

اقرأ أيضاً:إبعاد المهاجرين.. الهاجس يتحقق في شمال أوروبا

وشدد على رفض بلاده إجراء دوريات بحرية مشتركة في بحر إيجه بين خفر السواحل اليوناني ونظيره التركي. وكان شركاء أوروبيون طرحوا هذا الأمر الذي يلقى معارضة واسعة في اليونان، إذ يسود الاعتقاد أن هذه الدوريات المشتركة ستكون بوابة تركيا للمطالبة بمناطق نفوذ لها في بحر إيجه.

ويؤكد رئيس الوزراء اليوناني على الدوام أن مسألة اللجوء هي مشكلة أوروبية لا يونانية، وحاول، طوال الأشهر الماضية، الاستفادة من قضية اللجوء عبر ربطها بملف ديون بلاده، مطالباً الدائنين باقتطاع أجزاء من الدَّين، لكن تلك المحاولات لم تفلح حتى الساعة.

ويتهم متابعون لملف اللجوء الحكومات اليونانية السابقة بعدم سعيها إلى الحصول على حصة اليونان من المساعدات التي يعطيها الاتحاد الأوروبي للدول المعنية بملف اللجوء، وذلك في سعي منها لعدم تكريس اليونان كبلد مستقبل موجات اللاجئين.

بدورهمم، لا يقابل سكان الجزر مشروع معسكرات "هوت سبوت" المقررة في جزرهم بالترحاب، حيث أثرت فيهم دعاية اليمين المتطرف التي تشيع أن اللاجئين سيجلبون معهم ثقافة الجريمة والأمراض، وسوف يكونون على المدى البعيد وسيلة لتغيير البلد من الناحية الديمغرافية.

وتشير الأنباء من جزيرة كوس إلى أن احتجاجات السكان المحليين على زيارة وزير الدفاع، دفعته إلى التحليق فوق الجزيرة دون الهبوط، وذلك خوفاً من احتجاجات السكان ضد مشروع استقبال الأجانب. كما سجلت دعوات أطلقها متطرفون يمينيون للتظاهر ضد إنشاء مركز الاستضافة في العاصمة أثينا.

إضافة لما سبق، ساد خلال الفترة الأخيرة جو سلبي ضد المنظمات الإنسانية التي تنشط في الجزر اليونانية في مجال اللجوء، فقد روجت وسائل إعلام يونانية أن تلك المنظمات تقوم بأعمال لا تحترم السيادة الوطنية، وتقيم منشآت لها بشكل غير شرعي.

وقامت السلطات في جزيرة ليزفوس باعتقال مجموعة من المنقذين الإسبان، بعدما اتهمتهم بإدخال قارب يحمل لاجئين إلى الشواطئ اليونانية، لتطلق سراحهم لاحقاً.


اقرأ أيضاً:أكثر من 360 مهاجرا ماتوا غرقا في يناير