بينما يتواصل عرضُه في عدّة محافظات ومدن جزائرية ضمن حملة رسمية لدعم ترشيحه للدورة التاسعة والثمانين من جوائز "أوسكار"، عن فئة أفضل فيلم أجنبي، أعلنت "الأكاديمية الأميركية لفنون السينما وعلومها"، عن القائمة نصف النهائية للأفلام التي تتنافس ضمن تلك فئة الأعمال الناطقة بلغات غير الإنكليزية، متضمّنةً تسعة أفلام ليس من بينها الفيلم الجزائري "البئر"، ولا أيّ فيلم عربي آخر.
يُشكّل الإعلان ما يشبه الصدمة لمن علّقوا آمالاً على فيلم لطفي بوشوشي (1964)؛ خصوصاً أن المخرج لفت الأنظار إلى عمله الروائي الطويل الأوّل، والذي عاد فيه إلى موضوع تكرّر كثيراً في الأفلام الجزائرية (الاستعمار والثورة)، لكن بإضافة بعد جمالي وإنساني. يروي "البئر"، في تسعين دقيقةً، قصّة قرية في الجنوب الجزائري تواجه نقصاً حادّاً في المياه بسب حصار تفرضه قوّات الاستعمار الفرنسي عليها.
منذ عرضه، لأوّل مرّة، عام 2014؛ حقّق العمل نجاحاً نقدياً وجماهيرياً لم تُحقّقه أيّ من الأفلام الجزائرية في السنوات الأخيرة، كما حاز قرابة عشر جوائز في مهرجانات عربية وأجنبية.
ومع أن الجهات الرسمية أبدت دعمها للترشيح، إلّا أن المخرج بدا غير راضٍ عن دور وزارة الثقافة في الترويج لفيلمه. ففي مؤتمر صحافي عقده، في الجزائر العاصمة، أوّل أمس الأربعاء، قال بوشوشي إن "حملة الترويج للعمل في الولايات المتّحدة الأميركية لم تحظَ بالدعم المالي الضروري".
بوشوشي، الذي ذكّر بوعد وزارة الثقافة بمرافقة العمل خلال عرضه خارج الجزائر، لدعم حملة الترشيح، وصف الحملة الترويجية بغير المرضية، مشيراً إلى أن نقص قاعات السينما داخل الجزائر أضعف توزيعه، كما كشف بأنه أشرف بنفسه على توزيع العمل، بعد إحجام مؤسّسات خاصّة عن دعمه.
إلى جانب "البئر"، لم تتضمّن القائمة نصف النهائية أيّاً من الأفلام العربية المرشّحة الأخرى؛ وهي: "اشتباك" لـ محمد دياب من مصر، و"كتير كبير" لـ ميرجان بوشعيا من لبنان، و"مسافة ميل بحذائي" لـ سعيد خلاف من المغرب، و"أنا نجوم بنت العاشرة ومطلقة" لـ خديجة السلامي من اليمن، و"بركة يقابل بركة" لـ محمود الصباغ من السعودية.
يندرج ردّ فعل المخرج الجزائري والأوساط المساندة له في سياق استلاب سينمائيين عرب كثر للاعتراف الغربي بتجاربهم، من خلال مشاركتهم في المهرجانات الدولية وحصولهم على إشادة لجان تحكيمها.
يُذكر أن القائمة النهائية التي ستتضمّن أفلاماً خمسة سيعلن عنها في الرابع والعشرين من كانون الثاني/ يناير المقبل، بينما يُقام حفل توزيع "أوسكار 2017" على "مسرح دولبي" في مدينة لوس أنجلوس في كاليفورنيا، في السادس والعشرين من شباط/ فبراير المقبل.