أوتو فروندليش.. استعادة رائد الفن التطبيقي

16 يوليو 2020
(من المعرض)
+ الخط -

يعتبر أوتو فروندليش أحد أبرز الفنانين التجريديين في مطلع القرن العشرين الذين نوّعوا وسائطهم، حيث زاوج بين الرسم والنحت ونفّذ العديد من الأعمال الزجاجية الملونة والفسيفساء، وسعى إلى محاكاة العديد من المفاهيم الفلسفية والعلمية في أعماله، في انعكاس للاشتراكية العلمية التي آمن بها.

عاش الفنان الألماني (1878 - 1943) خلال مرحلة صعود عدد من الحركات الفنية الرائدة في بلاده، الذين قدّموا أفكاراً طليعية ضمن رؤية نقدية لحالة ألمانيا وثقافتها، خاصة بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، ومع تولّي النازيون الحكم تمّ ملاحقتهم وتهميش فنهم الذي وُصف بالمنحط.

أعيد الشهر الماضي افتتاح معرض استعادي لفروندليش في "متحف مونمارتر" بباريس بعنوان "وحي التجريد"، والذي يتواصل حتى السادس من أيلول/ سبتمبر المقبل، ويضمّ ثمانين عملاً فنياً من رسومات ومنحوتات ِإلى جانب مجموعة مختارة من الوثائق والكتابات والرسائل من الفنانين المقرّبين منه، وشهادات كتبها حول حياته اليومية والفن.

(من المعرض)
(من المعرض)

من أبرز أعماله منحوتة "الرأس الكبيرة"، التي كانت جزاً من سلسلة رؤوس نفّذها بدءاً من عام 1910 بأشكال غريبة تشبه في تكوينها الإعصار الذي سيولد منه عالم أفضل، حيث كان يبحث عبر التجريد عن تجديد جذري تجاوز بكثير الفن، بعد أن بدأ الرسم تعبيرياً.

تعكس مساحات الألوان بانحناءاتها في لوحاته مفهوم الفضاء في فيزياء أينشتاين، وغيرها من المفاهيم التي نظّر لها في كتاباته، وكان ينظر دائماً إلى تناغم الألوان في لوحاته في سياق الكل الأكبر، فالشيوعية التي حارب من أجلها سعت كما رآها هو، إلى إلغاء جميع الحدود "بين العالم والكون، بين البشر، بين الإنسان والآخر وبين كلّ الأشياء التي نراها".

كما يُعرض عمله الفسيفسائي "ولادة رجل" (1919)، التي نجت من بين أعمال تمّ تدميرها في الثلاثينيات، إذ كانت مخبأة في سقيفة، وأعيد تركيبها في عام 1957 بمدينة كولونيا، ولوحته "رجل أمام نافورة" وهي منفّذة بغواش على ورق، وفيها لا تظهر ملامح الرجل الذي يتشكّل من بقع لونية تتداخل مع بقية عناصر اللوحة.

وفي عمل يعود إلى عام 1938، وعُرض لأول مرة خلال الاحتفال بعيد ميلاده الستين، يستخدم فروندليتش الموزاييك ويظهر فيه الناس متساوين على اختلاف ألوانهم وأعراقهم، إلى جانب لوحة "تكوين بثلاثة أشكال"، ومنحوتة "الصعود".

تقدّم كتابات فروندليتش فكرة عن إقامته في باريس منذ عام 1924 وما بعدها، وصداقته مع العديد من الفنانين مثل واسيلي كاندينسكي وبابلو بيكاسو، وانخراطه الوثيق بالفنون التطبيقية من خلال أعمال السجاد والفسيفساء والزجاج المطلي وربطه بمفهومه عن مستقبلية الفنون الجماعية.

المساهمون