أوباما يطلب من عباس المجازفة لتحقيق السلام

17 مارس 2014
أوباما خلال لقائه عباس (شول لوب/ أ ف ب)
+ الخط -

كما كان متوقعاً، طلب الرئيس الأميركي، باراك أوباما، من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، خلال لقائه في البيت الأبيض، اليوم الإثنين، تقديم تنازلات إلى الجانب الإسرائيلي، من أجل السير قدماً في عملية السلام، مغلفاً طلبه هذا بطروحات "القرارات الصعبة والإقدام على المجازفات".

 وقال أوباما الذي التقى رئيس الحكومة العبرية بنيامين نتنياهو قبل أسبوعين، إنه لن يتخلى عن عملية السلام المتعثرة، والتي تقودها الولايات المتحدة، على الرغم من تزايد حالة التشاؤم من التوصل لاتفاق "إطار" من شأنه أن يطيل أمد المحادثات لما بعد الموعد النهائي المحدد في إبريل/ نيسان.

وأضاف أوباما "الأمر صعب للغاية. سيتعين علينا أن نتخذ قرارات سياسية صعبة ونقدم على مجازفات إذا تمكنا من المضي قدما بالعملية. وآمل أن نشهد تقدما في الأيام والأسابيع المقبلة."

وشدد الرئيس الأميركي على أنه بعد أكثر من عقدين من المفاوضات المتقطعة بين إسرائيل والفلسطينيين، فإن المحددات الخاصة بالوصول إلى اتفاق سلام نهائي باتت معروفة تماما. وقال "الكل يتفهم كيف تبدو ملامح اتفاق السلام بما في ذلك تقديم تنازلات عن أراض لدى الجانبين استنادا إلى خطوط عام 1967 مع تبادل متفق عليه للأراضي، بما يضمن أمن إسرائيل مع ضمان أن تكون للفلسطينيين دولة ذات سيادة." وتابع "أؤمن أن الوقت قد حان، ليس لقيادتي الطرفين وحسب، بل ولشعبي الطرفين كي يغتنموا هذه الفرصة".

ووافق عباس على أن الحل لا بد أن يتضمن دولة فلسطينية تقام على الحدود التي كانت قائمة قبل حرب عام 1967، على الرغم من أن نتنياهو أعلن أن إسرائيل لن تعود تماما إلى تلك الحدود التي اعتبرت أن من غير الممكن الدفاع عنها.

وأصر عباس على أن الفلسطينيين اعترفوا بالفعل في الاتفاقات الدولية السابقة بدولة إسرائيل. وقال لأوباما "سيادة الرئيس، لدينا اتفاق مع إسرائيل توسط فيه السيد وزير الخارجية الأميركي جون كيري يتعلق بالإفراج عن الدفعة الرابعة من السجناء. نأمل الإفراج عن الدفعة الرابعة بحلول 29 مارس/ آذار، لأن هذا من شأنه أن يعطي انطباعا قويا بشأن جدية الجهود الرامية لتحقيق السلام."

وأعاد كيري الفلسطينيين وإسرائيل إلى طاولة المفاوضات في 29 يوليو/ تموز بعد توقف دام ثلاثة أعوام، وقال في ذلك الوقت إن "هدفنا سيكون إنجاز اتفاق للوضع النهائي على مدى الشهور التسعة المقبلة."

 ومع اقتراب موعد 29 إبريل/ نيسان قلل المسؤولون الأميركيون طموحهم بالقول إنهم يحاولون الآن إبرام "إطار مفاوضات" غير ملزم حتى ذلك الموعد. وكان كيري قد أشار في 26 فبراير/ شباط إلى أن الوصول لاتفاق سلام كامل، ربما يستغرق تسعة شهور أخرى، ولكن حتى ذلك الإطار الزمني الطويل يواجه شكوكا على نطاق واسع.

وفي السياق نفسه، ذكر مسؤول أميركي بأن كيري حث الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس الأحد على "اتخاذ القرارات الصعبة التي ستكون ضرورية" قبل الموعد النهائي للتوصل لاتفاقية سلام مع إسرائيل في 29 إبريل/ نيسان.

وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية عن اجتماع كيري وعباس الذي استمر ثلاث ساعات يوم أمس، إن "وزير الخارجية شكر الرئيس عباس على قيادته وشراكته الحازمة خلال الأشهر القليلة الماضية، وشجعه على اتخاذ القرارات الصعبة التي ستكون ضرورية في الأسابيع المقبلة. وأكد أيضا أننا في وقت مهم من المفاوضات، وأنه على الرغم من أن هذه القضايا موجودة منذ عشرات السنين يجب ألا يترك أي من الطرفين القرارات الصعبة في هذه المرحلة تقف في طريق التوصل لسلام دائم". ووصف المسؤول محادثات اليوم بأنها "صريحة ومثمرة".