أوباما يتراجع: تهديد "القاعدة" يتقدّم

29 يناير 2014
+ الخط -
في عامه السادس من الحكم، وقبل عامين على انتهاء ولايته الرئاسية الثانية، قدّم الرئيس الأميركي باراك أوباما، فجر اليوم، خطابه حول حال الاتحاد، فوعد بعام من العمل وتحسين الاقتصاد، وتراجع عن أقواله السابقة بأن تنظيم "القاعدة" قد ضُرب وهُزم، وأقرّ بأن تهديده يتصاعد، واعتبر أن السياسة الأميركية نجحت في سوريا "بما أنها دفعت النظام لتسليم سلاحه" الكيميائي، من دون أن يتطرق إلى تمادي النزاع الطائفي واستفحال الأزمة الإنسانية، وكأن الغرض الأميركي قد تحقّق بنزع السلاح الكيميائي.

وقال أوباما، في خطابه المتلفز الذي استغرق نحو 65 دقيقة داخل مجلس النواب، "فلنجعل هذا العام عام العمل. هذا ما يريده معظم الأميركيين؛ يريدون منّا جميعاً في هذه القاعة أن نركّز على حياتهم وآمالهم وطموحاتهم". وحذّر أعضاء الكونغرس من أنه قد يتخطاهم إن وقفوا في دربه، قائلاً إن "الأميركيين لا يتحملون، ولن يفعلوا. لذلك، وفي أي وقت أو أي موقف أستطيع أن أتخذ قرارات من دون اللجوء الى المشرّعين بهدف توسيع الفرص أمام العائلات الأميركية، سوف أفعل ذلك".

ودعا الرئيس الأميركي إلى زيادة قوية على الحد الأدنى للأجور الثابت منذ العام 2009 عند عتبة 7,25 دولارات للساعة، على الرغم من المعارضة الشرسة التي يبديها الجمهوريون في الكونغرس، مشيراً إلى أنه سيصدر "خلال الأسابيع المقبلة" مرسوماً يرفع فيه، بمعدل حوالي 40 في المئة، الحد الأدنى للأجور في المؤسسات المتعاقدة مع الدولة.

ورأى أوباما أن الدبلوماسية الأميركية، المدعومة "بالتهديد بالقوة"، أرغمت النظام السوري على تسليم أسلحته الكيميائية، ودفعت بإيران إلى طاولة المفاوضات. وجدّد تحذيره باستخدام حق نقض ضد أي عقوبات قد يلجأ الكونغرس إلى فرضها على إيران خلال فترة المفاوضات.

ولفت إلى أن "المجموعات الجهادية" تزيد من قوتها داخل صفوف المعارضة السورية، لذلك "علينا تقديم المساعدة للمعارضة التي ترفض برنامج الشبكات الإرهابية".

واعتبر الرئيس الأميركي أن تنظيم "القاعدة" على طريق الهزيمة، من دون أن ينفي تهديداته المتصاعدة، مضيفاً أنه "في اليمن والصومال والعراق ومالي، يجب علينا العمل مع شركائنا لإضعاف هذه الشبكات وشلّ حركتها". كلام يُعتبر بمثابة التراجع عمّا كان قد أعلنه سابقاً، حين أعلن عن "بداية النهاية" للتنظيم، خصوصاً بعد قتل زعيمه أسامة بن لادن في أيار/ مايو 2011.

وبالنسبة للانسحاب من أفغانستان، جدّد تأكيده على خطته بسحب القوات منها خلال العام الجاري. وقال إنه "في حال وقّعت الحكومة الأفغانية الاتفاق الأمني الذي أجرينا محادثات بشأنه، فإن كتيبة صغيرة من الأميركيين قد تبقى في أفغانستان مع الحلف الأطلسي من أجل القيام بمهمتين: تدريب القوات الأفغانية ومساعدتها، والقيام بعمليات مناهضة للإرهاب لمطاردة القاعدة".

المساهمون