أوباما ــ خامنئي: رسائل الهزيمة

08 نوفمبر 2014
تختصر سرية أوباما المكشوفة ضعف الرئيس (عطا كناريه/فرانس برس)
+ الخط -
لم تثر الرسالة الرابعة التي لم تعد سرية، من الرئيس باراك أوباما إلى مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي قبل أسابيع، والتي كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" النقاب عنها قبل يومين، كل تلك الضجة التي أثارتها لمجرد كونها اتصالاً بين عدوّين، إذ لطالما شهد تاريخ الحروب تواصلاً مستداماً بين أعداء في وضعيات أشرس بكثير من تلك التي تجمع الولايات المتحدة بإيران اليوم. مصدر الضجّة يكمن في مكان آخر، ذلك الذي اختار باراك أوباما أن يكون عنوان عهده: السرية بما هي خوف مزدوج من شنّ حرب وإبرام السلام في آن، أي الخوف الدائم من المغامرة، وهو سمة المحافظين الخائفين أبداً من الفشل، أي العاجزين عن دخول التاريخ يوماً بما أن لا نجاح من دون مغامرة بحسب حكمة التاريخ.

تعرض رسالة أوباما على خامنئي، صفقة حول البرنامج النووي الإيراني في مقابل تحالف أمني وثيق ضد تنظيم "داعش". لكن الصفقة لا تقدّم لإيران جديداً، فتقاسُم المغانم بين واشنطن وطهران، معمول به على أوسع نطاق، لا بل إن التمدد الإيراني لا يتوقف عن التوسع يومياً، من العراق إلى سورية فاليمن ولبنان، مع "داعش" ومن دونه، مع ملف نووي ومن دونه، برضى أميركي ومن دونه.

ولمّا كانت الأحوال على هذه الشاكلة في غير مصلحة واشنطن وأوباما، تفيد ألف باء العلوم السياسية أن الجدير بالرئيس، بما هو تجسيد للنظام الأميركي برمّته، إما أن يكرّس السلم أو الاستسلام بشكل علني، أو أن يضرب ضربة علنية أيضاً لكسر مسار التطورات، بشكل حرب أو تصعيد، أيضاً علناً، بدل التأتأة التي باتت ملازمة لأجوبة المتحدثين باسم البيت الأبيض في كل مرة يفتضح فيها تواصل أوباما مع ملالي إيران الذين يستحضرون كل ميراث شوفينيتهم و"ثوريتهم" للتفاخُر بعدم الرد على رسائل أوباما المهزوم.

مرة جديدة يوفّر أوباما علينا عناء فهم لماذا يمكن تصنيفه كأحد أكثر الرؤساء الأميركيين فشلاً. مرة جديدة يصبح ممكناً فهم كيف يتحوّل شأن خارجي إلى همّ داخلي يغيّر في نتائج التصويت، عندما يرى الناخب الأميركي درجة الارتباك الذي يتسبب به رئيسه يومياً. ارتباك أغلب الظنّ أن الجمهوريين سيحوّلونه وقوداً لحروبهم الآتية.
المساهمون