انضمت أهوار العراق إلى سابقاتها من المواقع الأثرية العراقية ومنها سامراء، وأشور، والحضر، وقلعة أربيل، وأور، وأريدو، والوركاء، إلى لائحة التراث العالمي.
وأثمرت نقاشات منظمة "يونسكو"، أمس الأحد، والتي استمرت اجتماعاتها على مدى ثمانية أيام في مدينة إسطنبول التركية، عن موافقة المشاركين على ضم ثلاث مدن قديمة وأربع مدن من الأهوار العراقية إلى سجل التراث العالمي، وبدعم من عدة دول أبرزها الكويت وفرنسا وفنلندا وإندونيسيا والبرتغال وتونس وفيتنام واليابان.
وعدّ رئيس مجلس محافظة ذي قار جنوب العراق حميد الغزي، قرار ضم الأهوار ومواقع أثرية أخرى في المحافظة إلى لائحة التراث العالمي، إنجازا كبيرا حققه الوفد العراقي، وستكون له أهمية كبيرة في توسيع السياحة بمختلف أنواعها، خصوصاً أنّ الأهوار تعد معلماً تاريخياً وثقافياً مهماً.
وقال المتحدث باسم وزارة البيئة أمير علي حسون، في تصريحات صحافية سابقة، إنّ العراق وفى بالتزاماته، في ما يتعلق بإعادة الحياة الطبيعية للأهوار. وأشار إلى عقد شراكات بين وزارات الزراعة والبيئة والموارد المائية بالتنسيق مع الحكومات المحلية لإعادة إحيائها، والتنسيق مع دول الجوار لزيادة تدفق المياه إليها.
من جهته، أكد ناظم علي من سكان محافظة ذي قار، أن العراق يعاني من مشاكل كبيرة في إدارة الموارد المائية خاصة مع دول منابع وروافد نهري دجلة والفرات، ما أدى إلى انحسار مستوى المياه، واختفاء نحو عشرين قرية، ونفوق أكثر من سبعة آلاف رأس جاموس وأعداد كبيرة من الأسماك، وانعدام مياه الشرب النقية.
واعتبر أن معظم المشاريع الممولة من الدولة تنتهي بسبب الفساد، ما يجعل منها مشاريع وهمية.
وأضاف لـ"العربي الجديد"، أن سكان الأهوار لا يتم إشراكهم بشكل إيجابي في إدارة المشاريع الخاصة بمناطقهم وتلبية احتياجاتهم، مشيراً إلى أن نوعية المياه وكميتها غير مناسبتين، ما يؤثر على البيئة الطبيعية من أسماك وطيور وأعشاب ومزروعات.
ولفت إلى تسبب الجفاف المتزايد بنفوق الآلاف من الماشية، خصوصاً منها الجاموس الذي اشتهر سكان الأهوار بتربيته، كل ذلك ربما يعني اختفاء مظاهر الحياة في معظم مناطق الأهوار خلال سنوات قليلة، كما تسببت مشاريع بناء السدود على منابع نهري دجلة والفرات في تركيا في انخفاض حصة العراق من مياه النهرين، وانعكس ذلك سلباً على كميات المياه المتدفقة على الأهوار.
وعرفت أهوار العراق سابقاً بجمال طبيعتها وغزارة مياهها وتنوعها البيئي، لكن هذه المسطحات المائية العملاقة أخذت بالانحسار وبدأت هجرة السكان الجماعية منها إلى المدن منذ ستينيات القرن الماضي، إلا أن وتيرتها ارتفعت أبان الحرب العراقية مع إيران (1980-1988) لوقوعها على حدود جبهات المعارك بين البلدين. بدورها تتهم الحكومة العراقية الحالية النظام السابق قيامه بتجفيف مساحات شاسعة من الأهوار لتهجير سكانها.
ويشار إلى أن مساحة الأهوار تفوق 16 ألف كيلومتر مربع، وتمتد بين حدود العراق وإيران. إلا أن الجزء الأكبر منها داخل العراق، وتشكل حواجز جغرافية على تخوم مدن جنوبية كالناصرية والعمارة والبصرة. ووفقاً لبعض التقديرات فإن مساحة المناطق، التي ما زالت مغمورة بالماء، تقل عن 30 في المائة من مساحة المنطقة على أحسن تقدير. وخلال السنوات الأخيرة، استخدمت منطقة الأهوار المترامية الأطراف والنائية والواقعة على الحدود مع إيران في تهريب المخدرات والأسلحة وتسلم البضائع المسروقة واحتجاز رهائن لطلب الفدى.
وتبادل العراقيون التهاني على مواقع التواصل الاجتماعي، عقب تلقيهم خبر الموافقة على ضم الأهوار، وعدد من المواقع الأثرية في العراق إلى لائحة التراث العالمي.