أهالي معرة النعمان يرفضون النزوح منها رغم القصف

28 يونيو 2019
الأوضاع سيئة في المدينة (Getty)
+ الخط -
لم يعد شارع السوق الرئيسي أبو العلاء المعري، في مدينة معرة النعمان، جنوب إدلب، ينبض بالحياة كما كان في السابق، فمعظم المحلات التجارية مغلقة والأهالي لا يخاطرون بالتجول فيه، ولا يختلف الأمر على شارع الكورنيش بالمدينة نفسها، فالمباني على جانبيه تعرضت لقصف بالبراميل المتفجرة وغارات الطيران الحربي، وأصبح العديد منها غير صالح للسكن.

وقال الناشط من معرة النعمان، عمر السعود، لـ"العربي الجديد"، إنّ "حركة النزوح من المدينة رغم الأوضاع السيئة ضئيلة، والأهالي يلزمون منازلهم ولا يغادرونها إلا لشراء حاجياتهم الضرورية فقط، أما المحلات التجارية فغالبها مغلق والبعض منها يفتح لبضع ساعات فقط، خاصة التي توفر الأغذية للأهالي".

ووصل عدد سكان منطقة المعرة التي تعد معرة النعمان أكبر مدنها قبل انطلاق الثورة السورية إلى حوالي 400 ألف نسمة، فيما بلغ عدد سكان معرة النعمان 100 ألف نسمة. وفي مدينة كفرنبل التي اشتهرت بلوحاتها منذ بداية الثورة، ووصلت شهرتها للعالمية، نزح معظم أهالي المدينة بسبب القصف.

محمد خطيب، من كفرنبل، يروي لـ"العربي الجديد"، كيف يعيش من تبقى من السكان قائلا: "المدينة الآن شبه خالية، وفي كل حيّ هناك قلة من الشبان، ولا توجد فيها نساء أو أطفال، منذ حوالي الأسبوعين كان مزارعو البطيخ يفتتحون بسطاتهم في سوق الخميس، البطيخ الألذ من نوعه في المنطقة الذي تشتهر كفرنبل بزراعته، أما اليوم فهذا السوق فارغ وخال تماما، وألغي السوق الشعبي الذي يتم افتتاحه يوم الخميس في هذا الشارع".

وبالنسبة للنازحين، يوضح الخطيب أنه "يتردد البعض منهم على المدينة للاطمئنان على منازلهم، وأخذ بعض الحاجيات، وغالبا يقطع النازحون مسافات طويلة تحت الخطر وقد سئموا حياتهم الصعبة".

من جهته، يقول أحمد قنديل، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الأهالي هنا ملّوا حياة القصف والنزوح، وكثيرا ما تجد عوائل فضلت البقاء في الأراضي الزراعية قرب بلداتها كي لا تغادر نحو مناطق ريف إدلب الشمالي".

ويضيف قنديل: "هنا يمكن أن يوفروا مياه الشرب من الآبار، والبعض يعود لبلدته كلما هدأ القصف".


ويتابع قنديل "المزارعون مصرون على عدم ترك أراضيهم، فهي حياتهم وكل شيء بالنسبة لهم، وفي النهاية مهما ابتعدوا عنها سيعودون إليها".

وتتعرض المدن والبلدات القريبة من خطوط المواجهات في ريفي إدلب الجنوبي وحماة الشمالي لقصف شبه يومي يوقع قتلى في صفوف المدنيين، ويدفع بعضهم للنزوح، بينما تخلو البلدات الواقعة ضمن خطوط المعارك من السكان مع نزوح أكثر من نصف مليون نسمة منها.

المساهمون