أهالي ضحايا ثورة يناير: "المحاكمة مسرحيّة والعصابة هيّ هيّ"

30 نوفمبر 2014
تظاهر أهالي الشهداء في ميدان عبد المنعم رياض(العربي الجديد)
+ الخط -

"حسبي الله ونعم الوكيل"، راحت والدة مصطفى رجب، أول ضحايا ثورة ٢٥يناير، تردّد مراراً وتكراراً، بصوت يخنقه البكاء والأنين، بعد قرار محكمة جنايات القاهرة بتبرئة الرئيس المخلوع حسني مبارك ونجليه، ووزير داخليته حبيب العادلي، وعدد من مساعديه، قبل أن تضيف: "إيماني بالله كبير وهو سيقتصّ لابني".
ولم يختلف حال حسام، شقيق الضحيّة زياد بكير، عن والدة رجب، لكنّه يقول إنّ "الحكم على مبارك لن يفرق، سواء بالإعدام أو البراءة أو التأجيل"، معتبراً أنّه "يوماً ما سيموت القاضي، ولن تنفعه عندها حماية الجيش".
لم يكن وقع حكم البراءة سهلاً على أهالي شهداء الضحايا والجرحى، الذين لم يجد معظمهم كلاماً يصف حالة الغضب التي اعترتهم، ولم يتردّد عدد كبير منهم في التوجّه إلى ميدان عبد المنعم رياض، على مشارف ميدان التحرير، حيث ردّدوا هتافات مناهضة للنظام الحالي ورافضة لبراءة مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي ومعاونيه، من تهم قتل المتظاهرين في ثورة يناير، فصرخوا "مسرحيّة مسرحيّة، والعصابة هيّ هيّ"، و"يسقط يسقط حكم العسكر". واستمر إغلاق ميدان التحرير بالمدرّعات والآليّات العسكريّة، وسط تواجد مكثّف لقوات الشرطة في محيط الميدان والشوارع المؤدية إليه.

وفي محاولة للتذكير بالضحايا الذين لا يمكن نسيانهم، استعاد الناشطون والمشاركون في التظاهرات ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، أسماء أوائل الضحايا الذين سقطوا، وفي مقدّمهم أحمد بسيوني (31 عاماً)، الملقّب بـ"فنان الثورة"، الذي قُتل في اليوم المعروف باسم "جمعة الغضب" في ٢٨ يناير/كانون الثاني ٢٠١١.
وقٌتل بسيوني، وهو والد لطفلين، ويعمل مدرساً مساعداً في كلية التربية الفنية، في جامعة حلوان، بعد إصابته برصاص الأمن المصري، قبل أن تدهسه مدرعة أمن مركزي، عبرت على جسده. وبعد نقل جثّته إلى المشرحة، أُجبر أهله على التوقيع على محضر تنازل عن جميع حقوقه ومستحقاته، مقابل تسلّمهم جثّته.
وللثورة المصريّة فنان آخر، هو مصمم الغرافيك والتشكيلي زياد بكير (٣٧ عاماً)، الذي قتله رصاص الأمن، في ميدان التحرير في ٢٨ يناير/كانون الثاني ٢٠١١. واستغرقت رحلة العثور على جثمانه حوالي ٤٠ يوماً، قضتها أسرته في البحث في المستشفيات والسجون والأقسام والمشارح، حتى وجدته عن طريق المصادفة في مشرحة زنهم، حيث كان مسجلاً باسم آخر، لتتعرّف إلى جثمانه بعد إجراء فحص الحمض النووي.

ويُعرف مصطفى الصاوي (26 عاماً) بـ"إمام الثوار". بعد خروجه من منزله في اليوم ذاته، متجهاً إلى ميدان التحرير، وفي منتصف كوبري قصر النيل الواصل بين محافظتي القاهرة والجيزة، والمؤدي مباشرة إلى ميدان التحرير، رفع الصاوي، أذان العصر، وأمّ الثوار على الكوبري، قبل أن تباغتهم قوات الأمن بسيل من خراطيم المياه والغاز المسيّل للدموع. وما هي إلا دقائق، بعد الصلاة، حتى اخترق الرصاص الحي جسده، ليُقتل على الفور.
وفي الثالث من فبراير/شباط 2011، قُتل ناصر عويس، (٣٤ عاماً)، الذي كان مهندس كمبيوتر، برصاصتين فجّرتا رأسه، بعدما قضى ليلته في ميدان التحرير، يصدّ هجوم البلطجيّة المعتدين على ثوار الميدان في اليوم السابق، المعروف إعلامياً باسم "موقعة الجمل".
وفي حين يُعدّ مصطفى رجب، (20 عاماً)، أول ضحيّة لثورة يناير في السويس، وفق ما تداولته وسائل الإعلام، بعد مقتله في محافظة السويس في ٢٥ يناير ٢٠١١، قُتل شهاب سيّد (٢١ عاماً) في الثامن والعشرين من الشهر ذاته، أثناء محاولته إسعاف أحد المصابين.