استهدفت غارات جوية، أمس الاثنين، دار"السعادة" للعجزة في مدينة تلبيسة في ريف حمص الشمالي، وتسببت في وقوع أكثر من 30 جريحاً من المسنين المتواجدين في الدار وخروجها عن الخدمة.
ورجّح ناشطون أن تكون هذه الغارات روسية، وأشار الناشط ثائر الحموي من مدينة تلبيسة إلى أن "عشرات الإصابات لاتزال في حالة حرجة جداً، بينهم حالات بتر أطراف" موضحاً أن " جميع المصابين من المسنين الذين تتجاوز أعمارهم الستين عاماً، إضافة إلى اصابة عدد من العاملين في الدار".
وأضاف: "تسببت الغارات في تهدّم أقسام من الدار، وإتلاف جميع المعدات والمفروشات والأسرّة فيها، وخروجها تماماً عن الخدمة. معظم المسنين الذين كانوا متواجدين في الدار ليس لديهم أقارب في تلبيسة ولا من يتكفل بإيوائهم وعلاجهم. الدار موجودة منذ عام 2006 وهي من أكبر دور المسنين في المنطقة، إذ تحوي حوالي 100 غرفة، بعض المسنين يقيمون فيها منذ أكثر من 6 سنوات".
من جانب آخر، يعاني سكان بلدة تلبيسة إضافة إلى مدينة الرستن والحولة المجاورتين من عدم توفر مادة الخبز، يقول محمد المصطفى من تلبيسة إن "الكثير من المسنين والأطفال من النازحين والأيتام، يعيشون حياة صعبة في ظل عدم توفر مادة الخبز وتوقف الأفران عن العمل، تعمل هذه الأفران تحت ضغط كبير وقد توقفت مؤخراً بسبب توقف الدعم".
وأضاف: "بات رغيف الخبز حلماً لمعظم العائلات، والوقوف على أبواب الأفران عملاً يومياً طويلاً لشباب المدينة. يصل سعر ربطة الخبز حين تتوفر إلى 500 ليرة وتحتاج العائلة الواحدة إلى ربطتين أو ثلاث في حين لا يتجاوز دخل معظم العائلات 500 ليرة في اليوم الواحد".
وتعود أزمة عدم توفر الخبز في بلدات ريف حمص إلى أكثر من أربع سنوات بسبب سيطرة قوات النظام على المنافذ البرية التي تصل هذه البلدات بباقي المناطق السورية ومنع دخول مادة الطحين إليها، وعملت المجالس المحلية طوال هذه الفترات على توفيره من خلال التبرعات والدعم الذي يقدم لها لشراء القمح ودعم إنتاج الأفران، إلا أن حصول الأهالي على الخبز بقي مرهونا بتوفر هذا الدعم.
يذكر أن بلدات ريف حمص الشمالي تتعرض لقصف شبه يومي من قبل كل من الطيران الحربي الروسي والسوري، وهو ما تسبب في تعطيل الكثير من المنشآت المدنية الحيوية فيها كالأفران والمستشفيات.