أهالي ريف حمص الشمالي...حصار وخوف من التهجير

23 ابريل 2018
القصف في مناطق ريف حمص الشمالي(تويتر)
+ الخط -


يواجه المحاصرون في ريف حمص الشمالي ضغوطاً مختلفة، تتحكم في خياراتهم وتوجهاتهم في ظل التهديدات التي يتلقونها من النظام وروسيا وتخييرهم بين المصالحة مع النظام أو التهجير، لكن الأهالي يتمسكون بأمل عدم التهجير.

ويدرك الأهالي أن الإصرار على البقاء والمواجهة يحمل ويلات كثيرة، منها صعوبة تأمين الدخل وقلّة فرص العمل، وهي المشكلة التي تفاقمت بعد فصل النظام السوري لأعداد كبيرة من الموظفين.

وتتباين مواقف أهالي ريف حمص الشمالي تبعاً لحجم الضغوط التي يتعرض لها كل مواطن، بحسب طبيعة المنطقة التي يسكن فيها ضمن مناطق ريف حمص الشمالي، الذي يضم ثلاث كتل سكانية رئيسية وهي تلبيسة والرستن والحولة.

تحدث ابن تلبيسة عوض الجاسم، الذي اضطر لترك وظيفته الحكومية بسبب انعدام الأمن والخوف على حياته لـ "العربي الجديد"، موضحا أن عليه أن يمر عبر حواجز أمنية من أجل الحصول على راتبه من مناطق النظام، ما يعرضه في كل لحظة لخطر الاعتقال. وعن الوضع المعيشي في ريف حمص الشمالي قال الجاسم: "الأسعار في الريف الشمالي مرتفعة، خصوصاً المواد الأساسية، لكن توفرها شبه دائم".

وعن عمليات التهجير التي تعرضت لها الغوطة الشرقة والقلمون أكد أنه لم يكن لها أي تأثير كبير على المعنويات هنا رغم الحصار.

أما محمود أبو المجد، أوضح لـ "العربي الجديد" أن مصدر دخله الوحيد هو مبالغ مالية يرسلها له أخوته المقيمون خارج سورية، لتأمين مستلزمات الحياة رغم غلائها، مع اعتماد حالة من التقشف والاكتفاء فقط بالمواد الضرورية. وأشار إلى أن من ليس له مصدر دخل يعتمد في الغالب على المساعدات التي تدخلها القوافل الإغاثية، واصفاً الوضع عموماً بأنه "مأساوي".


وعن عمليات التهجير الأخيرة، أشار أبو المجد إلى أنها حديث الشارع اليوم، وأنها أثرت فعلياً على معنويات الناس في الريف الشمالي، وتابع "أن الإنسان المحاصر هنا أصبح هاجسه بأنه لم يبق سوى ريف حمص الشمالي منطقة محاصرة".

أما سامر حسين الذي كان موظفاً في جهاز الشرطة في النظام قال لـ "العربي الجديد ": "بعد انشقاقي عدت إلى منطقة الحولة لأواجه العديد من الصعوبات، خصوصا تأمين الدخل مع الحصار المفروض على المنطقة، فتنقلت بين عدة أعمال بسيطة لا تكفيني لتأمين ربع احتياجات عائلتي، وبدأت بمشروع تربية الأغنام، الذي أصبح بالنسبة لي مصدر الدخل الأساسي اليوم رغم المشاكل الكبيرة التي تواجهني، ومنها الأمراض ونفوق بعض الأغنام".

وأشار إلى أن الحصار في منطقة الحولة يختلف عن حصار المنطقة الشرقية من ريف حمص الشمالي (الرستن وتلبيسة)، مشيراً إلى أن الواقع أشد سوءاً فيها، مع ارتفاع الخوف من عمليات عسكرية قد تنتهي بالتهجير.