لم تغب مظاهر الاحتفال بعيد الميلاد المجيد عن كثير من أحياء دمشق، وخاصة باب توما وباب شرقي، في القسم الشرقي من المدينة، الذي يبعد مئات الأمتار عن خط النار مع حي جوبر والغوطة الشرقية التي تعيش مواجهات بين المعارضة المسلحة والقوات النظامية والمليشيات الطائفية والموالية.
ويكفي التجول في أحياء دمشق الرئيسية، وخاصة باب توما وباب شرقي والقصور والتجارة وجرمانا وغيرها، لتلحظ مظاهر احتفال الأهالي بعيد الميلاد في ظل صلوات من أجل عودة الأمن للبلاد وانتهاء الحرب، وتطل أضواء أشجار الميلاد من نوافذ المنازل وشرفاتها، إضافة إلى بعض الساحات، كما لم يغب عن أغلب الشوارع "بابا نويل" وبعض الشخصيات الكرتونية التي أدخلت الفرح إلى قلوب الأطفال، إضافة إلى ارتداء زي بابا نويل من الأطفال والبالغين.
وتستعد العائلات لاستقبال الأهل والأصدقاء لتبادل معايدات ميلاد المسيح، حيث تنار الشجرة وتحضر الضيافة التي تقدم في هذه المناسبة، كما تزينت المطاعم والمقاهي بزينة عيد الميلاد من الشجرة والإنارة وغيرها، وحجزت معظم الأماكن لحفلة عيد الميلاد التي ستقام الليلة فيها.
وقال سامر، وهو شاب يسكن في باب توما، لـ"العربي الجديد"، إن "أهالي دمشق عامة يبحثون بعد سنوات الحرب الطويلة عن فرصة للفرح. كثير من العائلات حاولت أن تحافظ على مظاهر عيد الميلاد بالرغم من الأسعار المرتفعة هذا العام لشجرة عيد الميلاد التي تراوحت بين 7 و35 ألف ليرة سورية، بحسب حجمها ونوعها، إضافة إلى غلاء الهدايا والألبسة وخاصة المتعلقة بالأطفال".
وبين أنه "بالرغم من تعرض المنطقة خلال الأسابيع الأخيرة لسقوط قذائف هاون وصاروخية وطلقات متفجرة تسببت في مقتل وجرح عدة أشخاص، إلا أن المنطقة شهدت حركة جيدة والمحلات فتحت أبوابها لوقت متأخر لهذه المناسبة".